لا تعادي صحفيا لأنه سيشتمك و لن تستطيع أن تفعل له شيئا.. بيل كلينتون
الرسالة الأولى.. سيادة الرئيس
سيادة الرئيس.. أرجوك، لا أفهم حتى الآن سر صمتك، لا يخفى عليك أن من داخل نظامك من يسعى لإحراجك والوقيعة بينك وبين من يؤيدوك، يسعى لتضييق الخناق عليهم حتى يخرجوا من تأييدك رغما عنهم، توقعت أن تتحرك على أقصى حد صباح اليوم متخذا قرارات حاسمة تسكب الماء فوق النار وتطفئ الفتنة، إذا كان هناك من صور لك أن هيبة الدولة ستهتز إذا استجبت لمطالب الصحفيين، فثق سيادة الرئيس أنهم من يهزون صورة الدولة باصرارهم وعنادهم على المواجهة، على سكب البنزين على الحمم المتلهبة.
ما حدث إهانة للحرية في مصر كلها، نربأ أن يذكرك التاريخ كمن سمح بها تمر مرور الكرام، بالمناسبة يا سيادة الرئيس، فاللواء مجدي عبد الغفار لا يمكن حسبان اقالته خساره، صدقني فخطاياه أكثر بكثير مما يرى البعض أنها مزايا، خطايا دولة الداخلية عادت لتكون بقعة عصية على ثوب النظام.
سيادة الرئيس، إلا ترى أن الأزمة لن يكون لها رابح، سيخسر النظام كثيرا إذا ما عادى الجماعة الصحفية، لا تستمع يا سيادة الرئيس لمن يركنون على الوقت لتجاوز الأزمة، التاريخ لن يرحم، أحيانا قشة تقصم ظهر بعير اعتاد على التحمل.
سيادة الرئيس، محبوك ومؤيدوك اليوم في موقف لم يتخيلوا يوما أن ينساقوا إليه، أرجوك قبل ان يصبح تأييدك حمل ثقيل نحاسب عليه، أرجوك أنظر لمن يريدون أن نصل لمرحلة نشتكي فيها من سوء إدارة الفساد، ليس من ادارة الفساد نفسه، مرحلة الترحم على الفاسدين المحنكين، بعدما رأينا الفاسدين المبتدئين.
سيادة الرئيس.. لا تعادينا، لا تنفر منا، لا تبتعد عنا، ولا تظن أننا سنسير في الركب دون أن ننتقد ونرحب ونهاجم ونسوق، متابعة بسيطة لخطاباتك من أول يوم نرى فيها رسائل خاصة وموجهة للصحفيين والاعلاميين، سيادة الرئيس نحن من كنا وقودا لثورتين سابقتين، نحن من مهدنا الأرض ليناير ويوننيو، كنا معك في نفس الخندق.
أخيرا، سيادة الرئيس، أرجوك لا تنتظر أكثر، الجمعية العمومية إذا عقدت – لا قدر الله – ولم يكن قرارك قد نفذ لن يكون هناك رابح.
الرسالة الثانية.. سيدي المواطن
جزء من الحملة السلبية المستعرة لتبرير تصرف الداخلية هو العمل على حمل الشعب على الصحفيين وتصويرهم في اطار من اصابهم الغرور، اصوات بغيضة تردد ليل نهار ” مفيش على راسكم ريشة ” وكأنها استفزاز للناس حتى يتعاملوا بسلبية وعدائية مع الأزمة الخاصة بالصحفيين.. سيدي المواطن، أيوه إحنا على راسنا ريشة!!
اسمعني بهدوء، فكثيرا ما سمعتني وسمعت لغيري عندما كان الكلام على هواك، الريش أنواع سيادة المواطن، هناك ريش طاووس وريش عصافير وريش دجاج، الريشة التي نحملها لا تعطينا امتيازات مالية ولا معاملة خاصة في المصالح الحكومية، ريشة فيها مداد الحرية، ريشة دفعنا ثمنها فقط من أجلك، من أجل حقك في المعرفة، من أجل اضاءة شمعة أمامك ترى من خلالها الطريق الذي ستسير عليه، سيدي المواطن أنت المستفيد الأول من هذه الريشة لو كنت عن ذلك غافل، الريشة هي حقي في المعرفة وتداول المعلومات واذاعتها والكشف عن الفساد ونقد الخطأ ومواجهة الظلم واشاعة الحق وتوصيل صوت المظلوم وتسليط الضوء على المفسدون والمخطئون والخطائون ممن وضعوا في غير محلهم.
سيدي المواطن، لماذا كنا دائما عرضة لكل الأنظمة والحكام؟ 75 سنة لم يتركنا حاكم دون سعي لكسبنا وقصف أقلامنا.. فكر فيمن عرفت منه كل ما يدور حولك، فكر فيمن دفع الكثير حتى يعطيك معلومة، فكر جيدا لتكتشف من ساعدك على التفكير.. بعدها كلمني على الريشة.
الرسالة الثالثة.. زميلي الصحفي
أعتقد أنه حان الوقت لتنقية جداول النقابة ممن انتسبوا للمهنة بدون وجه حق، ممن لا يربطهم بالمهنة إلا بدل النقابة، بمن لا يراعون أي أداب للمهنة وحولوها لمهنة رخيصة، كما حان الوقت لوضع تشريعات تضمن عدم ممارسة المهنة من قبل من لا ينتمون لها، حان الوقت لوضع ميثاق شرف نلتزم به، حان الوقت لنقرر أمورنا قبل أن يأتي من يقررها..
سيدي النقيب، حان الوقت لتقدم استقالتك، لقد دخلت التاريخ من أسوأ ابوابه، وفرصتك الوحيدة الآن أن تستقيل إذا لم يتم الاستجابة لمطلبك باقالة وزير الداخلية، وقتها يمكن أن تخرج من تلك البوابة.. و التاريخ..