محمد سلطان محمود
الإعلام أصله الأم. علاقة الطفل بالأم هي نفسها علاقة الإعلام بالمجتمع.
الأم هي أول وسيلة إعلام عرفها الإنسان عبر التاريخ.
هي أول من أخبرت العالم باقتراب وصول طفلها قبل أشهر من الحدث، ثم قامت بتغطية حية ومباشرة لوصول الطفل، تمكنت فيها من حبس أنفاس الجميع لعدة ساعات.
كما أنها صاحبة الانفراد بنطق طفلها لأول كلمة، وأول مرة اعتمد فيها على نفسه في الوقوف، بالإضافة إلى ذلك الحدث الهام الذي فاجأ وسائل الإعلام، عندما قام الطفل بالسير على قدميه لأول مرة.
الأم تقدم أيضًا برامج المنوعات المتضمنة للأخبار الطريفة عن قيام طفلها بإلقاء الأشياء من الشباك، والأكل من القمامة، والتخلص من الحفاظة.
لكن عندما يتحول الطفل إلى وسيلة إعلام، تتحول هي إلى دور الرقيب، وإلى صاحب القناة في بعض الأحيان، لكنها في كل الأوقات، المسئولة عن المحتوى الذي تبثه وسائل الإعلام التابعة لها.
فتحظر عليه التحدث في بعض الموضوعات أمام صديقاتها والأقارب، أو تتركه يثير الضجة والمرح كما يشاء لتسليتهم، بينما تلتقط أنفاسها، ثم تعاقبه لقيامه بنطق كلمة لا يصح أن ينطقها، أو تلقنه رسالة ما، يرددها ببراءة أمام إحدى صديقاتها، ثم تعاتبه أمام تلك الصديقة و تكافؤه بالحلوى بعد انصرافها، وفي أحيان أخرى، تنشر له تسجيلا في مواقع التواصل الإجتماعي، ليقول إنه من طلب من ماما الاعتزال لمدة عام، ومرافقته إلى المدرسة، واتهام الإعلام بالفهم الخاطىء، وكلها مواقف عفوية، ناتجة عن براءة الأطفال.
الأم هي أصل الميديا، وفي إعلام.أورج نحتفل بها في ملف “ماما في الميديا“، ونتحدث عن..
.