محمد عبد الرحمن يكتب : رسائل الرئيس العاجلة

نقلاً عن مجلة “7 أيام”

في الحياة السياسية المصرية العشرات من الأسئلة التي من الصعب الوصول لإجابة قاطعة لها، تظل الإجابات دائما في نطاق التكهنات والإحتمالات التي تحتاج لآدلة تنقلها من حيز التخمين إلى حيز اليقين، ينطبق ما سبق على تعدد المداخلات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع برنامجين لا ثالث لهما – حتى الآن – وهم برنامج الإعلامي أسامة كمال على قناة القاهرة والناس، وبرنامج الإعلامي عمرو أديب على قناة اليوم – أوربت المشفرة.

من الأسئلة التي تطلقها هذه المداخلات، السؤال الرئيسي وهو لماذا يجري الرئيس مداخلات أصلا؟ وهل هي الوسيلة الأفضل للوصول للرأي العام؟ ومن مِن رؤساء الدول يجرون هذه المداخلات مع برامج شهيرة في مجتمعاتهم؟ ولماذا جاءت مداخلات أسامة كمال في شكل مبادرة من الرئيس لدعم مشروع ما مثل مجلة “نور” للأطفال، فيما جاءت مداخلات عمرو أديب وكأنها تدخل سريع من الرئيس لنزع فتيل أزمة كما حدث عندما ثار الشباب بسبب القبض على رسام كاريكاتير تزامنا مع احياء الأولتراس لذكرى مذبحة بورسعيد؟ سؤال آخر متكرر، لماذا اختار الرئيس قناة مشفرة ولم يوجه رسالته عبر قناة مصرية ويا سلام لو حكومية من أجل دعم ماسبيرو الموشك على الإنهيار، هؤلاء يتعاملون مع مداخلة من الرئيس باعتبارها حدث إعلامي يُنعش أي شاشة، لكنهم لا يفكرون في أن اختيار القناة قد يكون له علاقة بطبيعة الجمهور المتابع لها والدولة التي تقف وراءها ! .

كما قلت لا أملك إجابات قاطعة على ما سبق، لكن المؤكد أن تلك المداخلات وتكرارها في الأسابيع الأخيرة يعكس رغبة من الرئيس في التدخل بنفسه وبشكل مباشر لتوصيل رسائل عاجلة من أجل نزع فتيل أزمة أو مخاطبة جهة أو دولة ما بأن الأمور في مصر رغم الصعوبات الجمة لا تدعو لكل هذا القدر من الإحباط، مداخلة الرئيس الأخيرة تزامنت مع يوم كئيب مر على المصريين بسبب وصول سعر الدولار إلى 10 جنيهات، ما دفع الرئيس للتأكيد مجددا على المشروعات المنتظر أن تنعش الإقتصاد المصري قريبا، بالإضافة لتوجيه رسالة حول قدرات الجيش المصري وهي رسالة موجهة للمحيط العربي أكثر منها للنطاق المحلي، يتعامل الرئيس في رأيي مع هذه المداخلات باعتبارها وسيلة لرفع الروح المعنوية وتوضيح أمور تحتاج للتدخل العاجل كما فعل في مداخلة جاويش والأولتراس وإن كانت تصريحاته حول جمهور الأهلي آثارت جدلا وخلفت أزمة جديدة حول دعوة الرئيس لهم للمشاركة في التحقيقات .

كل ما سبق “كوم” والدلالة الإعلامية لهذه المداخلات “كوم” تاني، فنحن أمام نظام غير قادر على توصيل رسائله الإعلامية إلا عبر الرئيس نفسه ومن خلال مداخلات هاتفية مع برامج “محظوظة قطعا” بأن يصطفيها أكبر رأس في الدولة، معنى هذه المداخلات أن بيانات الرئاسة لا تحقق الآثر نفسه، وأنه ليس للدولة متحدثون موثوق بهم وقادرون على التأثير ويمكنهم أن يعكسوا ما يريد أن يقول الرئيس فيضطر هو للتدخل بنفسه وهو خلل يحتاج لوقفة عاجلة وبداية تصحيح للمسار الإعلامي للرئاسة دون أن نكرر من جديد ما كتبناه طوال عامين وأكثر عن أضرار تلك الحالة الإعلامية بهذه الفوضى وذاك التشتت بشكل جعل الجمهور فاقد الثقة في معظم الإعلاميين.

أخيرا ضع نفسك أمام مواطن يستمع إلى مداخلة الرئيس مع عمرو أديب ويتعرف على حجم الجهد المبذول من الرئاسة من أجل الخروج من عنق الزجاجة، ثم يتابع مثلا مع لميس الحديدي في نفس الليلة تصريحات خبير سياحي يقول أن وزراء حكومة الرئيس متفرقون ولايفعلون ما ينبغى من أجل استعادة السائحين ما يجعل الخروج من عنق الزجاجة حاليا شبه مستحيل، ضع نفسك موضع هذا المواطن وتخيل ما الآثر الذي ستتركه إذن مداخلة الرئيس ؟ وما الذي يجب أن يتغير بالفعل قبل مداخلة الرئيس المقبلة؟

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيس بوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن يكتب: قاموس “الداخلية”

محمد عبد الرحمن يكتب : الإعلام سلاح ..الإعلام ضحية

5 أسباب تفسر النجاح السريع لنهار جديد

النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

محمد عبد الرحمن يكتب : أنا مصر و .. مداخلات الرئيس

محمد عبد الرحمن يكتب : ما خفي من أزمة خيري رمضان!

محمد عبد الرحمن يكتب : إذاعة الأغاني

محمد عبد الرحمن يكتب : مصر في 24 ساعة

محمد عبد الرحمن يكتب: عودة القوائم السوداء في الوسط الفني

محمد عبد الرحمن يكتب : الطريق لميدان التحرير‎

محمد عبد الرحمن يكتب : وهم اسمه شباب الإعلاميين

مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

محمد عبد الرحمن : أكتب صح .. وكمان اقرأ صح

محمد عبد الرحمن يكتب: أحلى صوت وأقبح الأصوات

 .

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا