أسامة كمال يكتب: انتخابات رئاسية مبكرة

نقلًا عن “المصري اليوم”

أدعوك قبل الحكم على هذا المقال من عنوانه أن تقرأه وتقرأ التساؤلات المطروحة بداخله، ربما تجد إجابات لأسئلة كثيرة تدور فى بالك وبال الجميع.. لو استيقظنا غداً على إعلان أن الرئيس سيلقى خطاباً مصيرياً مساء اليوم يعلن فيه أمرا مهماً يتعلق بمستقبل مصر.. المواقع ستتحدث عن إعلان الرئيس تغيير الحكومة أو مشروع جديد كقناة السويس أو إجراءات جديدة، ولكن عندما جاء الموعد خرج الرئيس فى كلمة مقتضبة ليقول إنه سيتم يوم الثامن من يونيو عامه الثانى كرئيس للجمهورية، وقرر أنه فى نفس اليوم ستبدأ انتخابات رئاسية مبكرة لن يشارك فيها، ولكنه سيشرف عليها.. وتبدأ ردود الفعل.. زغاريد بين جماعة الإخوان وشبيهاتها واحتفالات.. شماتة لا تنتهى من قطر وتركيا.. تحفظ من أوروبا وأمريكا لا يخلو من إبداء ارتياح للقرار، ولكن جموع الشعب المصرى ستصاب بصدمة شديدة، تحاول من خلال مظاهرات حاشدة إثناء الرئيس عن قراره وتعهده بأنه سيأخذ بيد المصريين إلى بر الأمان.. سنرى الدموع فى أعين الملايين من الغلابة الذين أحبوه، وقلقاً فى أعين رجال الأعمال خوفا من المستقبل، وتوجساً من قبل الإعلام عما قد يحدث لمصر وللحريات غداً..

سيؤكد الرئيس للمقربين منه أنه يشعر بأنه رغم الجهد الخارق الذى بذله، والإصلاح الذى يرى أنه يتم فى الكثير من الأمور: من علاقات خارجية، لتسليح أفضل للقوات المسلحة، ومن قناة جديدة، لطرق لإصلاح منظومة الكهرباء، لبداية إصلاح منظومة الدعم لتوفير السلع، وبداية دراسة خطط طويلة الأمد لإصلاح التعليم والصحة، ناهيك عن استكمال خارطة المستقبل وغير ذلك.. رغم كل ذلك فالإعلام دائم التذمر ويتحدث عن انخفاض شعبية «السيسى»، وهناك دفع جديد لمظاهرات فئوية بنفس الشعارات القديمة، وبحث الموظفين عن بعض الجنيهات الإضافية، ورجال الأعمال عن بعض الملايين الإضافية..

سيعلن الرئيس للمقربين منه فقط أنه لم يكن يتوقع أن يكون هذا جزاء ما بذله من جهد، حتى لو كانت هناك أخطاء، ولكن مَنْ منا معصوم من الخطأ، خاصة أن المسؤولية كبيرة، ولكن النجاحات أكبر من الأخطاء.. رغم ذلك حصلت السجادة الحمراء على تغطية أكبر من مشروع تعمير وزراعة، وحصلت كلمة «أبيع نفسى» حباً للناس بكم من «القلش»، رغم أنها كانت من القلب ومعها الدموع المحبوسة دلالة على الجرح الغائر فى الصدر.. سيقول لأسرته كنتم على حق حين رفضتم ترشحى فى البداية، وكنتم على حق أن منصب رئيس الجمهورية، حتى لو كان يتمتع بحب الملايين، لن ينجو من سهام الإعلاميين والكتاب والفلاسفة ومنظرى الفيس بوك.. لم أكن أتخيل أن يكون هذا هو أسلوب التعامل معى، ولذلك فسوف ألبى رجاءكم ورغبتكم وسأبقى فقط حتى أشرف على انتخابات نزيهة لرئيس جديد..

عزيزى القارئ.. هل أنت مصدوم من الطرح؟ كذلك أنا مصدوم من الفكرة التى راودتنى، ومن الكابوس التالى لسحب ألف شخص، معظمهم من «العواطلية» لأوراق الترشح إلا بعض الأسماء الشهيرة، وعلى رأسها الأستاذ حمدين صباحى ود. عبدالمنعم أبوالفتوح وخالد على، وبعض الأسماء الأخرى والتى نستعيذ بالشيطان الرجيم قبل أن ننطقها.. ولكن.. أسقط فى يدنا.. الرئيس يرفض تماماً أن يترشح رغم نداءات الملايين للسيسى بأنه لا يمكن أن يترك ساحة المعركة.. ولكن الرجل العنيد كان قد عقد العزم.. سيأتى رئيس جديد ليعيد التفاوض على السلاح.. فهل يقدر؟ ليبنى علاقات مرة أخرى مع الشقيقات فى الخليج.. فهل يمكنه؟ سيحاول أن يجعل لمصر موقف عالمى قوى.. فهل يستطيع؟ رئيس جديد يختار حكومة فعالة ودائرة أفضل من دائرة السيسى من أسماء لا تكف اليوم عن النقد اللاذع غير البناء، وتلغى قانون الخدمة المدنية، وتعين حملة الماجستير والدكتوراه، وتسجن أمناء الشرطة، وتنصف الأطباء، وتأتى بمئات المليارات من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. وكل هذه أضغاث أحلام كما أعلم وتعلم سيدى القارئ.. هذا المقال ليس فى اتجاه «أبوك هيسيب البيت يا سلطان»، ولكنه طرح مختصر ومزعج لفكرة أنا واثق أن كل مصرى خائف على بلده سيصيبه بحالة هلع، وكل عربى خائف من مصير مجهول للأمة بالذعر.. ولكنه طرح أرجو أن نضعه فى الاعتبار ونحن نتعامل مع طلباتنا، حتى العادل منها.. ونضعه فى الاعتبار مع انتقاداتنا لأوضاع ربما لا ترضينا.. إنه البديل الذى تدفعون الرجل نحوه وبقوة.. مرة أخرى.. إنه ليس مقال نفاق ولا مقال انتقاد ولا أضع أفكاراً فى ذهن الرئيس، ولكن أذكركم بالبدائل أمامنا فى وقت نحن أحوج فيه أن نكون أكثر واقعية فيما نريد وما نطالب به.. ولو اعتبرتموه مقال «أبوك هيسيب البيت يا سلطان» تعاملوا معه على الأقل بتوحد العيال لما كبرت فى المسرحية لإنقاذ البيت الذى مازال هشاً ولا يحتمل هزات جديدة..

عزيزى القارئ.. يمكنك بدء الهجوم علىّ الآن.

اقرأ أيضًا:

بالفيديو.. أول ظهور لمحرك شخصية آبلة فاهيتا

الشناوي: عادل إمام “مكسوف” من مهنة والده

مشاري العفاسي قريبًا في دويتو مع “فضل شاكر”

أول حصر لتبرعات السيسي لصندوق تحيا مصر

خالد الصاوي: لهذا السبب نادم على موقفي من قضية ميريهان حسين

المسيح يتكلم عبر واتس آب

فتاة تلجأ لمنى عراقي هربًا من تحرش الأب

بالصور: سارة سلامة حامل بدون زواج

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا