في الحقيقة لم اتابع برنامج وش السعد منذ أولى حلقاته لأني لا استسيغ نوعية تلك البرامج المعتمدة على استثمار نجاح شخصية ما أداها نجم وإعادة تدويرها وتصديرها على هيئة برنامج أو إعلان أو أي شيء أخر يستغل نجاح هذا المنتج
وأزيدكم من الشعر بيت فلم يكن هذا هو السبب الوحيد لعدم متابعة هذا البرنامج بذات، فمنذ مشاهدة الإعلان فقط ستكتشف أنك أمام مسخ بلا هوية والا قيمة حقيقية تقدم، مجرد اجترار لشخصية هي بالأساس كانت مثار سخرية البعض بعد تقديمها في السينما، اداء فج ومفتعل وشخصية هزلية متخلفه لا طائل من وراء تقديمها وإعادة تقديمها المرة تلو المرة، ومنذ الحلقة الأولى أثيرت حوله المشاكل والأقاويل واشتكى الكثير من ضعف المحتوى المقدم به والذي تم الاستعاضه عنه بالتجاوز اللفظي واستخدام الإيحاءات واستضافة الكثير من نجوم الفن من تمثيل وغناء ليس لشيء سوى عامل الجذب لمحبي هذا النجم أو ذاك
وظللت عند موقفي منه حلقة وراء الأخرى خاصة مع متابعة ردود أفعال الناس عليه والنقد المتواصل له والمطالبة بإقافه، حتى فوجئت اليوم باحد الشخصيات على بروفايله من ذوي الأحتياجات الخاصة، شخص أنا شخصياً أثق في رأيه وحكمه واتابع مواقفه وتعاملت معه أكثر من مرة ، هذا الشخص وضع صورة محمد سعد وهو يجلس على كرسي متحرك ورافع كفيه بحركة متشنجه تدل على تقليده لشكل المعاق حركياً مع تعليق فوق الصورة هو نفس عنوان المقال والذي سمحت لنفسي باستعارته لما به من قوة وتعبير عن مرارة كبيره
وبالرغم من ثقتي الكبيره في حكم صديقي إلا أني قبل كتابة أي شيء قررت أن أغصب على نفسي وأرى الحلقة بنفسي لأتبين من حقيقة تلك الصورة بنفسي دون الركون لرأي أحد أو وصف أحد أو التأثر بأنطباع أحد، وفي الحقيقة وجدتها حلقة أقل ما يقال عنها حلقة تافهه بلا رابط أو هدف معين، ولكن بعيد عن ذلك ما يهمني هنا هي حقيقة تلك الصورة
المشهد يا سادة يجسد فيه محمد سعد شخصية ديكتاتور يصاب بالشلل بعدما يتخلوا عن خدماته وفي مشهد هزلي يجلس على كرسي ويشنج يده في حركات عبيطة ويطلق صيحة هي أقرب لصوت الديك
بالله عليكم ما الاستفادة من مشهد يسخر فيه شخص من ذوي الإعاقة بهذا الشكل الفج، كيف يترك مثل هؤلاء المعاقين نفسياً الغير أسوياء أخلاقيا يسخرون بلا مبالاة هكذا من أشخاص ابتلاهم الله بمرض وخصهم دون غيرهم بمعاناة تغلبوا عليها بإرادتهم وعقلهم
مصر بها ما يقرب من العشرة مليون معاق ما بين معاقين حركياً أو ذهنيا وعقلياً أو فاقدي بعض الحواس مثل النظر والسمع والكلام مثلاً، تخيلوا معي أن أكثر من نصف هذا العدد تميزوا وحصلوا على أعلى الشهادات ومنهم من تميز في مجالات الرياضة، تخيلوا معي الآن أن هؤلاء المتميزون الذين حفروا بجهدهم اسمهم في أكثر من مجال سواء حققوا نجاحات شخصية أو نجاحات تنسب للدولة يرون هؤلاء المسوخ يسخرون من إعاقتهم ويقلدونهم دون التفكير للحظة واحدة بهم وهل سيؤثر ذلك عليهم أو يثير حفيظتهم أم لا
ليست حساسية مفرطة منا والله، ولكنها غصة نجدها دائماً عندما نكتشف أننا ومهما فعلنا لن يرانا البعض إلا مادة للسخرية، أو مدعاة للشفقة، ربما نكون نحن معاقين نجد صعوبة في التعامل أو التعايش لكننا بفضل الله وإرادتنا تعايشنا وتغلبنا على الصعوبات، وهي في الحقيقة كثيرة أن لا الدولة والا الناس يعيروننا أي اهتمام حتى القوانين التي وضعت لتحسين حال المعاق إما قوانين غير مفعلة، أو يتم التحايل عليها واهدار حقوق المعاق، أو قوانين قديمة اصبحت عبء والا تحقق أي شيء يذكر للمعاق الآن، ولكن بالرغم من كل ذلك وبالرغم من معادة البعض لنا دون سبب وكأنهم يعاقبوننا على حكمة الله فينا تغلبنا على كل هذا والكثير منا نجح وتميز بعقله ومجهوده، ثم يأتي الآن بعض الشخصيات التي نجحت بالصدفة ودون أي مجهود يذكر معتمده على الهزل والتفاهة لتسخر منا
فعلا وفي الحقيقة لا أجد وصف لما حدث سوى كلمات صديقي “عادل” التي وضعها فوق تلك الصورة ووصفهم بأن معاقي الأخلاق والأدب يسخرون من معاقي الحركة .
.