51 عامًا من الخبرة السياسية منذ أن تخرج في الكلية الحربية عام 1965، لكن شهرته لم تظهر بهذا الشكل إلا مع بداية ثورة 25 يناير، فكان اللواء سامح سيف اليزل الضيف المحبب لدى معظم القنوات الفضائية في تلك الفترة لشرح وتوضيح بعض المواقف التي تحدث للبلاد والأزمات التي تتعرض لها ولتحليل المواقف العسكرية والاستراتيجية للبلاد العربية في حال وقوع الحروب، بصفته محللًا سياسيًا.
المناصب العديدة التي تقلدها “اليزل” تم اختصارها في مصطلح جديد إلى حد ما على مسامع الشعب المصري في أعقاب الثورة؛ لقب “الخبير الاستراتيجي” نظرًا لأنه ذو خلفية عسكرية، فكان “اليزل” من الأسباب الأساسية لظهور ذلك اللقب في مصر واستخدامه من قِبل بعض اللواءات أثناء ظهورهم التلفزيوني فيما بعد، لكن “اليزل” كان اللواء الأكثر ظهورًا في تلك الفترة وما تلاها بسبب الأحداث السياسية.
حاول سيف اليزل دعم نظام الحكم الحالي منذ ظهوره عقب الثورة مرورًا بفترة حكم الإخوان وثورة 30 يونيو، حتى وفاته متمسكًا بالعمل في ائتلاف دعم الدولة بالبرلمان.
تقلد سامح سيف اليزل العدبد من المناصب، حيث عمل ضابطاً بالحرس الجمهوري المصري ثم بالمخابرات الحربية المصرية حتى رتبة مقدم ثم خدم بعد ذلك في المخابرات العامة المصرية حتى رتبة لواء، وعمل كوزير مفوض في السفارة المصرية بإنجلترا وعمل كمستشار بسفارة مصر في كوريا الشمالية.
حصل على العديد من الدورات الأمنية والتحليل السياسي والعلوم الاستراتيجية والتفاوض، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية البريطانية المصرية للأعمال BEBA.
كما عمل كرئيس مجلس إدارة شركة G4 Securecore البريطانية لكافة الخدمات الأمنية، الرئيس التنفيذي لمركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية.
في تصريح تلفزيوني له قال اللواء سامح سيف اليزل، إنه كان ضابط المخابرات الذي جسد شخصيته الفنان محمد وفيق، خلال أحداث مسلسل “رأفت الهجان”، لافتًا إلى أن المسلسل كان يحتوي على بعض الإضافات الدرامية مثل ارتداء محمد وفيق لملابس كاهن يهودي للصلاة على رفعت الجمال بعد وفاته، مؤكدًا أنه لم يرتد ملابس كاهن يهودي خلال عمله.
مُضيفًا: “تعاملت مع زوجة رفعت الجمال وابنه عندما توجهت إلى ألمانيا للإفصاح لها عن أسرار زوجها، وقابلت هناك إيهاب نافع، عندما كان خطيبها، وأصرت على أن أتحدث أمامه، لذلك استأذنت قياداتي أولًا ووافقوا”، هذا التصريح أثار الجدل وقتها واتهمه البعض بعدم الدقة فيما يقول.
في الأشهر الأخيرة من عام 2015 أصيب “اليزل” بسرطان في الدم، ونتج عن العلاج الكيماوي تغير كبير في ملامحه، وهو ما أبعده مدة طويلة عن الظهور في البرامج التلفزيونية وكان مكتفيًا بالمداخلات الهاتفية فقط، لكن المرض لم يمنعه من محاولة جعل البرلمان كتلة واحدة داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بدأ في تدشين قائمة في حب مصر، التي اكتسحت الانتخابات البرلمانية بحصولها على 120 مقعدًا في القطاعات الـ4 على مستوى الجمهورية.
كما سعى سيف اليزل، لتكوين تحالف الأغلبية في البرلمان، تحت مسمى “دعم الدولة” وهو ما أثار حفيظة عدد من الأحزاب والقوى السياسية، على اعتبار أن المسمى يوحي بمساندة الحكومة وليس مراقبة أدائها، وفي محاولة لتدارك الموقف تم تغيير اسم القائمة إلى تحالف “دعم مصر” الذي يعاني من الهجوم والاتهامات المستمرة بمحاولة السيطرة والإضرار بالبرلمان حتى هذه اللحظة.
حيث اتهمت المستشارة تهانى الجبالي، منسقة قائمة ”التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية”، قائمة “في حب مصر” بأنها تتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدة أنها حصلت على وثائق وصور تثبت ما تقوله، وهو التصريح الذي أثار جدلًا كبيرًا وقتها، اضطر سيف اليزل للخروج لوسائل الإعلام ونفي تصريحات الجبالي، معتبرًا أن ما قالته كان من باب الهزار “الثقيل”، وإنه إذا كان من قبيل الجد فهو غير مقبول، مشيرًا إلى أن رغبتها في رئاسة البرلمان هي التي تحركها.
أما الفريق حسام خيرالله، وكيل جهاز المخابرات السابق، والقيادي في التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية، أكد في تصريحات له أنه يمتلك أوراق رسمية صادرة عن مجلس الدفاع الوطني تثبت أن رتبة “سيف اليزل” “عميد” وليست “لواء” كما ادعى، مُتحديًا أي شخص يظهر بأوراق تثبت عكس ذلك.
ليرد عليه اليزل بإنه يكن له كل احترام وتقدير خاصة أنه كان زميلًا له في جهاز المخابرات العامة، مؤكدًا أنه لا يتعدى الحدود فيما يتعلق بالخلافات في إطار الانتخابات أو خارجها، قائلًا: “عمرى ما تطاولت بلفظ أو طولت لساني ولا هعمل كده على الإطلاق”.
برحيل سامح سيف اليزل خسر الائتلاف شخصية بارزة، بالرغم من الجدل الذي أثاره منذ ظهوره، لكن الحكم لازال مؤجلًا حول طبيعة الدور الرئيسي الذي أداه مؤخرًا وظهوره وانتشاره بشكل مفاجيء ومبالغ فيه، في فترة من أهم الفترات السياسية.
.