تجربة جديدة ومختلفة في عالم الجوائز للسينما المصرية هي “جوائز السينما العربية” التي انطلقت مساء يوم الجمعة 25 مارس بحضور الكثير من الفنانين.
الجائزة كما أعلن صناعها هي محاولة لتقديم ما يشبه جوائز الأوسكار و من حيث التصنيفات والاهتمام بتوزيع الجوائز لمن وراء لكاميرا وليس للمثلين والمؤلفين والمخرجين كما هو معتاد .
جاءت الجوائز الـ 18-بالإضافة لجائزة أفضل إسهام فني- مشابهة للتقسيم المعتاد في الأوسكار من جوائز تقنية، مونتاج ومكساج ومؤثرات وخلافه. ولا يمكن ذكر هذا الحفل دون ذكر المهرجان القومي للسينما الذي يقوم أيضاً على توزيع الجوائز التقنية والفنية على كل صناع السينما وإن كان يُقام متأخرًا مثلما حدث مع دورته الأخيرة التي أقيمت في أكتوبر الماضي لمنح الجوائز لأفلام عام 2014، ولكن الحالة هنا مختلفة فنحن أمام حفل توزيع جوائز وليس مهرجان فلا توجد أفلام تعرض أو فاعليات، فقط توزيع الجوائز، فكيف كان الحفل الأول؟
تجدر الإشارة إلى الحضور الجيد من الفنانين والنجوم وهو ما يدعو للتساؤل لماذا يغيب هؤلاء عن المهرجانات الأخرى؟ هذا الحضور بدا مطمئنًا منذ البداية لأن الحفل سيسير في طريق جيد من حيث الإعداد فالاهتمام والحرص على دعوة هذا الكم هو جزء من إعداد الحفل.
كأي توزيع جوائز كبير في الخارج يكون هناك مقدم للحفل أو كما يدعونه Host أو مضيف في هذه الحالة لأن دوره يكون أكبر من مجرد تقديم الفقرات أو التعليق عليها ولكن دوره يكون الربط بين الفقرات من خلال نص ساخر في الأغلب. جاء الاختيار هو الأغرب، من حيث اختيار الكوميدي الشاب أحمد أمين الذي ليس لديه أية خبرة في تقديم أية حفلات أو حتى برامج بالنظر إلى أن برنامجه الوليد البلاتوه لم تعرض منه سوى 3 حلقات قبل الحفل والرابعة كانت تعرض في نفس توقيت الحفل تقريبًا! ولكنها كانت مغامرة موفقة جداً.
كانت توقعاتي أن تكون الفقرة الأولى مجرد تقليد أجوف للفقرات الافتتاحية في حفلات توزيع الجوائز الأمريكية من حيث السخرية وإلقاء النكات، ولكن ما فعله أحمد أمين كان أكثر من هذا لقد قام بالاستيلاء على تركيز الجمهور ولم تتوقف الضحكات الصاخبة أو التصفيق طوال ظهوراته الثلاث على خشبة المسرح. كانت هناك لمحات واضح فيها التأثر بكوميديا الحفلات الأمريكية مثل السخرية من النفس عندما قام أحمد أمين بالتساؤل “مين أحمد أمين أصلا؟”، وحتى إلقاء التعليقات الساخرة على أحد الضيوف الحاضرين تم صياغتها بشكل رائع مع الفنان المبدع بيومي فؤاد مع التعليق على مشاركاته الكثيرة في الأفلام والمسلسلات، ويجب أن يشكر عمرو وهبة أيضًا الذي قام بكتابة هذا النص الرائع.
بخلاف هذا كان تنظيم الحفل في المجمل مميزاً والاهتمام به واضحًا من خلال إعداد لقطات من كل فيلم فيلم من الأفلام المرشحة عن أي جائزة قبل عرضها مع إحضار لقطات للمصورين أثناء تصوير أفلامهم في جائزة التصوير وللمخرجين في جائزة التصوير.
وحتى الغناء على المسرح كان حاضراً مع محمود العسيلي الذي قدم أغنية بعنوان الفرحة وإن كان اختيار الأغنية غير موفق إطلاقاً فالأغنية كانت تتحدث عن الزواج وليس لها علاقة أبدًا بالحفل وبالنظر إلى أنها ليست موجودة في أي فيلم من الأفلام المشاركة فكان من الممكن اختيار أغنية أقرب للحدث أو عامة وليست لموضوع خاص مثل هذا.
كتجربة أولى يعد الحفل ناجحاً جداً ويعد بالكثير في الحفلات القادمة مع وجود بعض السلبيات التي من الممكن تلافيها، أبرزها إعداد المسرح أثناء الفقرات، فبالتأكيد هناك طريقة لوضع المعدات مثل الميكروفون أفضل من قيام أحدهم بالظهور كل فترة على المسرح لوضعه ثم بعدها لسحبه مرة أخرى، كذلك الإخراج التليفزيوني عليه أن يدرس طريقة أخرى للتصوير بخلاف صعود المصور على المسرح ليقوم بالدوران حول الضيوف مثلما حدث مع أغنية محمود العسيلي مثلاً.
ويبقى لفت الانتباه إلى اسم الجائزة الذي أثار عددًا من التساؤلات، فلماذا هي جائزة السينما العربية؟ هل المقصود هنا الأفلام العربية؟ إذا كان يجب أن يكون هناك حضور لأفلام غير مصرية وإلا من الأفضل تغييرها لجوائز السينما المصرية.
في المجمل كان الحفل جيداً جداً إعدادًا وتنظيماً وأفضل من المتوقع بالنسبة للمرة الأولى، ولم يخل من اللحظات الطريفة، ربما أهمها سيكون العناق المطول بين أحمد حلمي ومنى زكي لحظة إعلان فوزها بجائزة أفضل ممثلة أولى، وكذلك كلمة الفنانة أصالة التي جاءت -على عادتها- عفوية وتلقائية بشكل أثار الضحكات وإن كانت قد نسيت ذكر فريق بساطة الذي شاركها غناء أغنية تساهيل، ومن اللحظات المميزة أيضاً كانت السعادة اللافتة للفنانة أحمد الفيشاوي الذي كان من القلائل الذين طلبوا إلقاء كلمة و الموسيقار المتميز هشام نزيه الذي وجه الشكر لناهد فريد شوقي التي كانت تقدم الجائزة بالنظر إلى أنها من الأساس كانت أول من شجعه على تقديم الموسيقى التصويرية.
حفل “جوائز السينما المصرية” خطوة كبيرة إعداداً وتنظيماً وإن استمر بهذا الشكل فسيضيف الكثير لعالم السينما المصرية التي بالتأكيد ستحرضهم المنافسة في مثل هذا النوع من الجوائز على المزيد من الإبداع.
.