انا أحب عزمى مجاهد .. هذه حقيقة قد يستغرب لها البعض ، فكيف أحب رجلًا حريصًا أشد الحرص على معاداة الجميع ولا يتردد لحظةً عن مهاجمة وسب أى شخص مخالف لرأيه ويوزع الاتهامات بالخيانة والعمالة على الجميع بكل أريحية .. ولكن ليس عزمى مجاهد هذا الذى أحبه ولكنى أحب عزمى مجاهد الرياضى شديد التميز والمتفوق جدًا فهو أحد أمهر من أنجبت مصر فى لعبة الكرة الطائرة ، فانا أحب عزمى مجاهد أفضل لاعب فى أفريقيا عام 1974 وأفضل لاعب فى مصر عام 1976 والذى اختير ضمن أفضل 10 لاعبين فى بطولة العالم عام 1975 وكان ضمن أفضل 10 رياضيين فى مصر عام فى عام 1978 وتم اختياره كأفضل مدرب للكرة الطائرة فى الوطن العربى فى عام 1984 ودرب نادى الزمالك من 1983 وحتى عام 1995 ومنتخب مصر من 1987 وحتى 1995 وحاز على أربعة أوسمة من رئاسة الجمهورية من الطبقة الرابعة وحتى الأولى لتحقيقه 6 ألقاب أفريقية كمدرب مع منتخب مصر و8 ألقاب ما بين أفريقية وعربية مع نادى الزمالك بخلاف العديد من الألقاب المحلية ، هذا رياضى ناجح بلا شك ويمتلك تاريخًا مشرفًا يشهد له بالتميز ويستحق أن يفخر به ولهذا أحبه.
وحتى عندما ترك عالم الكرة الطائرة كلاعب ومدرب واتجه الى الإدارة على مدار 9 سنوات من عام 1996 وحتى 2005 كان فيها عضوًا لمجلس إدارة نادى الزمالك وسكرتيرًا عامًا للنادى وربما لم أحبه خلالها ولكنى أيضا لم أكرهه فهو لم يأخد مقعدًا لا يستحقه ، فقد ترشح لانتخابات والجمعية العمومية هى التى اختارته ليمثلها وهو بالفعل ابن للنادى ، وسواءً أجاد او أخفق فى مهمته تلك ، فهذا لا يعيبه ولا ينتقص من قدره شيئًا لأنه عملٌ تطوّعى فى النهاية وبانتخاب حر من الناس ، هذا بخلاف أنه كان فى منصب يهتم فيه بشئون ناديه فقط – وإن كان ذو شعبية جارفة – ولا يجلس على مقعد يتكلم فيه عن أمور تخص مصر كلها مثلما يفعل الآن . عزمى مجاهد الآخر الذى لا أحبه على الإطلاق ، والذى اخترت عينة بسيطة جدًا من بعض تصريحاته المؤسفة لنرى معًا مدى التدنى فى اللغة والثقافة والفكر لرجلٍ يجلس على مقعد الإعلامى ويقدم برنامجًا يُفترض فيه أن يقوم بتوعية الناس ..
يقول عزمى مجاهد .. ( يا جماعة ماتدوش الواد ده أكتر من حجمه ده عيل لامؤاخذة ومايسواش حاجة وشاذ ) متحدثًا عن الفنان عمرو واكد
( لا أعترف ب 25 يناير لأنها كانت مؤامرة و30 يونيو ثورة شعب بأهداف سامية )
( انتبهوا قطر تُموِل 25 مسلسلاً لإفساد الشباب وتمول شراء المخدرات لمصر )
( المخدرات فى مصر هى الأرخص فى العالم وزاد انتشارها مع الدعارة فى عهد الإخوان )
( انا عارف انى هموت مقتول بسبب الهجوم على الخونة والمنتفعين ولكن كله يهون فى حب مصر )
( اللى هينزل بكرة هياخد على قفاه ومش فاضيين للعب العيال ده ) محذرًا متظاهرى 15 ابريل الماضى قبل المظاهرات بيوم واحد
وقال عنهم أيضا ( العيال السرسجية على فيس بوك وأهل الشر بيحرضوا على التظاهر ودلوقتى بقى دور الشعب للتصدى للفئران دى عشان يدخلهم تانى للجحور ) .. تحريض بشكل علنى !
( الجيش أشرف منك يا عم احمد ولولاه كنا ضعنا ) يقصد الفنان أحمد حلمى
( هذه العاهرة تقول ألف يوم على اختطاف رئيس مصر تقصد الجاسوس مرسى .. لأنها عايشة برا بس الأشكال دى فى منها كتير هنا ) متحدثًا عن الإعلامية السابقة بالتليفزيون المصرى آيات عرابى
( ريجينى كان جاسوس بيعمل لحساب المخابرات البريطانية وتبع هنرى كيسنجر ) ..
يكفى هذا ولا داعى للمزيد لكى ندرك أننا أمام رجل لا يحمل حتى الحد الأدنى من اللباقة فى التحدث ولا يجيد استخدام مفردات بها شىء من الرُقى ليعرض بها أفكاره او وجهة نظره وهو أقل ما يجب توافره فى أى إعلامى يجلس على مقعد يخاطب من خلاله المجتمع ولن أتكلم عن مستوى الوعى الذى يملكه او طبيعة ومضمون الرسالة الإعلامية التى يقدمها.
ثم ان السؤال الأهم الآن لماذا الإعلام فى مصر – وخصوصًا المرئى – مُستباح إلى هذه الدرجة ؟ لماذا أصبح بإمكان أى أحد بقليل من العلاقات الشخصية أن يتحول إلى إعلامي وصاحب برنامج فى لحظة ؟ وما هى مؤهلات عزمى مجاهد تحديدًا وطبيعة دراسته او خبراته السابقة التى تؤهله لكى يصبح مذيعًا يقدم برنامجًا يوميًا ( الملف ) على شاشة قناة فضائية ( العاصمة ) حتى وإن كانت مجهولةً بعض الشىء ؟ أعلم أن هناك آخرين مثل عزمى مجاهد ولكنه أكثرهم ضجيجًا الآن ومع كامل احترامى لشخصه ولتاريخه الرياضى المُشرف ، فأنا لا أراه كافيًا أبدًا كمبرر لتقَبُّل وجوده مذيعًا وإعلاميًا ومقدمًا للبرامج .. أما الأمر المضحك والمبكى فى نفس الوقت أن الكابتن عزمى مجاهد يعمل أيضا مديرًا لإدارة الإعلام بالاتحاد المصرى لكرة القدم وهو ليس له علاقة لا بالإعلام ولا بكرة القدم ولكنها مصر التى لا تخلو من العجائب ..
.