حان وقت إطلاق «مصر مباشر»، القناة الإخبارية التي تبث الأحداث الحية من قلب الوطن، وتكون المنبر الرئيسي في تغطية وبث جميع الأحداث في نطاق الجمهورية لتكون المصدر الرئيسي للإعلام والمعلومات من داخل مصر والتي يتوجه إليها المصريون للتأكد والبيان من كل خبر وشأن.
لقد تأخر تواجد مثل هذه القناة حتي الأن مما خلق فراغاً كبيراً إستغله أخرون أسوء إستغلال. فمنذ ثورة 25 يناير بدأت كثير من القنوات الإخبارية في الظهور على الساحة الإعلامية حيث كانت هناك أحداث ثرية لتغذية مثل هذه القنوات وإنتاج برامج كان شغلها الشاغل هو طرح ومناقشة والتعليق على ما يحدث في مصر. وظهرت القنوات التي أهتمت فقط بالشأن المصري مثل قناة «الجزيرة مباشر»، التي لم تتحصل على تصريح بالعمل داخل أرض الوطن وكونت لها أجندة محددة دفعتها إلى عدم القدرة على الإلتزام بأي من المعايير المهنية والأحترافية في مجال الصحافة التليفزيونية، ورغم عدم مصداقيتها فقد إستطاعت جذب عدد لا بأس به من المشاهدين منذ إندلاع ثورة 25 يناير، إلا إنه ظهرت النوايا الحقيقية لهذه القناة بعد ثورة 30 يونيو، حيث بثت قناة الجزيرة مباشر صور مفبركة وأذاعت خطب تحريضية وطرحت المعلومات المغلوطة وأنحرفت إلى الإنحياز السافر.
جاء قرار غلق قناة «الجزيرة مباشر» مؤقتاً من قبل الحكومة القطرية مفاجئاً وغير متوقعاً خاصاً لمن كانوا يدافعوا عن وجودها تحت أسم حرية الرأي والتعبير. فقد تبين للجماعة الإعلامية العربية أنها ليست منبر لحرية الرأي أو التعبير ولا تعبر عن الرأي الأخر أبداً، وبذلك حق عليها قرار الغلق. وكما أشار الأستاذ محمد حسنين هيكل في حديثه التليفزيوني الأخير بأن قناة الجزيرة مباشر كانت نقطة ضعف للإعلام المصري وليس نقطة قوة للإعلام القطري.
فهذه المقولة تساند تماماُ طرحنا لتقديم قناة «مصر مباشر» كناقل فوري للأحداث. فإهتمام الدولة بإنشاء قناة إخبارية محلية تذاع من قلب مصر وتعمل على التغطية المباشرة للأحداث الجارية وتكون بالفعل المصدر الأول والرئيسي الذي يتجه المشاهد صوبه لمعرفة الخبر، قناة إخبارية لها وجود وأثر في كل محافظة وتكون الناقل الأول للأحداث بدلاً من ترك الساحة للأخرين وإعطائهم فرصة لتحليل الأحداث كيفما يتماشي مع مصالحهم.
لن يتوقف الأمر عند إغلاق الجزيرة مباشر مصر، فبمجرد إذاعة خبر الإغلاق، قررت قنوات أخرى أن تتبني منهجها وتسير على ضربها من خلال تقديم برامج تركز على الشأن المصري وتكون أولويتها للأخبار السلبية. وقد تظهر في المستقبل قنوات أخرى بمسميات مختلفة من أماكن متعددة لا تكن الخير لمصر من أجل هذا الغرض. كذلك لا تستطيع الدولة الإعتماد على القنوات المصرية الخاصة في تغطية الأحداث، بالإضافة إلى إنه لا يوجد أي إلزام على القنوات الخاصة إذا أرادت تغيير مسارها ومحتواها.
إن على الدولة المصرية أن تعمل سريعاً على انشاء قناة إخبارية فورية مباشرة تبث الأخبار من مختلف أنحاء مصر، وتكون على مستوي عالي من المهنية والكفائة الاعلامية لتقديم خدمة متميزة هدفها الرئيسي هو نقل ومتابعة ما يجري من أحداث سياسية وإجتماعية وثقافية ورياضية، حتي لا تترك المشاهد المصري فريسة للمصادر المجهله والتحليلات الظلماء وخطب الفتنة والكراهية والتحريض. فمصر أولي من أي دولة عربية أو أجنبية بوجود قناة مثل «مصر مباشر».
نقلًا عن “المصري اليوم”