سما جابر
(1)
فوجئ الجمهور المتابع لبرامج التوك شو في أوائل شهر مارس بعودة الفنان “الكوميدي” أحمد آدم بالموسم السابع من برنامجه “بني آدم شو”، فبمجرد إعلان قناة “الحياة” عن عودته، أصابت حالة الـ “لاشيء” غالبية الجمهور، فالمشاهد لم يكن يهتم أصلًا بالبرنامج أو مُقدمه، لكن حالة “السخافة” و”الأفورة” الزائدة عن الحد في أولى حلقات الموسم الجديد هي ما دفعت معظم المشاهدين لإخراج مخزون الانتقادات الحادة بداخلهم عقب كل حلقة، والتي تصل غالبًا إلى السب العلني عبر مواقع التواصل، ضد آدم وبرنامجه ومتابعيه.
(2)
بعد مشاهدة عدد من الحلقات والفقرات سواء صدفة أو عنوة -لا يوجد بديل ثالث- على مدار 7 مواسم “فاشلة” باقتدار، يمكن الوصول لعدة نتائج، أبرزها أن أحمد آدم -رغم النجاحات التي حققها في بعض أعماله- ممثل فشل في إقناع الجمهور بموهبته، وهو مُصر دائمًا على رفض وصف أعماله بأنها لم تحقق النجاح الكافي، على الرغم من أننا كمشاهدين لم نتذكر له سوى شخصية “القرموطي”، لكن ما يمكن اعتباره قد نجح فيه طوال الفترة الماضية؛ جلب أكبر عدد من الانتقادات له، خاصة بعدما توقف عن التمثيل منذ عام 2010 بعد مسلسل “الفوريجي”، وتفرغه لتقديم البرامج التي يعتبرها هو “ساخرة”.
(3)
ما ذنب الجمهور لتفرض إحدى القنوات عليه أن يكون ضحية برنامج سخيف لسبع مواسم متتالية، بنكات سخيفة بجمهور أسخف؟! وما الذي تستفيده القناة بعرضها لبرنامج فاشل بكل المقاييس؟
وهل من الممكن للقائمين على البرنامج تخصيص جائزتين، إحداهما تذهب للجمهور لتحملهم وصبرهم على مشاهدة برنامج أحمد آدم دون إصابتهم بأي أمراض أو آلام نفسية حادة، والأخرى تذهب لآدم نفسه لصبره على الشتائم التي تطارده على السوشيال ميديا؟
(4)
دائمًا ما تأتي الانتقادات الأكثر حدة لجمهور “بني آدم شو”، بسبب حالة الضحك المتواصل –المفتعلة بالطبع- على أية جملة يقولها أحمد آدم، لكن حالة جمهور البرنامج هنا في رأيي أكبر تأكيد للمثل الشعبي الشهير “أكل العيش مرّ”، مع مراعاة أنه بالفعل له متابعوه الذين ينتظرونه من أسبوع لآخر، لكنهم مقارنة بمنتقديه “نقطة في بحر”.
(5)
“محمد البرادعي، حمدين صباحي، الإخوان، أي معارض للنظام الحاكم”.. لم تخلُ أية حلقة من السبع مواسم تقريبًا من السخرية من هؤلاء، وإهانتهم بشكل فج، آخرهم في حلقة الأربعاء الماضي، عندما وصف العالم المصري عصام حجي بـ”الأهطل”، ساخرًا من طريقة حديثه، التي غالبًا لا يعلم آدم أن ليس لـ”حجي” دخل فيها، أما وصف “خاين وعميل” واطلاقه على البرادعي تحديدًا، فهو من أساسيات البرنامج أسبوعيًا، فالأمر أصبح أشبه بالشخص “العاطل” الجالس على المقهى لا يفعل شيئًا في حياته سوى السخرية على من يمرون أمامه.
(6)
السخرية من تصريحات بعض المسئولين، تكون مرفقة في معظم الأحيان بوصلة “تطبيل” للرئيس، وغالبًا تعقبها فقرة استعراضية ليمتلئ المسرح بعدها بالضحكات الصارخة الكاذبة.
فالحركات الجسدية المبالغ فيها والاستظراف لاستخراج الضحك “بالعافية” من الجمهور، يستدعي الاشفاق على أحمد آدم وفريق برنامجه وجمهوره الجالس معه.
كذلك معظم إفيهات “آدم” تجدها على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما يتم قراءته على هذه المواقع يكون أطرف بكثير مما تشاهده وتسمعه بأداء أحمد آدم.
(7)
أخيرًا.. هل يصدق “بني آدم” أن ما يقدمه للمشاهدين يستحق فعلًا أن يُطلق عليه وصف “كوميديا”؟، هل يضحك بالفعل عندما يشاهد نفسه؟، لماذا لا ينصحه أحد بالتوقف عن التجربة بدلًا من جلب مزيد من الانتقادات المهينة له عقب كل حلقة؟ أم يعتبر “آدم” نفسه “شجرة مثمرة يقذفها الناس بالحجارة”؟
اقرأ أيضًا:
.
تابعونا علي الفيس بوك من هنا
تابعونا علي تويتر من هنا