القصة ببساطة أن هناك حركة أعلنت عن نفسها باسم حركة الإعلام الإيجابي و شرعت في عملية التدشين من نقابة الصحفيين يوم 19 مارس 2016..
و قبل ما نخوض في أهداف الحركة ومسارها في إعلامنا الحالي التعيس نحب نسأل ونفهم مثلا؟
أولا؛ حركة تعني أنها ستواجه تيارا سائدا في الإعلام، وهو الإعلام المسيطر على 99 % منه صحفيون أمام الشاشة، وإعلام يفضح ويقتحم كل خصوصيات البشر من أجل الإثارة المطلوبة وإعلام لا يعرف سوى لغة الراعي الرئيسي أو الرسمي للقنوات وإعلام يعتمد على الاعلان بدون النظر لأي مضمون ولا محتوى.
ثانيا؛ إيجابي تعني أن هناك إعلام سلبي لا يغني ولا يسمن من جوع المواطن المصري الباحث عن حلول لمشاكل لا تعد ولا تحصى ولا تنتهي ابدا. وأن السلبية أصبحت هي الحرفة والمهنية التي جعلت المشاهد يكفر بكل قنواته على كثرتها للأسف. تلك السلبية التي تجلت في عمل حلقات برامج كاملة بالساعات عن الإعتداء الوحشي على كلب. مع احترامي للكلب طبعا.. أو تشوف فضيحة إعلامية مثلا بين صحفيين على الشاشات أو شرشحة وشتائم وخلافه من الحاجات اللي دايما تنتهي بـ “ساعة شيطان وراحت”..
ثالثا؛ الحدث تم تدشينه من نقابة الصحفيين وهنا مفارقة كبيرة فإذا كانت الشائعة التي تقول إن نقابة الصحفيين هي التي تقف حجر عثرة في طريق الإنشاء الرسمي لنقابة الاعلاميين فماذا إذن يعني دعم نقابة الصحفيين لحركة الإعلام الإيجابي؟؟
وهل يعني أن نقابة الصحفيين لها دور فعلا في شكل الاعلام المرئي الحالي وتريد تقويمه أو إيجابيته برغم سيطرة الصحافيين على الشاشات؟؟
رابعا؛ كم الشخصيات والرموز التي تعد قامات في الإعلام وتم تكريمها في حفل التدشين أمثال سناء منصور ومفيد فوزي وسمير صبري وسهير شلبي وحمدي الكنيسي وكامل البيطار وغيرهم .. يدل على أن الإعلام حينما ترك وابتعد عن هذه الرموز وغيرها لم يعد إعلاما اصلا بل أي شيء آخر..
خامسا؛ بحسب أهداف الحركة نحو إعلام أفضل فهي تسعى لإعلاء القيم والمهنية ضد التخوين و التشويه و التمييز و انتهاك الخصوصية. و هي كلها قوانين تعلمناها من أهرامات الخبرة في الاذاعة والتلفزيون وهي ذات القوانين التي ضرب بها عرض الحائط مع تحول الشاشة الفضية إلى صحافة صفراء..
أخيرا، سؤال دون جواب، هل ستسمح الغرفة الإعلامية الأكبر المتواجدة على الساحة بتواجد هذه الحركة وأن يكون لها صوت أو قرار أو حتى تواجد؟؟ وهل مع تواجد نقابة خاصة بالاعلاميين ستذوب كل هذه الكيانات داخلها؟؟
على العموم كل التوفيق والنجاح للزملاء في الإعلام الإيجابي وأنتم من طبقتم المبدأ في أن الإصلاح قد يأتي من الداخل، أفضل من أن ينزل بالبارشوت بين يوم وليلة..
.