ليس اعتباطًا أن يرقص الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التانجو في حفل العشاء، مع نظيره الأرجنتيني، واريسيو ماكري، في بوينس أيرس.. فهو لا يريد أن يستعرض مهاراته في الرقص، في وجود زوجته ميشيل التي رقصت هي الأخرى على أنغام التانغو مع أحد الراقصين، وسط تصفيق الحضور.. الموضوع أكبر مما تبادر الى الأذهان.. وقيل بالبلدي “والله أوباما فاضي وبيرقص تانغو”.. لا يا سادة.
أوباما يعلم جيدا أن رقصته ستتناقلها كل وسائل الإعلام في العالم، وستكون حديث “السوشيال ميديا”، وأنه بهذا المشهد الذي يعبر فيه عن سعادته يقول للجميع أن أمريكا ترقص.. أمريكا سعيدة وشعبها سعيد.. أمريكا ليس لديها برامج “توك شو”.. ليس لديها سمر يسري ولا محمد سعد ولا حتى تامر أمين ووائل الإبراشي وأحمد موسى وكل الأخوة الاعلاميين الأفاضل، الذين تخصصوا في التنكيل بهذا الشعب الغلبان.
يقول لنا أوباما، إنه يرقص فرحًا.. لأن أمريكا ليس لديها برلمان يصفق لحكومة قالت بيانًا من مئة صفحة ليس به بندًا واحدًا يفرح الشعب، “وإن كنت يا سيدى عاوز تفرح استنى بقى 2018، كما وعد المهندس شريف إسماعيل، بأن كل الأمور هتكون زى الفل والبطالة هتنخفض الى معدلات غير متوقعة.. أو أن تصريحًا غير مدروس بأن الدولار هيبقى بـ 4 جنيه”.
أوباما رقص التانجو ليقول للعالم أن أمريكا تنعم بالسعاة والحرية، وأنها تتحكم في مصير الكل، وأنها تشرف على كل ما يحدث من مخططات وتعلم كل كبيرة وصغيرة.. نحن نبحث فقط عن “شوية سعادة”، والتي لا نجدها سوى في برنامج إسعاد يونس “صاحبة السعادة” وفي عروض “مسرح مصر” التي يقدمها شباب زي الورد ومعهم النجم الجميل أشرف عبد الباقي.. سعادة حتى في بعض الأفلام السينمائية التي لا نراها إلا بين حين وآخر كفيلم “نواره” للمبدعة هالة خليل.. أو حتى في جلسة هادئة مع ماما نجوى ببرنامجها “بيت العيلة”.
السعادة ليست بعيدة.. لكنها صعبة، فإن حصلت عليها اغتنمها، لأنك قد تصطدم بمن يعكر صفوك ويطل عليك برأس ملوث، معتقدا أنه هو الصح وأنت الخطأ، رأس مرتبك لا يحب حياة مرتبة بل حياة مفككة.
رقص أوباما التانجو ليس لأنه سعيد بل لأنه يبعث إلينا -ولكل العالم- برسالة، أنه مع اقتراب نهاية ولايته يرقص فرحا هو وزوجته.. يرقص لأن العالم يضجر من حوله وأمريكا تنعم.. يرقص لأن في بلده لا توجد برامج توك شو كل رسالتها نقل صور سوداء عما يحدث في العالم للشعب الغلبان. أقرأ أيضًا
.