رغم اننا نعيش فى القرن الحادى والعشرون حيث ثورة تكنولوجية فى مجال الاتصالات والسماوات المفتوحة والفضائيات وانتشار التليفونات المحمولة والتابليت والان الفابليت؛ إلا اننا نعيش فى أزمة تواصل فعلية!
نعم؛ تلك هى الحقيقة … توافر ادوات الاتصال لا يؤدى بالضرورة الى حل أزمة التواصل بين المواطنين والمسئولين فى مصر عامة وفى الاسكندرية على وجهة الخصوص.
التكنولوجيا لا تؤدى الى تطور وتنمية حقيقيين الا باستخدامهمها استخداما واعيا يواكب التطور العالمى والا تؤدى الى نتائج عكسية.
أزمة التواصل بين المسئولين والمواطنين بالاسكندرية متدهورة جدا؛ لم تتقدم مدينة الاسكندرية خطوة واحدة الى الامام منذ فترة طويلة على مستوى الخدمات او المرافق او حتى الشكل الجمالى للمدينة فنصحو صباحا لنجد تمثالا قد أختفى من على قاعدته وسط حديقة عامة مفتوحة ولا أحد يدرى اين ذهب! وكل عام نعانى من مشكلة الصرف الصحى ونفاجأ بحلول – عرجاء – إن جاز لنا التعبير!
خطة الصيانة السنوية غير معلنة ولا يعرف بها المواطنون ومازلت العمارات المخالفة تبنى؛ ناهيك عن التصريحات المتضاربة للمسئولين بالمدينة حول أزمة الحديقة الدولية والتى لم يعلن هل تم تسديد الايجارات الخاصة بها لخزينة المحافظة ام لا!
استيقظ السكندريون ليكتشفوا ان الترام التاريخى المعروف بخطيه الازرق للرمل والاصفر لمحرم بك ليجدوا تراما رماديا وأخر أخضرا! لم نجد تفسيرا سوى بعد ان تسأل المواطنين عن ماهية تلك الالوان الجديدة التى تقضى على تاريخ الترام بالمدينة كجزء من النسق الحضارى المعروف عن الاسكندرية… أكتشف المواطنيون انها ترام من فئة التذكرة بجنيه!
أيضا مع هدم ميدان محطة الرمل التى أشتهرت به المدينة؛ فجع ابناء الاسكندرية نظرا لسابق بناء نقطة شرطة فى وسط الميدان قبل نقله الى داخل السنترال والمحاولات الاخرى لازالة بائعى الكتب أحد العلامات الثقافية للمدينة حتى قام المهندس صلاح هريدى بتوضيح الموقف ووضع التصميمات المقترحة للميدان على صفحته الشخصية بالفيسبوك وتداولها الناس!
نرشح لك : 10 معلومات عن الدورة الرابعة من منتدى الإسكندرية للإعلام
مؤخرا؛ أعلن محافظ الاسكندرية مهندس محمد عبد الظاهر، عن التجهيز لطرح أرض كوته لبناء برج فندقى على شكل فنار الاسكندرية القديم – وهو بالمناسبة ليس بالمشروع الجديد وكانت الفكرة قد طرحت عدة مرات من قبل ولم تنفذ – . المستفز هو باقى التصريح بان البرج المزعوم سيفوق برج خليفة! هوس تصدير فكرة الاكبر والاطول والاول والاضخم مسيطرة بشكل غريب دون النظر الى ماهية المدينة واذا ما كانت بنيتها التحتيه – والتى تحتاج الى إعادة بناء – ستتحمل المبنى ام لا.
أعتقد انه من الاولى ان تتم المحافظة على البنايات القديمة بالمدينة والفلل التى تهدم تحت مرئى ومسمع من المسئولين – وكله بالقانون – وتمحو معها تاريخ المدينة! الاسكندرية مدينة بها من من المزارات السياحية والاماكن التاريخية والبنايات والفلل والشوارع التى لو تمت عملية صيانة محترمة لها لعاد الوجه الحضارى للمدينة. نفكر فى بناء برج يضاهى برج خليفة والسادة المسئولين لا ينظرون لما يحدث فى قصر السلاملك بالمنتزة ولا يستطيعون حتى ايجاد مستأجر للسرايا بستانلى رغم موقعها المبهر!
أزمة الاتصال عميقة وفقه اولويات العمل غائبه ومعا يشكلان ظلالا سوداء على علاقة المواطنين بالمسئولين بمدينة الاسكندرية.