رائد عزاز يكتب: بكلمة يعزل و يولي!

نقلا عن جريدة المقال

المستشار مرتضى منصور قام بخطوة محمودة مساء الخميس الماضي حين وجه لرموز الزمالك والرياضة المصرية دعوة كريمة على العشاء من أجل تصفية الخلافات وتقريب وجهات النظر، غير أنه عاجلنا في اليوم التالي بإصدار فرمان يقضي بإقالة المساعدين الأجانب للمدير الفني وتعيين جمال عبد الحميد ومحمد حلمي بدلا منهما مع إحداث تعديلات جوهرية في مناصب باقي أفراد الجهاز التدريبي الذين رضوا بالأمر صاغرين حفاظا على لقمة العيش!

جميعنا يعلم أن الهدف الرئيسي من هذه القرارات الصادمة هو إجبار ماكليش على الاستقالة والرحيل دون الحصول على قيمة الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد، لكن الخواجة الأسكتلندي فاجأنا بقبول التغييرات الفجائية التي تمثل إهانه حقيقية لكرامته المهنية مما يؤكد أنه مجرد (أرزقي فاشل) لا يستحق الاستمرار في قيادة الكتيبة الزملكاوية.

جماهير الفارس الأبيض حائرون.. يفكرون.. يتسائلون في جنون: المدرب القادم من يكون؟ الإجابة يمتلكها وحده رئيس النادي الذي يرغب في استقدام شخصية تدريبية أسطورية لا تخسر أي مباراة محلية أو قارية، وتلتزم بإشراك كل الصفقات بصورة دورية لتفادي ملاحظات الرقابة الإدارية، والأهم من ذلك أن تكون من عشاق الموسيقى العربية والملاحم الغنائية التي يأتي على رأسها مقطوعة: سيدي منصور يا بابا والله عليك يا بابا.

تعالوا لنستعرض معًا أسماء الإدارة الفنية الجديدة التي قد تحمل لقب (سابقة) خلال الأيام القليلة القادمة:

إسماعيل يوسف: الرجل المطيع الذي يقبل بأي منصب دون اعتراض أو مناقشة، تم تعيينه رئيسًا لجهاز الكرة ومتحدثًا رسميًا مع السماح له بالجلوس على دكة البدلاء لإبداء الملاحظات ومراقبة التحركات! مؤخرا طالته اتهامات بنقل الأخبار و الأسرار لسيادة المستشار الذي نفى ذلك رغم وجود علامات تشير إلى صحة ما يقال.

جمال عبد الحميد: خبراته الميدانية تتركز في مجال التدريب فقط و مع ذلك اختاروه لتولي مهمة مدير الكرة التي تقتصر على تنظيم الشئون الإدارية، لكن النجم الكبير صرح بأنه سيتدخل حتما في وضع التشكيل، ثم أضاف قائلا: “ماكليش فشل في صناعة قوام ثابت للفريق ولم تكن لديه القدرة على اختيار العناصر المناسبة!”.

محمد صلاح: حافظ على موقعه كمدرب عام يكتفي بسماع توجيهات المدير الفني و تنفيذ أوامره خلال التدريبات دون أن يكون له رأي مؤثر في النواحي الخططية و التكتيكية.. لماذا يقبل بهذا الوضع الذي يسيء كثيرا لاسمه ومكانته بين أقرانه وتلاميذه؟ ليته يترك الجمل بما حمل ويعود مجددا للعمل في استوديوهات التحليل.

محمد حلمي: معاناته من البطالة طوال فترة طويلة دفعته للتخلي عن طموحه في تقلد منصب الرجل الأول و الموافقة على لعب دور ثانوي لا يليق بإمكاناته و لا تاريخه. مسماه الرسمي هو مدرب عام لكن الواقع الفعلي يؤكد أن دوره سينحصر في الإشراف على مران المستبعدين والعمل على إعادة تأهيل اللاعبين المصابين.

عبد الحليم علي: احترنا و غلب حمارنا في تحديد اختصاصاته التي صارت ملتبسة و مرتبكة له ولنا نتيجة التغيير الدائم لوظيفته داخل الجهاز المكتظ بكم هائل من الخبراء و الفنيين. العندليب سيحكم على نفسه بالبقاء الأبدي داخل دائرة الظل إذا أصر على العيش في عباءة رئيس القلعة البيضاء تحت دعوى الولاء والانتماء.

أيمن طاهر: الوحيد الذي يستحق عن جدارة الاستمرار في مكانه بعد أن نجح في الارتقاء بقدرات الشناوي وجنش حتى وصلا لمستوى مبهر يستحق الإشادة. براعته في التعامل النفسي جعلت كلا منهما يتناسى مشاكل الغيرة المعتادة ويركز على المنافسة الشريفة مع زميله من أجل نيل شرف حراسة العرين الزملكاوي.

سيضاف إلى هذه المجموعة المختارة أخصائي أحمال بدنية برازيلي الجنسية ليصبح بذلك عدد أفراد الفريق الفني ثمانية، ومن المنتظر أن يتم الاستعانة بثلاثة أخرين حتى تكتمل منظومة: مدرب لكل لاعب!.

مرتضى منصور يعيش حالة من التجلي.. بكلمة يعزل ويولي. وفي لحظة يأخذ ما يخلي. مدرب أجنبي أو محلي!