منذ فترة ليست بالبعيدة قرأت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مقال او بالأحرى بوست لكنه طويل شيء ما عن فنان أطلق بعض التصريحات المعادية لثورة 25 يناير وبعض التصريحات العنصرية بعض الشيء ضد شباب تلك الثورة والقائمين بها، تناول هذا البوست قصة حياة الفنان وزوجته وأطلقوا بعض الأسرار ودعموا هذا الكلام ببعض اسماء الاشخاص مدعين أن تلك تفاصيل أسرها فلان لفلان أو معروفه من فلان لعلان وهكذا
هذا البوست اشتمل على سب صريح لشخص وكرامة هذا الرجل وطعن في شرفه هو وزوجته التي هي أيضاً يعد ما قيل عنها قذف محصنات حتى لو أعتبر البعض أن سير وأعراض المشاهير خاصة من أهل الفن مشاع وحق للجميع، ولن أخفي عليكم رغم اعتراضي على محتوى هذا البوست إلا أني صدقت ما جاء به بل ورددته مرتين لأختين من أخوتي
نعممم ، أجل يا سادة أنا ساعدت في تشر وترديد قصة لست طرف من أطرافها، صدقتها لهوى في نفسي ، ويشاء القدير العليم أن تمر بضعة أيام بضعة أيام فقط وعن طريق أحد وسائل الإعلام أيضاً أقرأ أن الزوجة الأولى لهذا الفنان تروي قصة أنفصالها ضمن عدد من الفنانات التي تسبب الفن بشكل أو بأخر لطلاقهن أو انفصالهن عن الخطيب
روت رواية عكس ما قيل في البوست المذكور أعلاه عن سبب أنفصالهم، بل أكثر من هذا أن روايتها عن سبب الانفصال تدحض وتكذب وبقوة الصفة التي ألصقت به في هذا البوست مما يوحي بما لا يدع مجال للشك أن القصة المروية بالبوست المعني هذا ربما تكون محض أفتراء وتأليف وخيال خصب من كاتبه
الحقيقة لا يعلمها إلا الله، سواء حدث هذا أم لم يحدث، لكن تبقى حقيقة واحدة تأكدت منها بنفسي بل وفعلتها أيضا أننا شعب يحب الإشاعات والخوض في الأعراض للاسف أصبح سهل ولا غضاضة فيه، نتقبل الروايات عن البعض لمجرد أننا نتمنى أن نصدق أنهم بالفعل هكذا، نصدق لأننا نتصيد الاخطاء والزلل لغيرنا، وربما لو بحثنا وراجعنا أنفسنا لوجدنا أفعال نفعلها نستحي أن يعلمها عنا الغير، ولكن عندما يتعلق الفعل بهذا الغير لا نمانع أبدا في التصديق والمساعدة أيضا في النشر
لن أقول لكم كم مرة قرأت هذا البوست في مدة يومين فقط، لن أقول لكم عدد تشيير هذا الكلام مع التعليقات السخيفة والسب العلني لهذين الزوج والزوجة
لن أخفي عليكم ليست قضيتي هنا هذين الشخصين بالذات، لا يعنيني أمرهم ولم أكن يوماً من محبيهم، ولكنهم رمز لحدث اصبح للاسف منتشر وسهلها وجود مواقع التواصل الاجتماعي ، سهولة الخوض في الأعراض وترديد الأسرار سواء كانت صحيحة أو فرية، لما تكون أنت سبب في ترديدها وانتشارها؟ لما لم تتوقف دقيقة واحدة تفكر قبل أن تدوس زر مشاركة وتقول لنفسك ما الذي ساستفاده أنا أو غيري من معرفة تلك القصة أو المعلومة عن فلان أو غيره؟ ماذا سأجني من ذلك أو سيجني غيري عندما يعلمها أيضاً؟ بل السؤال الأكثر أهمية ماذا أن كانت كذبة وإشاعة مغرضة وساعدت أنا في ترديدها وانتشارها؟ ماذا سأقول لله عندما أقف بين يديه وصحيفتي مليئة بسيرة فلان وقصة علان سواء حقيقة أو أكذوبة؟
لا تساعد في نشر الإشاعة وتحقق مراد بعض البشر من مرضى النفوس، لا تغتاب أو تنم في سيرة هذا وذاك، بالله عليك أن قرأت شيء من هذا القبيل لا تشاركه وأجعلها تتوقف عندك.
نرشح لك – د.نرمين سعد الدين تكتب: السوشيال ميديا جعجعة بلا طحين
.