فاتن الوكيل
وقعت مشاهدة كلامية بين ضيوف برنامج “مساء القاهرة”، الذي تقدمه الإعلامية إنجي أنور، خلال مناقشة قضية جزيرتي تيران وصنافير، التي تنازلت الحكومة المصرية عنهما، وفقًا لاتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهو ما اضطر إنجي إلى الخروج إلى فاصل خلال تبادل الضيوف لاتهامات متبادلة بالخيانة.
النائب في البرلمان محمد سليم، اعترض خلال الحلقة التي عرضت مساء الاثنين، على قناة TeN، على الحملة التي يقودها المحامي طارق العوضي، تحت اسم نواب خائنون، لرفض التفريط في الأرض المصرية، حيث اعتبر أن مثل هذه الحملات ما هي إلا للشهرة، مؤكدًا أن النواب أقسموا على إحترام الدستور والقانون، وطالب العوضي والمحامي مالك عدلي ضيف الحلقة، بتقديم أي مستندات تثبت مصرية الجزر، موضحًا بأن هناك جلسات استماع ستنعقد في المجلس لنقاش هذه القضية.
بينما عرض المحامي مالك عدلي، مقتطفات من كتاب “تاريخ سيناء القديم والحديث” لنعوم بك شقير، الذي صدر عام 1916، والتي تثبت أن تيران وصنافير جزر مصرية، حتى قبل إنشاء الدولة السعودية الثانية، كما عرض وثائق أخرى تثبت مصرية الجزر، وهي ما اعتبرها عزمي مجاهد، المتحدث باسم اتحاد الكرة، “وثائق مضروبة”.
الفقرة التي خرجت عن سيطرة الإعلامية إنجي أنور، تحولت إلى شجار متبادل بين مجاهد من جهة، ومالك عدلي وطارق العوضي من جهة أخرى، حيث اتهمهما مجاهد بأن لهما آجندات خاصة، وأنهم “ناس قبيضة”، وهنا رد مالك قائلًا :”أه أنا آجندتي طول عمري هي تراب مصر وأنا مش هنا عشان انت توجه ليا اتهامات “.
وعندما أكد مالك بأن كل من يُفرط في أرض مصر هو خائن، قاطعه مجاهد محذرًا : “اوعى تجيب سيرة رئيس الجمهورية وتقول عليه خائن”، بالرغم من أن مالك لم يذكر اسم السيسي، وهو ما أكده مالك قائلًا : “محدش جاب سيرة السيسي انت اللي بتقول اسمه”.
أما المحامي طارق العوضي، فقال بإنه تم تحذيرهم قبل الحلقة من المشاركة فيها على اعتبار أنها “كمين”، وهو ما رفضته إنجي، قائلة بأنها لا تقوم بعمل كمائن لضيوفها، وهو ما جعل العوضي يؤكد بأنه لم يكن يقصد المذيعة أو إعداد القناة، ورد على اتهامات عزمي مجاهد بالخيانة قائلًا: “مش إحنا اللي قلنا ممكن نلعب في إسرائيل”.
تابع العوضي قائلًا : “النواب متخيلين إنه بمجرد انتخابهم يبقى الشعب يركن على جنب وهناك حملة للترويج عن أنها ليست أرضنا ويجب أن ننتبه لذلك وطالما أنهم لم يوافقوا على الاتفاقية فلماذا يغضبون ممن يقول بأن من يُفرط في الأرض خائن؟”.
انتقل الحوار مرة أخرى، ليتحول إلى اشتباك لفظي بين مالك عدلي، وعزمي مجاهد، عندما قال مجاهد بأنه يثق في مؤسسات الدولة، ويثق في الرئيس والجيش، وتخلل حديثه اتهامات بالخيانة للضيوف المخالفين له في الرؤية، وهنا قال مالك : “قول معلومة أو وجهة نظر مش تلقح كلام”.
وكان مجاهد قد وصف عرض مالك عدلي، للوثائق التي تثبت مصرية الجزر، بأنها “حصة تاريخ وجغرافيا”، مشككًا في صحة هذه الوثائق، واستمر في مقاطعة حديث مالك، والتشكيك في نواياه، بينما رد مالك قائلًا: “انت ماتعرفش تاريخ بلدك هتعرف أنا مين!”.
تابع مجاهد موجهًا حديثه لمالك عدلي: “هو إحنا في حصة تاريخ ولا جغرافيا؟ .. فين الوثائق اللي المخابرات عملتها ؟ انت جاي هنا ترسم حدود مصر”، فرد مالك قائلًا: “أومال جاي ارسم صور وبورتريهات؟”، مؤكدًا أن كلية الحقوق التي انتسب إليها تعلمهم قواعد ترسيم الحدود ضمن مادة القانون الدولي.
.