هل تنازلت مصر عن جزيرتي «صنافير وتيران»؟ هل هما سعوديتنا ام مصريتان؟ ماذا يعني اعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية؟ كلها اسئلة تحتاج لإجابات، لكن الحقيقة ان الناس لم تعد تسأل بل تتحدث مباشرة لـ “تهري” دون معلومات.
أول قاعدة قبل الإدلاء برأيك في اي موضوع هو أن يكون لديك معلومات عن هذا الموضوع، لكن ماذا لو لم يكن لديك معلومات عن هذا الموضوع؟ الطبيعي والمنطقي وقتها ان يكون تعليقك هو “انا معنديش معلومات عن الموضوع ده” لكن ما يحدث حاليا على وسائل التواصل الاجتماعي غريب.. الناس كلها اصبحت خبيرة في كل شئ.. من الأبرة للصاروخ!
الناس تتحدث على وسائل التواصل الاجتماعي في كل الموضوعات والقضايا، في العلوم مفيش مانع، في الذرة ميضرش، في العلوم العسكرية أو العلاقات الدولية ميقولش لأ، وحتى في الاقتصاد وكل ما يتعلق به من امور، المصري أصبح الآن وان مان شو يعرف كل شئ ولديه ما يقوله عن اي شئ.
هناك قواعد للمشاركة في اي موضوع، أهمها أن تكون ملم بما ستتحدث عنه، وان يكون رأيك حيادي وخالي من الأهواء السياسية، وان تمتلك مهارات بحث تجعلك بالفعل مؤهل للحديث وعندك معلومات سليمة وليست من مواقع عجيبة لا نعرف متى ظهرت أو من أطلقها وما هي أهدافه.
هناك أزمة حقيقية على وسائل التواصل الاجتماعي حالياً تذكرني بموقف شهير يحدث يوميا في الشوارع المصرية، ملخصه أن المصري عارف كل شوارع وحواري مصر ومبيقولش ابدا ما اعرفش، تسأل أي شخص عن اي شارع يقول لك امشي على طول في يمين فتكتشف بعدها انه ضللك وانه لم يكن يعرف المكان لكن طبعا عيب يقول ما اعرفش!
الناس أصبحت اشبه بالقطيع يستيقظون كل يوم من النوم يفتحون الفيسبوك ليعرفوا ما الموضة التي “سيهرون” فيها هذا اليوم، وسواء كانت الموضة موضوع عن الحدود، العلاقات الدولية أو البنوك وأزمة الجنيه لن يمنعهم هذا من المشاركة، سيبدأ كل شخص في تحليل شئ ليس لديه عنه اي معلومات والنتيجة النهائية كتابات سطحية عجيبة تدعوا للضحك وللشفقة على صاحبها الذي جعله الكسل يكتب اي شئ لمجرد ان يقول انا هنا معكم ايها القطيع.
كلمة لا أعرف هي اول طريق للمعرفة، لو اعترفت لنفسك انك لا تعرف ستبدأ رحلة بحث، ونهايتها ستكون حد أدنى من المعلومات يسمح لك أن تشارك وتتحدث وتكتب أو حتى تحلل.
اتعبوا قليلاً.. الكلمة مسئولية فعلاً.. وكل حرف ستكتبه يجب ان تفكر كثيرا قبل ان تكتبه.