بدون شك ما قامت به قوات الأمن مساء الأحد حين اقتحمت نقابة الصحفيين للقبض على زميلين يعد جريمة حقيقية وضد القانون، خصوصًا أن هناك مواد في قانون الصحافة المصري تمنع اقتحام المبنى العريق بوسط القاهرة لأنه رمز لحرية التعبير ورمز لأننا نعيش في دولة مدنية تحترم الصحافة وتحمي العاملين بها لا أن ترهبهم.
لكنني لاحظت عدة أشياء من متابعتي لوسائل التواصل الإجتماعي في الساعات الأخيرة وهى أن هناك الكثير من المصريين الرافضين للتضامن مع الصحفيين، بل وصل الأمر إلى أن بعضهم أطلق هاشتاجات تطالب بحبس الصحفيين بسبب ما يقول الناس أنه فبركة، وهنا يوجد جهل لدى البعض بطبيعة الصحافة، فحين نقول لا لحبس الصحفيين ليس المقصود الأشخاص ولكن المقصود هو المهنة نفسها، لا يجب أن يشعر الصحفي إنه مهدد حتى يكتب بكل حرية عن مشاكل المجتمع خصوصًا ما يتعلق بقضايا الفساد.
عدم حبس الصحفيين هدفه أن تظل مهنة الصحافة قوية، حيادية، حرة، وهذا ما يحدث في أغلب دول العالم التي تحترم حرية التعبير، ولذلك كان هناك حراك دائم في مصر يرفض حبس الصحفيين.
في المقابل هناك قضية مهمة وهي أن الكثير من المصريين أصبحوا لا يثقون في الصحافة، ويعتبرون العاملين بها مجموعة من مروجي الشائعات والأكاذيب.. لا يتحققون من معلوماتهم وينشرون للناس خزعبلات وأخبار غير حقيقية، وهذه قضية مهمة يجب أن نلتفت لها.
على نقابة الصحفيين بعد أن تنتهي من أزمتها مع الداخلية أن تقوم بثورة حقيقية للتأكد من مستوى أعضائها، يجب أن يكون جميعهم مؤهلين للعمل كصحفيين، يحترمون المواثيق الدولية الخاصة بالشرف والأمانة الصحفية، يجب أن تتيح النقابة فرص لإعادة تأهيل أعضاها وجعلهم أقوياء قادرين على كسب ثقة الجمهور المصري مرة أخرى. أن تصل العلاقة بين الصحفي والمواطن لعدم ثقة فهذه كارثة حقيقية، فالصحافة في الأساس وجدت من أجل الناس.. ويجب أن يثق فيها المواطنين ويشعرون أنها تعبر عنهم فعلًا. رسالة إلى كل الزملاء الصحفيين.. إعادة ثقة المواطن المصري لوسائل إعلامه هي مهمتنا الحقيقية التي يجب أن نعمل من أجلها جميعًا حتى لا يتكرر أن نجد بعض الناس تطلق هاشتاج “نعم لحبس الصحفيين”. دعونا نحترم الناس ونقدم لهم محتوى يستحق اهتمامهم.
وفي النهاية أوجه رسالة للمواطن المصري.. وأنقلها عن الأستاذ والزميل الصحفي محمد الباز: الجماعة اللى قاعدين يهاجموا الصحافة عمال على بطال… وبيسخروا منها ومن دورها …. لما بيتعرض واحد منهم لظلم بيجرى على الصحافة عشان تنصره وتقف معاه…. لا نطالبكم بانصاف… نريد منكم بعض العقل… لو هزمت الصحافة فلا أمان لأحد ولا بقاء لشئ … أى شئ