هل من المعقول أن يرسل رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية السابق محمود سعد خطاباً رسمياً إلى القطاع الإقتصادي يقول له فيه – أين البطاقة الشخصية لرئيس مجلس إدارة برزنتيشن محمد كامل؟ والمصيبة ليست في السؤال ولا في الخطاب، المصيبة في تاريخ الخطاب وهو أول يناير 2016، بعد عام ونصف تقريباً من مراجعة نفس المسئول الكبير للعقود، وأنه “كل شئ تمام ومنضبط” وأنه تأكد وتيقن من أن العقد وبنوده ومعلوماته سليمة وبالتأكيد رئيس مجلس إدارة برزنتيشن كتب اسمه وعنوانه ورقم بطاقة الرقم القومي في العقود الموقعة بينه وبين ماسبيرو وهي عقود ملاحق كثيرة فيها تعديلات أشرف عليها محمود سعد بنفسه، وعقد ملايين الاجتماعات معه سواء في مكتبه بماسبيرو أو في مكتب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو حتى بالتحدث معاً تليفونياً حتي تنتهي مباحثات العقود.
لكن فجأة، يدعي محمود سعد -وهذا مافهمته من الخطاب السري المرسل منه الي رئيس القطاع الاقتصادي- بعد أن صدمته بمذكرة رسمية تؤكد أن الشيكات التي ترسلها برزنتيشن لماسبيرو يتم رفضها وردها من البنك وأنها لاتسدد أية اموال للمبنى، وتطلب الرأي فإذا بمحمود سعد ينتفض انتفاض الأبطال – وتشعر من صيغة الخطاب السري – أنه يقفز من المقعد وهو يكتب المذكرة ويقول فيها: “قولي من الذي وقع على الشيكات وأين عنوان الشركة وبطاقة الرقم القومي له – علي سبيل المزاح يعني فكرني بأفلام إسماعيل ياسين هاتولي الراجل ده أو على رأي من قال من أنتم؟ وفي رواية – أنتم مين؟
كان محمود سعد قد فوجئ بعد عام ونصف -وهو الذي صاغ العقود وهو الذي قال عنها روجعت بمعرفتنا وهو الذي قال وعاد وأعاد الى غيره- بأن هناك كيانا اسمه برزنتيشن وله مقر ولصاحبه اسم. الأغرب بل المصيبة الأكثر دراميه حتى تعرف كيف يدار المبني العظيم اللي اسمه ماسبيرو الذي وصل الى محمود سعد من “الست الطيبة” شوقية عباس رئيسة القطاع الاقتصادي التي من الواضح أنها صدقت أن رئيس الشئون المركزية القانونيه بالاتحاد لا يعرف من يوقع علي الشيكات ولا يعرف عنوان شركة برزنتيشن ولا يعرف اسم رئيس مجلس إدارتها، فأرسلت إليه خطاباً رسمياً سرياً تقول فيه: “الموقع علي الشيكات محمد كامل رئيس مجلس الإدارة وعنوانه 2 شارع طيبة بالمهندسين”. الى هذا الحد والكلام طبيعي لكن كانت القنبلة التي فجرتها في الخطاب أنها لا تجد صورة بطاقة الرقم القومي بل أكدت أنه لم يستدل عليها طوال الفترة السابقة.
والسؤال انتم بتهرجوا مع بعضيكم؟؟ عقد رسمي قيمته ملايين الجنيهات لم يفكر أحد طوال عام ونصف أن يعرف أين صورة البطاقة، وهل صورة البطاقة أهم من ملايين الجنيهات المهدرة أو حتى معرفة اسم من وقع على شيكات مردوده من البنوك؟ أهم من الواقعة نفسها – والغريب أن محمود سعد رئيس الشئون القانونية قد تلقى قبل هذا التاريخ بكثير مئات المذكرات والمراسلات بخصوص عدم تسديد المبالغ المتفق عليها بين ماسبيرو والشركة لكنه لم يتذكر، أو لنقل إنه كان مشغولاً بأهم من حقوق التليفزيون المصري وأموال الشعب المصري الذي من المفترض أنه حفيظ عليها. المهم من أجل ألا نتوه في كمية العقود التي وقعت بين برزنتيشن والتليفزيون المصري والذي لا يعرفها محمود سعد قبل رحيله الى شركة النايل سات حيث الحصول على الأرباح بالدولار والمرتبات بالدولار والمنح بالدولار حتى أنه في نفس المذكرة التي نتحدث عنها طلب من الست شوقيه إرسال الملحق الخاص بعقد شراء مباريات الدوري العام عن موسم 2014-2015 وأجابت الست شوقية: “لسة ماعنديش حاجة زي كده، ملحق عقد 2014 -2015 ايه احنا ماضيين عقد واضح ينظم حقوق المباريات وحقوق الشارة والإنتاج للمباريات واضحة لكن ملحق عقد ايه؟؟؟” كوميديا سوداء بجد.
شوقية عباس رئيس القطاع الاقتصادي وجدت نفسها فيما يسمي في اللغة العربية – حيص بيص – فقررت أن تتوجهالى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأرسلت إليه ملفاً كاملاً شاملاً لكل شئ وأهمها حقوق الشارة والإنتاج التي لم يتم دفعها من الشركة وأنها قامت ببيع الشارة لقنوات “الحياة” و “ONtv” بعد أن كانت قد باعتها لـ”TeN”، بل قالت في خطاب رسمي فهمي نظمي – إن الشركة باعت خمس مباريات من الدوري إلى قناة فضائية ثالثة ولم تقم بدفع الشارة والإنتاج، بالمخالفة للعقد، وقال الخطاب السري لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن قيمة الشارة والإنتاج للعام الماضي وصل إلى 10 مليون جنيهاً من أصل 20 مليون قيمة الشارة والإنتاج المنصوص عليهم في التعاقد، بل أن هناك 55 ألف دولار قيمة شارة وإنتاج لمباريات ودية بثتها قنوات “الحياة” و”TeN” ولم يتم تسديدها حتي الأن بل ان حقوق الشارة والإنتاج لمباراة مصر وتشاد التي بثت علي شاشة قناة الحياة فقط وقدرها 6 الاف دولار وشوية فكه يعني لم تسدد حتى الآن. وأرسلت مرة أخري خطاباً سرياً إلى رئيس الاتحاد تؤكد فيه أنه إذا لم تقم الشركة – برزنتيشن – بتسديد قيمة الشارة والإنتاج عن المباريات في الموسم الجديد 2015-2016 فإن التليفزيون سيقوم بقطع الشارة والإنتاج عن قنوات “الحياة” و”ONtv”، والغريب أن رئيس الإتحاد أرسل بكل هذه الأوراقإلى الشئون القانونية للدراسة والعرض. وليست الشارة والإنتاج لمباريات كرة القدم فقط هي المشكلة إنما أيضاً هناك 900 الف جنيهاً قيمة تأجير ستديو إذاعة الشباب والرياضة وقيمة إنتاج برنامج “أحلى صباح مع شوبير” والذي انتهى تعاقد شركة برزنتيشن مع ماسبيرو لانتاجه في 31 -12-2015، لم يتم تسديدهم وإن كانت الشركة قد أرسلت 15 الفا تحت الحساب من أصل مليون ونصف جنيه قيمة التعاقد لإنتاج البرنامج.
ليست هذه القيمة المالية التي لم تسدد فقط فهناك ملايين الجنيهات الأخرى سنقولها في مقال آخر قريباً، لكن السؤال الأكثر جرأة هو: التليفزيون بيتستر على الديون دي ليه؟ هي برزنتيشن ماسكة عليكم سيديهات ولا ايه؟ ما يصحش كده؟
.