رائد عزاز يكتب: التعادل نعمة و اللي يكرهها يعمى!

نقلاً عن جريدة المقال

لم ينجح جميع مدربي منتخبنا الوطني – أجانب و مصريين- علي مر العصور في حل أهم مشكلتين نفسيتين يعاني منها لاعبونا…الأولي هي إيمانهم المطلق بأن التعادل خارج الديار يعتبر إنتصار لذلك نراهم يرتدون دائما إلي الخلف بشكل غريزي يعكس رغبتهم الصريحة في الخروج بأقل الخسائر الممكنة , أما الثانية فتتمثل في ضياع تركيزهم و بعثرة أوراقهم حين يتقدم عليهم المنافس بهدف يجعل إمكانية عودتهم في النتيجة أمرا معقدا لا يتحقق غالبا سوي بمهارة فردية أو بلعبة عشوائية.

مواجهة نيجيريا أول من أمس هي خير مثال علي هذا الكلام حيث ظهر جليا عقب مرور الربع ساعة الأولي أن النسور الخضر لم تعد قادرة علي التحليق كرويا بعد أن فقدت مخالبها الفنية و أجنحتها الذهبية , لكن فريقنا رفض الأعتراف بتلك الحقيقة الماثلة علي أرض الملعب و ظل متمركزا داخل مناطقه الدفاعية دون محاولات جدية لبناء هجمات عكسية تخلق فرص تهديفية, مما يؤكد أننا مازلنا مخلصين لنظربة: (التعادل نعمة و اللي يكرهها يعمي!).

أسئلة كثيرة دارت في أذهاننا و نحن نتابع أحداث المباراة : هل شاهد كوبر بالفعل تسجيلات حديثة لمنتخب نيجيريا الحالي كي يعرف نقاط ضعفه و قوته؟ لماذا لم تصدر تعليمات لأفراد خط الوسط بأرسال تمريرات متتالية لمحمد صلاح من أجل أستغلال تفوقه الكاسح علي الظهير الأيسر في المهارة و السرعة ؟ كيف يلعب تريزيجيه – المحترف المجمد- أساسيا علي حساب رمضان صبحي أفضل موهبة صاعدة في مصر؟ ألم يكن من الأفضل أستبدال كوكا عقب نهاية الشوط الأول بعد أن عجز عن أداء دوره في الضغط علي قلبي دفاع الخصم و منعهم من التقدم الدائم للأمام ؟ أين الرؤية الفنية و المرونة التكتيكية في تعديل مهام و واجبات اللاعبين طبقا لمجريات اللعب؟ لن ننتظر إجابات شفوية بل ردود عملية نتمني أن نراها مساء بعد غد في ستاد برج العرب.

أبرز المشاهدات و الملاحظات :

أولا: حمادة طلبة يستحق لقب (بطل حتي النهاية) علي خلفية إنقاذه لهدف محقق كان سينهي المباراة أكلينيكيا و يحسم النتيجة بشكل قاطع. المهاجم الخصم أنفرد تماما بالشناوي و راوغه قبل أن يسدد نحو الشباك في نفس اللحظة التي أنطلق فيها طلبة ليقطع المسافة مابين خط منطقة الجزاء و خط المرمي خلال ثانتيتين فقط- التسجيل التليفزيوني يؤكد صحة الرقم- و يخرج الكرة وسط ذهول الجميع. هذه اللعبة كان لابد أن تسفر عن هدف طبقا للحسابات الهندسية و الفيزيائية لكن روح حمادة الفدائية المدعومة بالتوفيق و العناية الألهية أسهمت في أتمام هذه المعجزة الكروية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية.

ثانيا: الجماهير المصرية أتهمت الحكم بالرشوة و الفساد نتيجة أطلاقه صفارة النهاية بينما كان صلاح في طريقه للإنفراد الكامل بمرمي النسور. القانون يمنحه حق إنهاء المباراة فور إكتمال الوقت المحتسب بدل الضائع الذي لا يجوز مده إلا في حالة إحتساب ركلة جزاء..كثير منا يتذكر واقعة إلغاء هدف للبرازيل خلال مونديال الأرجنتين لأن الوقت أنتهي قبل دخول الكرة للمرمي بثانية واحدة. لو كان الحكم متربصا بنا كما يظن البعض لقام بطرد النني و ربيعة لأعتراضهم عليه بطريقة غير لائقة عقب نهاية اللقاء.

ثالثا: إشارة الذبح المستفزة التي قام بها أحمد الشناوي بعد إدراك التعادل كادت تؤدي إلي حدوث كارثة مروعة لا يعلم مداها إلا الله. هذا المراهق المستهتر ترك نفسه للإنفعالات الصبيانية و لم يحسب حساب ردة فعل تلك الجموع الحاشدة التي كان من الممكن أن تقتحم المستطيل الأخضر لتعبر بشراسة عن غضبها و أستيائها من تلك الحماقة.

رابعا: قبيل هدف صلاح مباشرة كانت الكرة بين يدي حارس نيجيريا الذي أخرجها للأوت نتيجة سقوط زميله مصابا , فهل أعدناها إليهم كما جرت العادة أما أننا قمنا بأستغلالها من أجل تسجيل هدف التعادل؟ الصورة لم توضح حقيقة ما حدث لكن مدربهم أشار خلال المؤتمر الصحفي أن لاعبو الفراعنة لم يلتزموا بمبادئ الروح الرياضية المتعارف عليها!.

خامسا: فريق النسور سيظهر بشكل أفضل خلال موقعة الثلاثاء حيث أن عناصره المحترفة المعتادة علي نوعية الملاعب الممتازة , تضررت مثلنا تماما من سوء حالة أرض ملعب كادونا , فضلا عن أن منتخبنا سينتهج طريقة هجومية سعيا لتحقيق الفوز مما سيفتح المساحات أمام تشكيلة النسور التي ستلعب بمبدأ : ياصابت يا أتنين عور!.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: ست الحبايب يا حبيبة!

رائد عزاز يكتب: فوق يا طيب واتكسف على دمك!

رائد عزاز يكتب: أنا بكره إسرائيل!

رائد عزاز يكتب: أبو تريكة كمان وكمان!

رائد عزاز يكتب: الزمالك الذي لايحبه أبناءه!

رائد عزاز يكتب: أبو تريكة ليس شيطانًا ولا ملاكًا!

رائد عزاز يكتب: مثقفون يعشقون الكرة بجنون!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا