31عاما بالتمام والكمال تمر هذة الايام على إغتيال إذاعة “ركن السودان” المنفذ الاعلامي الانشط والاهم لكل ماهو سودانى.فعلى الرغم من ان ارسالها لم يكن يتعدى الاربع ساعات،إلأ إنها لعبت دورا يفوق بكثير”إذاعة وادى النيل” التى حلت محلها ،فكسودانى ولدت وعشت بمصر أزعم أنى والكثيرين غيرى تربينا وجدانيا.وعرفنا الكثير عن بلدنا من خلال ذلك “الركن” المحدود.
ولازلت اذكر حتى الان كيف اللهفة التى كانت تنتظر بها أمى صوت الاعلامى الراحل فاروق عمر وهو يعلن بداية برامجها.فاذا كانت فقرة “حبابك عشرة” .كانت تحكى تنتهز فرصة ذكر اى مدينة أو قرية لتحدثنا عن عم او خال يسكن يها أو يعمل فيها.فبالقرب من مطار الخرطوم تقطن خالتكم.وهناك بامتداد ناصر يتواجد منزل خالكم. وبورسودان التى يتحدثون عنها هى حيث يعيش أولاد عمكم.
أما اذا قدمت أحدى الاغنيات الدنقلاوية فكنا نستمتع بحكاياتها عن زراعة جدى وسبيله المفتوح للجميع فى قريتنا “حامد نارتى”،ومع “السيرة “التى يغنيها صلاح بن الباغدية نتعرف على أدق تفاصيل عادات والتقاليد الزفاف .وفى المنطقة السحرية لوجداننا رسخت أغنيات محمد وردى كل معانى الانتماء.فكنا نردد معه بفخر”يابلدى ياحبوب”.
ومن خلال “الركن” المحدود تذوقنا مفردات اللكنة السودانية ومفرداتها.بل وشاركنا هذا الكثير من أحبابنا فى مصر.فأنتشرت تعليقات “حبابكم عشرة”،”يازول”،بالاضافة للاغانى الاكثر إنتشارا للراحل سيد خليفة”أزيكم كيفنكم” و”المامبو السودانى”. ووصل تأثيرها القوى إلى حد تشسجيع تقديم الاغنيات المشتركة .فغنت صباح مع أحمد المصطفى”رحماك يا ملاك” قبل أن تليها العديد من الاعمال.بل وتنتج صوت القاهرة نخبة من ألبومات مطربى ومطربات السودان. وهو ما أثبت فاعلية دور الساعات القليلة لبرامج “الركن” على العكس من حالة التوهان التى فرضت نفسها على أذاعة وادى النيل التى أقيمت على أنقاضها.
وما لم يتم الانتباه له ان إذاعة وادى النيل لتى تأسست .وأستمرت خاضعة لتقلبات المزاج السياسى للحكومات المتوالية بمصر والسودان.لم تقصر فى حق سودانيو مصر فقط.بل ظلمت النوبيون وأبداعهم الذى لم يقدم إلا من خلال برنامج “من وحى الجنوب ” فى “الركن”. فعبره قدم أول مسلسل نوبى عن الرواية النوبية الاولى والاشهر”الشمندورة” للمبدع محمد خليل قاسم.كما أتيحت الفرصة لأصوات مطربين مثل عبد الله باطا،صالح ولولية،سيدجاير،سيد جمال ،ومبدعون بقامة محى الدين شريف واحمد منيب وحمزة علاء الدين وحسين جاسر وإبراهيم شعراوى وغيرهم.
ولا يفوتنى هنا الإشارة للحفلات المشتركة التى كان يتبناها “الركن” لنجوم الاغنية بمصر والسودان بالمناسبات المختلفة فى القاهرة والخرطوم. ومنها ما كان يشارك بها محمد رشدى والعزبى وشريفة فاضل الى جانب نجوم الاغنية السودانية عبد العزيز المبارك وجيلان الواثق وصلاح مصطفى وكمال ترباس الذى هاجمه الشيخ المتشدد “كشك” بأحدى خطبه.
ما ذكرته عن دور “ركن السودان” ويعلمه ويشعر به الكثيرين غيرى يقودنا للسؤال الصعب هل القائمين على بديلتها “إذاعة وادى النيل” .ومسئولى الاعلام بالبلدين على وعى فعلا بمدى أهمية وجود تفاعل ثقافى اعلامى مشترك؟! .ودور هذا فى ان تكون مصر والسودان”حتة واحدة” ولا هنفضل نضحك على بعض بشعارات العلاقات الازلية والتكامل اللى مش جايبة همها؟
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا