نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”
أن تذهب لبرنامج من أجل أن تتقاضى أجرا يقدر بالملايين ولا تقول شيئا للناس، بل تتعمد إخفاء حقائق يعرفها على الأقل عدد لا بأس به من الفنانين وتخترع أكاذيب يفضحها على الأقل عدد لا بأس به من الجماهير، هذا اختيار، وهناك اختيار آخر أن تذهب لبرنامج مجهول لكى تقول رأيا بلا أي مقابل وأنت تعلم جيدا أنه من الممكن أن يصبح بمثابة كلمة النهاية، إنه الفارق بين عزة الحناوى عندما ذهبت لبرنامجها (أخبار القاهرة) في القناة الثالثة في وقت لم يعد فيه أحد يشاهد (ماسبيرو)، بينما عادل إمام وهو يذهب لبرنامج (نعم أنا مشهور) يترقبه الجميع على (إم. بى. سى) ليصبح بمثابة تمهيد لمسلسله (مأمون وشركاه) وهو في نفس الوقت صفقة موازية للمسلسل، حيث يشارك نفس فريق المسلسل في التنفيذ المنتج تامر مرسى والمخرج رامى إمام والإعلامية منى الشرقاوى زوجة كاتب المسلسل يوسف معاطى التي عادت للوقوف أمام الكاميرا بعد غياب 10 سنوات، عادل بالطبع كان يذهب للحلقة وهو موقن أنه سيقدم إجابات معلبة لأسئلة من المحفوظات العامة تعود عليها بل ومتفق عليها وهكذا تأتى إجابته أرشيفية خالية ليس فقط من المفاجأة ولكن من خفة الظل وبعضها يعوزه الصدق، ولكن قبل أن أستكمل معكم أرى أنه على أن أنهى في الأسطر القادمة حكاية عزة الحناوى، أشعر أنها كانت تعلم جيدا أنها في هذه اللحظة ستقول كل ما لديها ولن يسمح لها بعدها بالوقوف أمام الكاميرا مجددا، ولهذا فلم تكتف بأنها المذيعة ولكنها تلعب أيضا دور الضيف وتقول كل اللى في قلبها، نعم ستقولون إنها لم تكن مهنية فليس دورها أن تدلى برأيها وتلعب دورى الضيف والمذيع معا، وهذا بالطبع حقيقى بل أكثر من ذلك (سأزيدكم من الشعر بيتا) كانت تبدو مثل من لديه حمل ثقيل يريد أن يتخلص منه كله دفعة واحدة، أظنها كانت تخشى مثلا أن يتم القطع على الهواء فوجدت أن عليها أن تسارع بتفريغ كل ما لديها من حمولة، ولم تكن حتى قادرة على أن تنتقل بسلاسة من اتهام للرئيس إلى آخر لكنها تقذفها جميعها مباشرة مرة واحدة، كانت تبدو وكأنها في حالة عداء مع الرئيس حتى إنها لم تكن تسمح للضيف بأن يقاطعها ليلعب هو الدور العكسى، وهذا بالطبع لا يمكن أن يضعها تحت طائلة قانون المهنية، ولكن ألم تلاحظوا مثلا أن القسط الأكبر من مقدمى برامج (التوك شو) قد تجاوزوا هذه المهنية وصاروا يدلون بدلوهم في كل شىء، هي تجاوزت الخط المسموح ليس فقط في ماسبيرو ولكن في الفضائيات المصرية حتى الخاصة منها التي صارت تتحفظ في كل شىء وتحديدا نقد الرئيس، ولكن تخيل لو أن اللجنة المشكلة للتحقيق معها المكونة من الإذاعيين الكبيرين حمدى الكنيسى وسناء منصور ود. عماد على حسن العميد الأسبق لكلية الإعلام، لو أن هذه اللجنة شاهدت الموقف عكسيا- الضيف هو الذي ينتقد الرئيس بينما المذيعة التي تدافع عنه- ألم تكن في هذه الحالة ستطلب بمكافأة المذيعة ومصادرة الضيف من ماسبيرو وكل القنوات الشقيقة.
بالطبع الكنيسى ومنصور ينتميان إلى زمن الرئيس المقدس فلقد عاصرا زمن السادات ومبارك حيث يصبح الرئيس هو الخبر الأول والأهم ولا يمكن تصور أن هناك من يقترب من ذات الرئيس، ولهذا فمن البدهى أن يخدش حياءهم المهنى أي انتقاد للرئيس، عزة الحناوى يقترب عمرها المهنى من 30 عاما لم تستطع أن تحقق بالتأكيد نجاحا جماهيريا فهى مثل أغلب مذيعى ماسبيرو كانت ستواصل حتى نهاية الخدمة حياة الظل، ورأت أخيرا صورتها تتصدر خبر الصفحات الأولى، نعم هذه هي حلقتها الأخيرة كتبتها بيدها لا بيد الكنيسى!
ننتقل إلى الحلقة الأولى ولكن من برنامج (نعم أنا مشهور) في إم. بى. سى سيستكمل عادل إمام اللقاء في حلقة ثانية السبت القادم، وأظنه الوحيد الذي يحظى بحلقتين، وهذا يتوافق مع تركيبة عادل في ضرورة الاستثناء، ما حققه عادل من بقاء على القمة الرقمية 40 عاما كان وسيظل حالة استثنائية غير مسبوقة عربيا ولا عالميا، نعم لا يزال في العالم نجوم تجاوزوا السبعين يواصلون البقاء في الدائرة مثل أميتاب باتشان في الهند أو جيراد ديبارديو فرنسا أو جاك نيكلسون والباتشينو وتوم هانكس وغيرهم بهوليوود، إلا أنه ولا واحد من كل هؤلاء يقف على القمة الرقمية، عادل احتفظ بالمقدمة الرقمية عندما انتقل من السينما للتليفزيون، فلقد وصل إلى رقم 35 مليون جنيه، بينما من يليه يحيى الفخرانى يقف عند رقم 20 مليونا، وهو برامجيا أيضا يحصل على رقم لا يقترب منه أحد وصل هذه المرة إلى مليون ونصف، ما الذي قاله عادل عما يعرفه الناس ولا شىء، حتى التعبير عن الالتزام بالعرض المسرحى مهما كانت الأسباب كرر تعبير (القبر لا يقف أمام المسرح) وذلك في حديثه عن رحيل رفيقه مصطفى متولى، حيث لم يتوقف العرض بل أسندوا دوره مباشرة إلى ممثل آخر ونفى ما قالته المذيعة أنه كان يبكى في الكواليس على رحيل متولى، كان يبدو أن عادل يريد أن ينفى تماما أيضا مواقفه التي لا يمكن تجاهلها للدفع بابنيه محمد في المقدمة بين النجوم ورامى بين المخرجين، ووجود الابنين على الخريطة لا يمكن بالطبع إلغاؤه أو تجاهله ولكن الأب يلعب دورا في معادلات كثيرة تتعلق بمساحة الفرص التي تتاح لهما، محمد هو رهان عادل الأكبر لكى يسلم له تاج عرش الكوميديا، السؤال هل صار محمد حقيقة نجما للشباك؟ فيلم (كابتن مصر) لا تستطيع أن تعتبر محمد صاحب الإيرادات، هناك توليفة من فنانى الكوميديا الشباب لعبوا أدوارهم باقتدار وحققوا ذلك، الإيرادات ليست لنجم واحد، ولكن كانت المذيعة منى الشرقاوى تحرص على أن تؤكد أكثر من مرة أنه حظى بالمركز الأول بين نجوم جيله واستحوذ على حب الملايين، الحقيقة هي أن كل أبناء النجوم الكبار وليس فقط محمد، لم يستطع أي منهم أن يحقق نجومية الشباك، الوحيد الذي تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إنه نجم للشباك هو محمد رمضان حتى صار تليفزيونيا يدفع به كورقة رابحة ولنفس القناة (إم بى سى) بل تشهد القناة حاليا صراعا على وقت الذروة في عرض شهر رمضان بين عادل (مأمون وشركاه) ورمضان (الأسطورة)، هل كان عادل بحاجة في لقائه إلى أن يكذب في أشياء ويغض الطرف عن أشياء، هل يصدق أحد أن عادل إمام قال لعبدالناصر (أنا لو رشحت نفسى ضدك ح اكسبك)، نعم قالها شعبان عبدالرحيم لهانى شاكر على سبيل المزاح مؤخرا؟!، ولكن هل تقمص عادل شخصية شعبولا، هل كان عادل عند رحيل عبدالناصر 1970 معروفا لدائرة الرئاسة حتى يسمح له بالاقتراب منه بل ومداعبته، أتذكر أنه حكى مرة أنه أثناء سيره هو وسعيد صالح في مصر الجديدة رأيا عبدالناصر في سيارته وأشارا له من بعيد لبعيد فرد التحية من بعيد لبعيد، هذه ربما أصدقها أما الأولى فهى واحدة من شطحات عادل التي في الحقيقة لا تضيف له شيئا بل تخصم منه الكثير.
بالمناسبة ما لم يقله أو في الحقيقة تعمد ألا يقوله هو أن أباه ينتمى إلى الشرطة المصرية كان يخدم في مصلحة السجون وظل في الخدمة حتى وصل إلى رتبة (رقيب أول) بالأشرطة الأربعة، ولم يتقدم مثلا للتقاعد بعد أن حقق ابنه كل هذه الشهرة والنجاح، وكان من الممكن أن يفعلها ولكنه حرص أن ينفق على نفسه حتى النهاية، ما قاله عادل عن أبيه وهو الصرامة يتوافق تماما مع تلك الشخصية حيث ورث عنه عادل الانضباط وهو ما تلاحظه في الكواليس وخاصة في المسرح وقبل وبعد كل ذلك خفة الظل، وسرعة البديهة وهو ما يؤكده عن أبيه كل من عرفوه عن قرب.
هل يقدم لنا عادل إمام في النصف الثانى اعتذارا لائقا عن كل هذه الشطحات التي لا يصدقها (عكل)، وأن يذكر بكل فخر واعتزاز أن هذا الرجل المكافح الذي رباه وأنفق عليه وأدخله هو وأخواته الأربعة كليات جامعية كان رقيبا في الشرطة المصرية!.
(خارج النص)
■ تقلصت الدراما المصرية في رمضان القادم من 50 مسلسلا إلى 30، يقولون إن الحل لعودة الانتعاش للسوق الدرامية هو تخفيض أجور النجوم، أشك أنهم سيفعلونها، لقد تعودوا أن يرفعوا أجورهم في حالتى الانتعاش والأزمة (كده واكلين وكده واكلين).
■ مشكلة أشباه النجوم الذين يقفون على الحافة أنهم كثيرا ما يلجأون كنوع من الدفاع عن النفس إلى مضاعفة أجورهم، فهم لا يرضون بموقع ممثل مجتهد، ويدخل عادة من يقف في تلك المنطقة في صراع أبدى مع نفسه أولا، لأنه مع الزمن تسقطه شركات الإنتاج من ترشيحاتها بعد أن أسقطتهم الجماهير، إنهم ينطبق عليهم توصيف (نجوم مع إيقاف التنفيذ).
■ المرونة هي أحد أسلحة الفنانين في التعامل مع الخريطة دائمة التغير، وفى العام الماضى مثلا شاهدنا عودة بعد غياب طويل لأحمد عبدالعزيز وحمدى الوزير، للدراما التليفزيونية، هذا العالم تعود فردوس عبدالحميد، بالطبع طال انتظار فردوس لزوجها محمد فاضل لكى يخرج مسلسلا تلعب بطولته ولكن كل المشروعات تعثرت فكان عليها أن تقطع الصمت بالنزول إلى الحلبة وتلعب في المساحة الدرامية التي تتناسب مع إيقاع الزمن.
■ الفنان المبدع قادر على أن يسرق الأضواء في أي مساحة درامية تتاح أمامه، تابعوا مثلا كيف تألق محمود حميدة في أفلام (قط وفار) و(أهواك) و(ريجاتا) وأخيرا (نوارة) فنان يصالح الزمن فمنحه الجمهور مساحة لا تنفد من الحب!
■ أكد هانى شاكر في آخر حوار له مع محمود الرفاعى في (الوطن) أن مصر لا يوجد بها سوى 14مطربا ومطربة فقط لا غير، طيب لدينا على الأقل 1000 آخرون معتمدون في النقابة في قسم الطرب، هل نرسلهم إلى نقابة عمال التراحيل.
■ محمد منير أقدم على تصوير مسلسل (المغنى) ولكن عمرو دياب لن يصور مسلسل (الشهرة)، منير مشاعره تسبق عقله ولهذا وافق على الدخول إلى معترك بحر الدراما بينما عمرو عقله يسبق مشاعره ولهذا يفضل أن يظل واقفا على الشاطئ!.