سما جابر _ تصوير: شريف عبد ربه
يتابع إعلام.أورج نشر تفاصيل الجزء الثاني والأخير من حوار الإعلامي خيري رمضان مع فريق عمل إعلام.أورج ضمن سلسلة لقاءات #حوارات_في_الميديا، وكان رمضان قد تحدث في الجزء الأول من اللقاء عن أزمة إيقاف برنامجه “ممكن” بسبب تصريحات تيمور السبكي عن نساء الصعيد، وكواليس عودته للشاشة مرة أخرى.
وفيما يلي تفاصيل الجزء الثاني من الحوار:
الإعلام والرئيس
تزامنًا مع لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمثقفين والمفكرين، علَّق الإعلامي خيري رمضان على اللقاء قائلًا إنه لقاء جيد جدًا لكنه متأخر، فكان لابد أن تكون رسالة الرئيس منذ أن تولى الحكم هو إبداء اهتمامه بالثقافة والقوى الناعمة في مصر مثل اهتمامه بأي مجال أخر، لكن لم تكن هناك رسالة واضحة عن الثقافة من الرئيس، فرسالته الدائمة كانت عن الإرهاب والوضع الاقتصادي بينما رسالته عن الثقافة والتنوير لم يستخدمها بشكل لائق لهذه المرحلة.
وعن ظهور الرئيس السيسي في بعض البرامج من خلال المداخلات الهاتفية أكد “رمضان” أنه لم يشغل باله بالإعلامي الذي ظهر معه الرئيس، بينما يشغل باله بما قاله الرئيس، لافتًا إلى إن الرئيس لديه رسالة يعلم جيدًا أنها ستصل للجميع بغض النظر عن البرنامج الذي ظهر من خلاله، سواء على قناة مفتوحة أو مشفرة، مُضيفًا: “من الممكن أن تكون القضايا التي طرحها زملائي عمرو أديب وأسامة كمال قد أثرت في الرئيس للدرجة التي جعلته يريد التعليق سريعًا من خلال مداخلة هاتفية”.
وأكد مقدم برنامج “ممكن” أنه إذا فاجأه الرئيس بمداخلة على الهواء، فأول رسالة سيوجهها له هي أن: “الإعلاميين والصحفيين لديهم العديد من التساؤلات متشعبة الإجابات ويريدون طرحها عليك، فلا بد أن نجلس معك ونحاورك مثلما تحاورك الصحف الأجنبية، فمن حق الإعلام والمواطن المصري أن يعرف كل ما يريد”، مُعللًا عدم اجراء الرئيس لحوارات صحفية بسبب آخر لقاء مع الإعلاميين المصريين الذي وصفه –خيري- بإنه كان مسيئًا جدًا، وأن الخطاب والقضايا التي طُرحت وقتها كانت لا تليق، حيث كان الحوار أشبه بمبارزة كلامية، لافتًا إلى أن الرئيس بعد هذا اللقاء أصيب بالإحباط.
واصل “رمضان” حواره مع فريق إعلام.أورج، موضحًا أن الرئيس غير راضٍ عن الإعلام المصري، ولا يترك أي مناسبة دون انتقاده، مُضيفًا: “أنا قلت له أثناء وجودي بالإمارات إنك تشكونا كثيرًا وحضرتك كمؤسسة رئاسة وحكومة لا تعطونا أي معلومات، ولا يوجد أي تنظيم ولا يجب أن تطالبونا بالدفاع عن أخطاء حتى لو غير مقصودة لأن هذا سيفقدنا وسيفقدكم المصداقية، ووقتها أكد الرئيس على صحة كلامي وبعدها أمر بتشكيل مكتب إعلامي في الرئاسة لكنه لم يحقق الآمال”، أما عن الاتهامات التي تصفه بإنه “إعلام موجه”، نفى خيري تعامله مع أي جهاز من أجهزة الدولة، مُتابعًا: “حتى المركز الإعلامي بالرئاسة لم يتصل بنا اطلاقًا، وحتى عندما يسافر الرئيس لا يتصل بنا أحد ليعطينا أي تفاصيل عما حدث خلال السفر”.
أما عن حملات انتقاد الرئيس، قال إن هناك كثيرين ينتقدون الرئيس، ومن لم ينتقد لا بد أن يصمت أو يغير اتجاهه في العمل، فـ “انتقادي إذا لم يكن الهدف منه التغيير والتنوير فليس له قيمة، وأنا مؤمن أني ما زال عليّ دور وسأبني بطريقتي، ما بين النقد والإشادة”، لافتًا إلى أن من ينافق الرئيس أعداد قليلة جدًا.
“أنا مصر” بلا رؤية
تحدث خيري رمضان خلال الحوار عن علاقته بتلفزيون الدولة، كما كشف عن رأيه في برنامج “أنا مصر” الذي أكد أنها فكرته من الأساس، حيث طرح الفكرة على السيدة درية شرف الدين وقت أن كانت وزيرة للإعلام، وكان ذلك بهدف دعم تلفزيون الدولة، فكانت الفكرة أن يقوم البرنامج على 7 مذيعين من 7 قنوات مختلفة برئيس تحرير واحد ويتم تقديم برنامج كل ربحه لصالح التلفزيون المصري، كما أوضح أنهم وقتها اجتمعوا بعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون وعرضوا الفكرة عليه واتفقوا على كل شيء تقريبًا ثم توقفوا فجأة، إلى أن فوجئ بالقائمين على برنامج “أنا مصر” يتواصلون معه ويعرضون عليه تقديم البرنامج، لكنه وجده بلا رؤية محددة فاعتذر عنه.
تأثير السوشيال ميديا
وصف “رمضان” أن حملات السوشيال ميديا التي بدأت تظهر مؤخرًا وتساهم في إقالة أشخاص من مناصبهم بـ”السلبية”، مُعربًا عن قلقه في استخدام السوشيال ميديا في التخلص والإساءة إلى بعض الأشخاص.
كما أكد أن بعض مقدمي البرامج يخشون استضافة بعض الشخصيات المعارضة للنظام معهم بسبب خوفهم من السوشيال ميديا، مؤكدًا أنه تعرض لهجمة شرسة من مواقع التواصل الاجتماعي عقب استضافته للدكتور عمرو حمزاوي.
أخلاقنا
دافع خيري رمضان عن حملة أخلاقنا حيث أكد إنه كان من المتحمسين للحملة كثيرًا وكانت لديه تصورات كبيرة لإخراج الحملة بشكل مختلف، كما أن القائمين على الحملة وضعوا العديد من الخطط، وبعد الهجوم الشديد على الحملة حدث نوع من الإحباط للمجموعات التي تعمل، مُشيرًا إلى أنه حتى لو كان البعض مختلفا مع عمرو خالد فهو يرفض أن تُغلق الأبواب في وجه المختلفين، حتى لا يخرجوا ويقدموا أفكارهم من الخارج، مُستطردًا: “أي معارض في الدنيا من حقه أن يقول ما يريده طالما لم يحرض على العنف أو لم يحمل سلاحًا، كما يجب أن يظهروا على الشاشات، لكن الإعلاميين وأنا منهم نخشى من الخناقات الفرعية وما يحدث في وسائل الإعلام الأخرى والسوشيال ميديا”.
رؤية إعلامية
تمنى “رمضان” عودة وزارة الإعلام مرة أخرى حيث يأتي وزير للإعلام باختصاصاته كوزير دولة يقوم بدور مختلف، ويكون منسقا بين الهيئات والمجلس الأعلى والحكومة، ويكون الوزير الوسيط، كما يرى أنه لا بد من وجود آلية تضمن الرقابة على كل القنوات حتى لا تزداد حالة الفوضى التي لا تحدث في أي مكان إلا في مصر.
وفضَّل خيري عمله بالإذاعة أكثر من التلفزيون لأنه “يكره الكاميرات” كما أن التلفزيون به قدر من التصنع بحسب وصفه، لكن في الإذاعة يكون الاعتماد على الصوت بشكل أساسي وتأثيره على المستمعين.
ولفت مقدم برنامج “ممكن” إلى أن أفضل فترة كان بها إعلام حقيقي مهني هي الفترة الأخيرة في حكم الرئيس السابق حسني مبارك، مُتابعًا: “قطعًا هذا رأي صادم لكنه حقيقي، فالصحف والقنوات الخاصة التي ظهرت وقتها وكانت تنتقده هي من تسببت في خروجه من الحكم بهذا الشكل، فأنس الفقي لم يكن يمنع ظهور أي من الشخصيات سوى أعضاء الإخوان، وأثناء الثورة قدمت حلقة مع الثوار من ميدان التحرير والخلاف الوحيد أن أنس الفقي كان رافضا أن أقوم بهذا الحوار لكني أصريت عليه، فطلب مني بألا أسمح لأحد أن يهين مبارك، وبالفعل وافقت وقمت بواحدة من أفضل الحلقات التي أذيعت عما يجرى في الميدان”، واختتم حديثه عن حالة الإعلام في السنوات الأخيرة قائلًا: “سوف أعتزل الإعلام إذا أيقنت أني فاشل، ولم أستطع عمل أي شيء، لكني حتى هذه اللحظة لدي ما أستطيع تقديمه”.
.