ولكنّ لمحمد شاهين الحائز على اللقب هذا الموسم وضعا خاصا بالنسبة لى، ليس لحلاوة صوته فقط، ولكن لأننى رأيت فيه مصر الحقيقية لأول مرة.
هذا شاب لا تشغله قصة الشعر الجديدة، ولا يقضى الصيف فى إسبانيا، ولا يهديه والده يختًا فى تركيا بمناسبة الذكرى السنوية لرسوبه فى أولى ابتدائى، وليس له معجبون يصرخون ويبكون كلما رأوه ويقذفونه بالدباديب لأنه واد مُزّ قوى .
هذا شاب ظهر فى البرنامج الأكثر استفزازا فى علاقاته وطبقيته ورحلات طلابه إلى أفضل أماكن العالم، ومع ذلك يقول بكل فخر: أنا أصلًا كنت باشتغل حلاق وهارجع اشتغل تانى ، وفى كل دقيقة كان يتعامل بتلقائيته وصراحته، تبهرنى طريقة حديثه ولغة الفلاحين الصرفة الطيبة التى يتهرب منها البعض بدعوى التمدن والكجولة!
هذا شاب كان يعرف وهو فى طريقه إلى الأكاديمية أنه لا يملك مالًا يدعمه، ولن تقدم له المؤسسات الإعلامية إعلانات لتأييده باعتبار أنه ابن مين ده يعنى؟ ، ولن تصوت له المراهقات لأنه مش كوول ، وسيضحك على طريقة حديثه بعض المغفلين المتعلقين بأهداب المنظرة والفشخرة الفارغة، ومع ذلك أصر واجتهد فوصل إلى الحلقة النهائية وفاز بها دون أن يدخل مرة واحدة طوال حلقات البرنامج فى دائرة الخطر.
محمد شاهين لم يكن موهوبًا فقط، بل كان درسًا لكل يائس ومحبط ليجتهد ليصل إلى النجاح فى أى مجال، ودليلًا على أن مصر وَلاَّدة.. مصر الحقيقية مش مصر البلاستيك!
نقلًا عن “جريدة التحرير”
اقرأ أيضًا:
شاهين بعد اللقب: عايز أجوز أختي !!
نجوم ستار أكاديمي يهنئون محمد شاهين في انت حر
محمد شاهين يفوز بلقب “ستار أكاديمي”
إيمان سراج : شاهين من المنوفية إلى الأكاديمية