لم أتوقف كثيرا أمام خبر اعتزال المطربة شيرين ، لأني كنت أعرف أنه قرار متسرع ، جاء في لحظة ضعف بعد تعرضها للكثير من الضغوط الحياتية ، وأن عودتها للغناء ستكون بعد أيام قليلة من إعلان خبر الاعتزال ، كنت على يقين من ذلك لأن شيرين عاشقة للغناء والفن عموما ، والعاشق لا يمكن أن ينسحب بهذه السهولة ، لكنني توقفت أمام الأسلوب والطريقة التي أعلنت فيها شيرين لهذا الخبر عن طريق الرسائل الصوتية ، رسالة عن اعتزالها ثم رسالة عن تفكيرها بالعودة ثم رسالة عن عودتها ، وهو أسلوب غير مقنع .
ما حدث مع شيرين ، أنها طوال الوقت تسجن نفسها خلف جدران أمور تستنفذ طاقتها وتجعلها دائما في حالة قلق وتوتر ، وتفسد عليها نجاحاتها ، وهى أمور تعرضها لضغوط نفسية شديدة ، بسبب تراكم أزمات حياتية أخرى ، ومن تعامل مع شيرين عن قرب يعرف جيدا أنها إنسانة حساسة جدا وذات مزاج متقلب في نفس الوقت ، تحب الجميع وتدعم زملائها الفنانين ، عفوية في كل تصرفاتها وتتعامل بطيبة وجدعنه مع الجميع ، حتى عندما استعملت الحذاء في برنامج ذا فويس ، أو قيامها بنشر صورتها على إنستجرام وهى تبكي منهارة ، كنت أعرف أنها تصرفات شيرين البسيطة العفوية التي تحب أن تكون على طبيعتها ، رغم أن البعض وقتها تعامل معها بلا إنسانية ، تعاملوا معها انها الفنانة المشهورة فقط ، وهذه أمور ضايقت شيرين كثيرا ، كانت تريد أن تصرخ لتؤكد للجميع أنها إنسانة قبل أن تكون فنانة ، هى تعرف أن ابتعادها عن الفن والغناء قد يدخلها دوامة الإحباط وفقدان الثقة بنفسها ، وهى كما أعرفها قوية ، فقد تعرضت من قبل لأزمات وصدمات كثيرة ، لكنها لم تفكر في اعتزال الفن ، لذلك لم أقتنع أبدا برسائل شيرين “التكتيكية” .
المؤكد أن من يديرون أمور شيرين الفنية أثبتوا فشلهم الكبير ، وأرى أنهم السبب الرئيسي فيما وصلت إليه صوت مصر من ضغوط نفسية وعصبية دفعتها لإعلان قرارها المتسرع بالاعتزال ، بدليل أنهم كانوا أخر من علم بقرارها ، وبعدها اختفوا تماما عن المشهد ، وهو ما يؤكد أن هناك شوائب في الكواليس ، حتى عندما قامت بنشر صورتها وهى تبكي سارعوا بالاتفاق معها على تغيير “الباسورد” الخاص بكل صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحيث يتحكموا في كل ما يتم نشره على صفحاتها ، وتركوا لها فقط “الواتس اب” ، وقتها لم يعلموا أنه سيكون مدفع انطلاق الصاروخ الذي سينفجر في وجه الجميع ، وأيضا كانوا آخر من يعلم ، وهو أمر محزن لمطربة في حجم شيرين ، صاحبة الصوت العبقري والجماهيرية الكبيرة في مصر وكل الوطن العربي ، هى مطربة مهمة شرفت مصر في كل مكان ذهبت إليه ، وكنت شاهدا على ذلك في الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها .
شيرين لا يمكن أن تعتزل ولا يمكن أن تنطفئ نجوميتها ، لأنها تذوب عشقا في الغناء ، ولا تستطيع الابتعاد عن فنها وجمهورها ، كنت من البداية أعرف أنها ستعود ، لأنها عندما أعلنت قرار اعتزال الفن لم تنهي بعض الأمور الخاصة بتعاقداتها الفنية ، شيرين كانت وقتها تمر بحالة نفسية وضغوط عصبية لذلك تسرعت وأطلقت رسائلها الصاروخية ، وهي بداخلها كانت تعلم جيدا انها ستعود من جديد للوقوف على المسرح لتقدم لعشاق فنها أجمل وأبدع الأغاني كعادتها ، ولو كانت شيرين تنوي بصدق اعتزال الفن ما اتبعت هذا الأسلوب في الإعلان عن خبر اعتزالها لأنه غير مقنع ، وكانت سارعت لفسخ تعاقداتها الفنية بشكل ودي تفاديا لدفع الشرط الجزائي في كل عقد ، لكنها لم تفعل لأنها كانت تعلم جيدا أنها ستعود خلال أيام قليلة ، وبالتالي فالقرار جاء في لحظة ضعف لا أكثر ، لذلك اعتمدت على الرسائل الصوتية فقط ، لحظة قررت خلالها شيرين الهروب من واقعها ، وهو هروب “تكتيكي” لاستعادة الهدوء والابتعاد عن الضغوط العصبية والنفسية التي تعرضت لها طوال الفترة الأخيرة .
المؤكد أن رسائل شيرين المتسرعة باعتزال الفن ، كانت مجرد رسائل قوية للبعض ، كانت تريد أن تقول كلمتها والرسالة وصلت ، وعادت شيرين لفنها وجمهورها الكبير بعد أن أنهت المهمة بنجاح.
.