فاتن الوكيل
في حلقة مختلفة من برنامج الفنان محمد صبحي، “مفيش مشكلة خالص”، ناقش خلالها قضية ذوي القدرات الخاصة، واستضاف نماذج منهم، بدا موضوع الحلقة عند الإعلان عنه “عادي ومكرر”، لكن الحلقة بالفعل كانت جاذبة ومليئة بالمشاعر الإيجابية.
البرنامج المذاع على قناة CBC، تحول عنوانه إلى شعار رفعه ذوو القدرات الخاصة، الذين أكدوا بخفة ظل طوال الحلقة أنه بالرغم من الظروف الاجتماعية الصعبة التي مروا بها، إلا أن “مفيش مشكلة خالص”، وهو ما أكد عليه الفنان محمد صبحي.
العديد من الأسر تحدثت عن حالات أبنائهم من ذوي القدرات الفائقة، وإذا كان هناك تصور لدى البعض بأن كل ذوي القدرات وأسرهم يعيشون أوضاع واحدة، أو تجربة “صعبة” من وجهة نظر باقي المجتمع، فإن هذا التصور خاطئ تماما، لأن لكل أسرة تجربة خاصة جدا، ومشاعر مختلفة، وتحديات أكثر اختلافا.
ما يميز الحلقة أيضًا، انها ابتعدت عن الرتابة في تناول الأمر، ولم تكن مجرد أسئلة وإجابات، وما يحسب لصبحي، وللبرنامج، هو ظهور أصحاب القدرات الخاصة، بصورة متألقة جدًا، ولم يكونوا مصدر شفقة للجمهور، بل محل إعجاب وأمل.
التنوع في الفقرات كانت ميزة جيدة للحلقة، فبين الغناء، والشعر، والتمثيل، نجد ان صبحي حقق حلم أحد ذوي القدرات الفائقة، وهو أحمد شمس الدين، الذي اتصل بصبحي خلال استضافته مع الإعلامية لميس الحديدي، في حلقة سابقة، من برنامج “هنا العاصمة”، وأكد أن رغبته هي التمثيل الذي رُفض فيه، بدعوى عدم تناسق حركات جسمه، وأنه يتمنى التمثيل أمام صبحي، لنجد مسرحية تُقدم في الحلقة بعنوان “البطل”، ويشارك شمس في بطولتها مع صبحي، حيث قدم بالفعل أداءً متميزًا وممتعا وكوميديا أيضًا في التمثيل، وإتقان لدوره الذي حفظه وتدرب عليه.
الفقرة التالية في البرنامج، كانت “مباراة” تمت على مسرح البرنامج، بين صبحي وإبراهيم حمدته، الذي لفت الأنظار في بطولة العالم لكرة الطاولة في اليابان، متمكنا من هزيمة صبحي في المباراة التي لعبا فيها “بجد مش تمثيل”، والمميز في الفقرة أنها جمعت شخصية أخرى من ذوي القدرات الفائقة، – كما فضل صبحي تسميتهم طوال الحلقة-، وهي رضوى حسن، مذيعة الراديو 9090 ، ومقدمة برنامج “يلا بينا”، التي قدمت المباراة.
وما يؤكد على من سيشاهد الحلقة، لن يشعر بأي شفقة على ضيوفها، هو حديث صبحي نفسه، الذي قال : “الحلقة النهاردة مبهجة مفيهاش شفقة ولا صعبانيات.. إحنا بنتعلم منهم في الحياة مش العكس لو مشيت على رجل واحدة ابقى قادر مبقاش معاق”.
ربما كان عرض تقريرا عن نيكولاس فوجيسيك، الرجل الاسترالي الذي ولد بدون يدان او قدمان والذي استطاع تحقيق العديد من النجاحات على المستوي الشخصي والدراسي، أمرًا مكررًا ، لكنه بدا مناسبًا جدًا للحلقة، وعلق صبحي على قصته قائلا :” جاتنا خيبة “.
الفقرة الأخيرة من البرنامج كانت مكثفة، حتى أن بعض المواهب كانت تعمل، في الوقت الذي يقدم غيرهم فقرة أخرى على المسرح، ففي الوقت الذي كان يرسم فيه الفنان التشكيلي أحمد محمد، رموز التحدي من أصحاب القدرات الفائقة، مثل طه حسين وعمار الشريعي ، كان صبحي يشكر جامعة حلوان لعدم تعسفهم في قبول ذوي القدرات الخاصة.
لفتة أخرى تستحق الإشادة، وهي تنويه صبحي، بأن جميع الألحان التي استخدمت في الحلقة، هي من تأليف الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وهو أمر ذكي من فريق البرنامج، بالإضافة إلى ترشيح كتاين للجمهور، كعادة البرنامج، وكانا في هذه الحلقة الخاصة، يتحدثان بالطبع عن ذوي القدرات الفائقة، وهما “حازم والقلوب الخضراء”، و”عيون زرقاء”.
واستمرارا لتكثيف فقرات الحلقة، قدم صبحي الخطاط أحمد حكيم، الذي حكى عن الحادث الذي وقع له في عمر السبع سنوات، وأفقده ذراعيه، مؤكدًا أنه كان “شقي جدا جدا”، كما كشف صبحي، عن معرفة شخصية به، عندما كتب أفيش إحدى مسرحياته التي مثلها في الإسكندرية، عام 1980، مؤكدًا أنه انبهر بعمله وقتها، وخلال كتابة حكيم لإحدى الجمل، كانت ندى شريف منسي، تؤدي أغنية بصوتها الجميل، تؤكد فيها على أن فقدانها للبصر لم يمنعها عن امتلاك البصيرة، لتنتهي الحلقة بـ”سيلفي” جمع الحضور في القاعة مع اللافتة التي كتبها الخطاط أحمد حكيم .. والتي جاء فيها “مفيش مشكلة خالص”.
شاهد الحلقة كاملة
.