نقلاً عن جريدة الفريق
السحر و الشعوذة أقتحما مجال الرياضة – خصوصا كرة القدم- عن طريق الفرق الأفريقية التي بدأت منذ منتصف القرن الماضي في الإعتماد علي الخرافات و الخزعبلات لضمان تحقيق الفوز خلال كل المباريات، بعدها انتقلت الظاهرة إلي دول أمريكا اللاتينية التي أضافت إليها معطيات أخري لتفرز لنا منتجا جديدا من السحر الأسود اطلقوا عليه أسم (الفودو).
سذاجة بعض الإداريين و اللاعبين جعلتهم يقعون فريسة سهلة داخل شباك هؤلاء الدجالين النصابين الذين ينقسمون إلي نوعين.. الأول يدعي قدرته علي استحضار الأرواح و تطويعها لصالح الطرف الذي يدفع أكثر، أما الثاني فيزعم كفائته في إرباك المنافس و سلب قوته عن طريق رش السوائل المستخرجة من النباتات و بقايا الحيوانات.
حكايات كثيرة و مواقف مثيرة حدثت داخل الملاعب المصرية و العالمية تؤكد اعتقاد أسماء شهيرة في تلك البدع التي لاتستند إلي حقائق علمية صريحة أو مفاهيم دينية صحيحة:
— عندما وصل منتخبنا القومي إلي النيجر لخوض لقاء أمام فريقها خلال تصفيات بطولة أفريقيا 2012 فوجيء بعدد من الأشخاص يلتفون حوله و هم يتمتون بكلمات مبهمة سببت توتر كبير لكل أفراد البعثة الذين كادوا أن يشتبكوا معهم لولا تدخل قوات الأمن..قبيل بداية المباراة نزل أحد المشعوذين إلي أرض الملعب و بصحبته معزة (مبروكة) قامت بالتبول داخل أحد المرميين!.
— التنافس الشديد بين عبد الواحد السيد و محمد عبد المنصف علي الإنفراد بحراسة العرين الأبيض دفع كلا منهما لإتهام الأخر باللجوء لمتخصصين في عمل العكوسات التي تلحق الأذي بالزميل و تمنعه من اللعب . حرب التصريحات المتبادلة بينهما أشتعلت بصورة علنية حين تجددت إصابة عبد الواحد بالرباط الصليبي و أنخفض مستوي عبد المنصف دون أسباب مفهومة.
— المستشار مرتضي منصور أظهر خلال مناسبات متنوعة اعتقاده الراسخ في تعرض فريقه لأعمال سفلية شريرة تهدف لعرقلة المسيرة …تحدث عن استعانة عصام الحضري بالعفريت جامايكا القادر علي منع الكرات من الدخول إلي الشباك، و حكي عن طارق العشري الذي يفوز بمساعدة الشيوخ، و أكد أن سبب مرض أيمن حفني يعود لتعويذة كتبها الخصوم و الحاسدون.
— نجم كروي معروف تولي منصبا حكوميا رفيعا لفترة قصيرة عاني خلالها من صعوبات بسبب الإعتراضات علي سياساته و قرارته التعسفية مما دفعه للذهاب إلي الشرقية لطلب العون من الشيخ صالح صاحب الكرامات الذي رتب له جلسة رقية شرعية و زوده بعدد من الأحجبة كي يبقي في وظيفته المرموقة، لكن قرار الإقالة صدر عقب تلك الزيارة الميمونة بأيام معدودة.
— إدارة نادي الوصل الإماراتي قامت منذ عدة سنوات بإذاعة تلاوات مسجلة لأيات القران الكريم طوال ثلاثة أيام متواصلة داخل الإستاد الرئيسي لتحصينه و طرد الشياطين منه بعد الإخفاقات المتتالية لفريق كرة القدم. الأقاويل التي ترددت وقتها أكدت أن أعضاء المجلس القديم وضعوا تحت المدرجات طلاسم سحرية تجلب النحس و سوء الطالع من أجل أحراج الإدارة الجديدة.
— ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب الديوك أثناء مونديال 2010 كان يستشير العرافين قبل أن يضع التشكيلة الرئيسية فضلا عن حرصه الشديد علي استبعاد اللاعبين من مواليد برج العقرب الذي يتسم أصحابه بصفة الكسل. هذه التصرفات الحمقاء أثرت علي وحدة الفريق فخرج من الدور الأول بفضيحة مدوية أقيل بعدها المدرب و تعرض لمسائلة رسمية في البرلمان .
— جون تيري قائد شيلسي و المنتخب الإنجليزي السابق اعترف بأنه كان يلتزم بعادات و طقوس معينة كي تقيه شر الإصابات، لذلك تعمد ارتداء نفس واقي الساق (الشنكار) لمدة تزيد عن عشر سنوات كاملة معتقدا أنه السبب الرئيسي في ظهوره بمستوي متميز، غير أنه قام بتغييره عقب الخسارة الدرامية أمام برشلونة خلال دوري أبطال أوربا عام 2009.
— قبل انطلاق المباراة النهائية في بطولة أمم أفريقيا عام 2002 بين مالي و ضيفتها الكاميرون، أتي توماس نكونو – حارس المرمي الأسطوري الذي كان يشغل وقتها منصب المدرب الإداري لمنتخب الأسود- بتصرفات غريبة لها علاقة بأعمال السحر، فأعتقلته فورا قوات الشرطة علي مرأي من كل وسائل الإعلام ، و هو الأمر الذي أدي لنشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين.
— وزير الشباب و الرياضة الإيفواري وعد عددا من المشعوذين المحليين بمكافأة مالية ضخمة إذا نجحوا في مساعدة الفريق الوطني علي التتويج بالكأس القارية المقامة بنيجيريا عام 92 ، و بالفعل فاز منتخب الفيلة باللقب بعد أن تغلب علي نظيره الغاني بضربات الجزاء، إلا أن الوزير تراجع عن وعده لهم فرفعوا دعوي قضائية ضده من أجل المطالبة بمستحقاتهم المفروضة.
— رئيس نادي باماكو المالي تعاقد مع أحد الدجالين لمعاونة فريقه علي الفوز بأحد اللقاءات المصيرية ، لكن النتيجة جاءت بصورة عكسية حيث خسر بهدف جاء بضربة رأسية فذهب الرجل لمعاتبة الدجال الذي برر فشله في المهمة بأنه كان يعتقد أن الأهداف تسجل بالأقدام فقط لذلك قام بتقييد أرجل لاعبي الخصم بالسحر و ترك رؤوسهم حرة علي أعتبار أنها لا تشكل خطرا !.
— النجم التوجولي إيمانويل إديبايور الذي احترف ضمن صفوف عديد من الأندية الإنجليزية صرح بأن إنخفاض مردوده الفني و البدني يعود بالأساس إلي (عمل أسود) عقدته والدته من أجل القضاء علي مستقبله المهني، علي خلفية المشاكل المادية القائمة بينهما، غير أن شقيقته رفضت هذه الإدعاءات و وجهت اللوم لأخيها الذي يبخل علي أمه بالمساعدة رغم ثرائه الفاحش.
الإتحاد الأفريقي أطلق نداءات متكررة تدعو للأبتعاد عن تلك الأفعال التي تسئ لسمعة القارة، في حين رفضت مؤسسة فيفا سن قوانين تجرمها بحجة وجودها ضمن نسيج الموروث الثقافي لشعوب كثيرة فضلا عن أنها لا تؤثر فعليا علي المنافسات بدليل تواضع نتائج كل الفرق التي تلعب بطريقة أشتاتا أشتوت .