-أهلا، ازيك؟
-هاي، الحمد لله فيلينج جوود (الحمد لله تمام)
– تاكل معايا؟؟
– أوووه طعمية أي لايك إت، ثانك يو، أي ثينك إت نيدز سوم تحينة!! علشان تديني إنيرجي (أووه طعمية أنا باحبها ، شكراُ ، اعتقد عايزة شوية طحينة، علشان تديني طاقة)
هذا مثال لحوار واقعي حدث أمامي بالفعل وانقله نصاً، وبالتأكيد يحدث أمام الكثيرين منا، من جمل الحوار يمكن أن نستنج انه المتحاورين مصريين وعرب أو يمتون لهم بصلة فمفردتي “إزيك” و”طعمية” غير موجودتان في اللهجات العربية الأخرى، وعليه فنحن أمام حوار يفترض أنه مصري عربي. ولا تفسير لوجود مفردات أجنبية في حوار العرب إلا التأثر بالحضارات الأخرى والتي لا تضارع الحضارة الأصلية للمتكلمين وإنما هي عقدة الخواجة.
وعقدة الخواجة تختلف من مجتمع إلى آخر ومن فئة إلى أخرى، فكلما انحدر المستوى الاجتماعي كلما زادت العقدة وأيضا طبقاً للمستوى التعليمي كلما انحدر هذا زادت تلك. فالحوار السابق يمكن أن يجرى على لسان بعض من خريجي الجامعة الأمريكية أو من درسوا وعاشوا في الخارج (دول أوروبا وأمريكا) وعندها نقول انه أمر متقبل فطبيعة هذا المجتمع تتيح هذا الخلط بين اللغات. لكن أن تستمع لهذا الحوار أو ما شابهه على لسان من عاش وتعلم وعمل في موطنه الأصلي بتعليمه المجاني فذلك يأتي من سبيل النفور من الواقع والهروب إلى مستوى آخر.
من الملاحظ أن اللغة أصبحت عبء على أصحابها حتى في التعليقات والتنكيت على غرار (ذات مومنت) (يو فيل لايك) (لايك وشير) أو حتى في حوارات اعلامية، مثلاً في الإذاعة تسمع مذيع أو مذيعة تقول: عندي كومنتات (تعليقات) كتير على البيج (الصفحة) أو يا جماعة شيّروا (شاركوا) اللينك (الرابط) بتاع الصفحة واعملوا (لايك) مما يدعوك لأن تتوقف برهة وتتأمل ماذا حدث؟ ومن فعل هذا؟ ولماذا؟
إن كنت غير مقتنع، إذن انظر إلى ما حولك من لافتات تخص المحلات في أي شارع وأسماء المنتجات الاستهلاكية، لن تجدها تخلو من مسميات غير عربية وحتى في اضيق الحارات الشعبية. فهذا نشاط محموم لعملية محو الهوية والتي تتم على قدم وساق. قد تجد أن هذا من قبيل تبنى نظرية المؤامرة، فليكن وإلا فإن ما يحدث ما هو إلا من قبيل (فقع المرارة).
لذا أسألكم أن (تعيشوا عيشة أهاليكم وتتكلموا عربي وبلاش فقع مرارة).