وصل الإسماعيلي لـ الدور قبل النهائي في بطولة 1969، وهـ يلاعب كوتوكو الغاني هناك في مباراة الذهاب.
الحقيقة إننا كونا صورة عن أفريقيا من خلال الفرق المصرية إنهم مجموعة قبائل حفاة عراة عايشين في البلالا، بـ ياكلوا أي حاجة، ويشربوا أي سوايل، وبـ يمشوا أمورهم بـ السحر، وعندهم كل الحيوانات والمخلوقات من التماسيح لـ حد الأسود.
إحنا ما شفناش بس كنا بـ نقرا اللي بـ تكتبه الجرايد والمجلات، ووقتها كان المستشار الإعلامي لـ نادي الدراويش الراحل العظيم نجيب المستكاوي، فـ كتب تغطية لـ بعثة الفريق المتجهة لـ غانا، وبدأنا معاها الكلام عن الأهوال في أفريقيا.
قال المستكاوي أن قبيلة الأشانتي لما بـ يموت زعيمها بـ يعيشوا حالة من الغضب، ومش بـ يقدروا يرجعوا لـ حياتهم الطبيعية قبل ما يقتلوا بشر بـ عدد سنين عمره ساعة ما مات، ونقل إن الدراويش عاشوا لحظات رعب أول ما وصلوا لـ إن زعيم القبيلة كان بـ يحتضر، فـ لو مات وهم هناك هـ تبقى حياتهم في خطر.
والله كتب كده، ومكنش بـ يهزر، أو هو ما كتبش إنه بـ يهزر، وكنا بـ نعيش الرعب لما كان بـ يتكتب كده، بس الحمد لله، مفيش ولا لاعب مصري اتاكل على مسيرتنا الأفريقية أندية ولا منتخبات.
المهم، الإسماعيلي اتقدم هناك بـ هدفين لـ علي أبو جريشة وأنوس ، واصحاب الأرض اتعادلوا بـ هدفين زيهم، وانتهى اللقاء 2/2، وبقت الأمور أسهل نسبيا بـ النسبة لـ الإسماعيلي في ماتش العودة، وده اللي حصل فعلا.
في ماتش العودة الضيوف سجلوا هدفين، بس الإسماعيلي سجل تلاتة، أبو جريشة هدف، وهنداوي هدفين، وبـ كده كان الإسماعيلي أول فريق مصري يلعب نهائي أفريقيا لـ الأندية أبطال الدوري.
21 ديسمبر 1969، كان أول ماتش نهائي، ماتش الذهاب، وكان الطرف التاني اللي قابل الإسماعيلي هو الإنجلبير بطل زائير (مازيمبي بطل الكونجو)، واتعملت قرعة لـ تخديد مين هـ يلعب ماتش العودة على أرضه، وكسبها الإسماعيلي، فـ كان ماتش الذهاب في زائير، وانتهى زي ماتش كوتوكو، بـ هدفين لـ كل فريق، جونين الإسماعيلي سجلهم سيد بازوكا وهنداوي، ويا مسهل في ماتش العودة.
العودة بقى كانت يوم 9 يناير 1970، ودي تقريبا المرة الوحيدة اللي يتلعب نهائي سنة في السنة اللي بعدها، فـ البطولة متسجلة إنها 1969، مع إن الماتش سنة 1970، وكان يوم حافل ما يتنسيش، والماتش ده اتذاع كتير في التلفزيون وإحنا صغيرين، كانوا كل شوية يجيبوه، هو وتلات أرباع ماتشات مش فاهم إيشمعنى هم.
الماتش طبعا اتلعب في ستاد القاهرة، وحضره 130 ألف متفرج غير اللي ما عرفوش يدخلوا، الاستاد مكنش فيه خرم إبرة، والناس قعدت على عواميد النور، وعلى أي حاجة ينفع يتقعد عليها حوالين الاستاد، كان منظر يخض الصراحة، وما شفتش زيه بعد كده في أي ماتش. البلد كانت عطشانة تفرح.
الكابتن لطيف كان بـ يعلق ع الماتش، ونزل بـ الشعار: النهارده كلنا ورا الإسماعيلي، مفيش قولة النادي الفلاني ولا النادي العلاني، وبدأ الماتش، وعلي أبو جريشة سجل الهدف الأول بـ ذكاء، وبدأ الإنجلبير يلعب ماتش جامد على الإسماعيلي.
مع بداية الشوط التاني، جابوا التعادل، واتكهرب الجو، ووقتها مكنش فيه قاعدة الهدف خارج الأرض والكلام ده، ومكنش فيه ضربات جزاء، يعني كده إحنا متعادلين هنا، ومتعادلين هناك، الماتش يتعاد بعد يومين على نفس الأرض.
فجأة، علي أبو جريشة دخل منطقة الجزاء، ووقع كده مع نفسه، محدش لمسه، فـ راح الحكم مصفر ضربة جزاء. باين اتخض من منظر الجماهير، سيد بازوكا جاب التاني، والإنجلبير زود ضغطه على الإسماعيلي علشان التعادل، فـ يبدو إن الحكم حب يقتل الماتش، أول كورة وصلت لـ حارس الإنجلبير، راح مصفر ضربة حرة غير مباشرة، اتصلحت لـ بازوكا، جاب منها التالت، وكسبنا أول بطولة مصرية لـ الأندية أبطال الدوري.
وتستمر الحكاية