دي مش فيونكة
دي بواقي تجربة انتحار فاشلة
قولتلكوا ميت مرة
ماتدخلوش الرئة من غير ماتستئذنوا
القرب كل مابتعاطاه بادمنُه
غالبا ما يفاجئني الشاعر/ عمرو حسن بأنه ما زال هناك مناطق لم تكتشف في شعر العاميه المصري، كان هذا تعليقي عندما استمعت إلي هذا المقطع من آخر قصائدة ” السيره الذاتيه للزمالك” أثناء حضوري لندوة مناقشة و توقيع أحدث إصدارات عمرو ديوان “باندا” الصادر في يناير 2016 عن دار تشكيل للنشر و التوزيع بمكتبة ديوان الزمالك
ليله مختلفه بكل المقاييس حيث أنها و علي حد علمي أول مره يلتقي عمرو بجمهوره في حوار بين طرفين يستمع إلي اسئلة و يجيب بدون تحفظ و لا تفكير مسبق و بصراحته المطلقة، فالمعروف عن عمرو أنه لا يقابل جمهوره إلا من خلال عروضة الحيه و بمصاحبه الموسيقى حيث يلقي قصائده و يمضي، فلا نقاش أو تواصل فعلي، أو أثناء حقلات التوقيع المكتظه التي تأخذ 3 دقائق للتحيه و الإعلان عن إصداره الجديد ثم 3 ساعات في التوقيع و أخذ الصور السيلفي.
و من هنا جاءت أهمية هذه الليله بالنسبه لعمرو و لجمهوره كما سبق أن أوضحت.
و عمرو حسن لمن لا يعرفه هو واحد من أهم شعراء جيله بدون مجامله سواء من حيث إطلاعه المسبق علي موروث و منتج شعر العاميه المصري بالإضافه إلي ولعه بفطاحل شعراء الفصحي (محمود درويش و أمل دنقل و أحمد بخيت و غيرهم) الذي ترك أثرا واضحا في مغايرة تراكيبه و صوره الشعريه عمّا تعارفنا عليه في شعر العاميه المصريه الحديث.
“انا سيرة مش ولابد
وسنين غلط وصواب
انا جوه مني ضباب
راجل حزين واتساب اكتر ماساب بكتير
فقد الأمل بالألم ولقاكي بان له ضمير”
هكذا يصف الرجل نفسه بمنتهي البساطه و العمق المحبب و الذي غالبا ما يقابل بالهجوم عليه من قبل من قرأ له في بداياته حيث يتم اتهامه غالبا بأنه نحى إلي ما يجتذب له المعجبين و الشهرة في قصائده الأخيره ضاربا بعرض الحائط ما كان يؤمن به قبلا من ترميز و صانه و كما توقعت أثير هذا السؤال أثناء الندوه فكان رده أنه علي عكس الإتهام فد فهم بعد التجربه و الخبره أن بساطة العاميه المصريه هي ما يؤمن بأنه دورها الحقيقي فلا هي ملجأ لمن يريد أن يناقش المشكلات الكونيه العويصه و لا هي وسيلة استعراض الصور المركبه التي قد لا تصل إلي الوجدان و لكن عبقرية العاميه من وجهة نظره هي الوصول إلي القلب أولا و من ثم تغذية الوجدان و الروح و هو ما يحمله علي كاهله و يحرص عليه كلما تصدى لقصيده جديده.
طبعا لا يتسع هذا المقال و لا معلومات كاتبه لتفنيد تجربه عمرو الشعريه ذات السنوات العشر ، لكن و إن كان لي حق النصيحه كأخ أكبر و صديق فهى أن يكثر من هذه الندوات و ان لا يعتمد فقط علي إطلالاته من خلال مواقع التواصل الإجتماعي التي غالبا ما تفقد المتابع و المبدع أهم وسائل التواصل الفعلي و هي الحميميه و نبره الصوت و تعبيرات الوجه لكلاهما علي حد سواء فتلك اللقاءات هي ما تصنع الجماهيريه الحقيقية.
الصور بعدسة: مجدي محمد