وباتت خطط العام 2015 في مهبّ الريح حتى تنتهي الانتخابات البرلمانية التي قد تُنعش تلك القنوات قليلاً. لكن بعدها، لا أحد يعلم إلى أين سيذهب مؤشّر النمو المتراجع منذ الاتخابات الرئاسية الأخيرة. ولأنّ الأخبار السيئة لا تصدر بيانات تأكيد أو نفي عنها، يظلّ رصد مؤشرات التراجع والإفلاس داخل القنوات مرتبطاً بما يتداوله العاملون فيها، سواء في كواليس العمل أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
كما أنه غالباً ما تدفع أخبار المشاريع الجديدة «الوهمية» بمعظمها العاملين إلى فضح ما يجري في الداخل. على سبيل المثال، لم تعلن قناة «التحرير» حتى الآن عن موعد انطلاق برنامج فيفي عبده الجديد «خمسة موااااه» رغم مرور أكثر من شهر على نشر خبر توقيعها مع القناة. وكشفت «التحرير» أيضاً أنها وقّعت مع نجم الكرة المعتزل محمد بركات. لكن في الجهة المقابلة، شكا الإعلامي جمال عنايت الذي ترك «التحرير» أخيراً من عدم صرف مستحقاته، فكيف ستدفع المحطة أجر عبده وبركات وهي مديونة لعنايت وزملائه بالملايين؟ لا أحد يُجيب عن السؤال، كما لا أحد يفسّر كيف تعجز قناة «الحياة» عن صرف مرتبات العاملين فيها، وتمنحهم جزءاً يسيراً من الأجور المتأخرة، بينما تفخر القناة كل يوم بأنها الرقم واحد في مصر! لكن الوضع في «الحياة» لم يصل إلى مرحلة الإضراب التي وصلت إليها قناة «دريم» أخيراً، إذ أدّى الإضراب إلى توقف برامج الهواء لأيام عدّة متتالية بعدما عجز المهندسون والفنيون عن إيجاد وسيلة لتحصيل مرتباتهم المتأخرة غير الامتناع عن العمل. الإضراب نفسه تكرّر أكثر من مرة في قناة «أوربت» (رغم أنها سعودية لا مصرية)، لكنه انتهى أخيراً بعد صرف مستحقات أربعة أشهر متراكمة على الإدارة. أما شبكة «المحور»، فقد لجأت بهدوء تام إلى إغلاق شاشة «المحور 2» و»المحور دراما» توفيراً للنفقات، وحتى تصمد «المحور 1» لأطول فترة ممكنة. ويقول العاملون في قناة «أون. تي. في.» الإخبارية إنّها المرة الأولى التي تتأخّر فيها رواتبهم حتى الأسبوع الأخير من الشهر، فيما لم يحصلوا على مستحقّات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد. على الضفة المقابلة، يخيّم الاستقرار على قنوات «صدى البلد» و»النهار» و»سي. بي. سي.» رغم بعض الإجراءات التقشّفية التي لجأت إليها الأخيرة وأدّت إلى الاستغناء عن مجموعة من العاملين في «سي. بي. سي. اكسترا».
اللافت في كل ما سبق هو ارتباط قنوات «الحياة» و»دريم» و»أون. تي. في.» و»التحرير» بوكيل إعلاني واحد هو شركة «برومو ميديا». ويتولّى إيهاب طلعت إدارة الشركة بعد عودته من لندن إثر تسوية ديونه لدى مؤسسة «الأهرام» بعد سنوات عاشها خارج مصر خوفاً من الملاحقة القضائية. ويتفاءل كثيرون بقدرة طلعت على إعادة الإعلانات إلى القنوات التي تولّى إدارتها، وتحقيق اتزان اقتصادي يسمح لها بالحفاظ على مكانتها على الأقل. لا يملك أحد موعداً لانتهاء الأزمة المالية ولا تقديراً للخسائر التي يمكن أن تطال تلك الشبكات، إذا قرّر شبح الإفلاس الإقامة إلى ما نهاية داخل أسوار المدينة.
نقلًا عن الأخبار اللبنانية