جوزيت أبي تامر: «وزارة الإعلام البديل» لكشف الأخبار «غير المطابقة»

يلعب حرمون حميّة ومحمود غزيل دور سكرتير تحرير «افتراضي» يترصّد كل الأخطاء والهفوات التي ترتكبها المواقع الإلكترونية الإخبارية، الصحف، التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي. عدّة العمل لهذه المهمّة صفحة على «فايسبوك» لا يتعدى عمرها الشهر، تحمل اسم «وزارة الإعلام البديل»، ولها حوالي ألف ومئة متابع.

تتراوح الأخطاء المرصودة بين الهفوات الطباعية والأخطاء الجسيمة كتلفيق الأخبار أو نسب صور إلى أخبار لا تمتّ لها بصلة، ومن بينها صورة لكاهن روسي قيل انه يرش الماء المقدس على مخدمات البنك المركزي كمحاولة لإيقاف هبوط العملة الروسية. الصورة المذكورة تعود فعلياً إلى كاهن يرشّ الماء المقدس لكن في افتتاح مكاتب شركة «رابيدا» لخدمات الدفع الالكتروني العام 2001، كجزء من التقاليد لدى الطوائف المسيحية.

خبر آخر قدّمته معظم وسائل الإعلام على أنه حقيقة مسلّم بها وجنّدت له التقارير المصورة والبثّ المباشر، وهو حلول شجرة جبيل الميلادية في المرتبة الثانية عالمياً، بين أشجار الزينة في عدد من المدن والعواصم حول العالم. وقعت في الخطأ مؤسسات إعلاميّة عدّة، بدءاً من موقع قناة «أم تي في»، إلى صحيفة «المستقبل»، وقناة «الجديد» في تقرير إخباري، وحتى «السفير» على موقعها الالكتروني. لم يسلم أحد من «العدوى الجبيلية» والخبر الملفّق عن كون زينة مدينة جبيل، اختيرت، بين الأجمل في العالم. «وزارة الإعلام البديل» نشرت لمتابعيها المصدر الأساسي للخبر وهو موقع مجلة «وول ستريت جورنال» حيث نجد أن صورة شجرة جبيل الميلادية وردت ضمن مجموعة من الصور تحت عنوان «أشجار الميلاد حول العالم». مصدر الخبر الأساسي لم يأت على ذكر الأجمل أو الأفضل بل عرض صوراً بتراتبيّة عشوائية من عدة مدنٍ حول العالم، لكنّ وسائل الإعلام المحلية أرادتها انتصاراً وطنياً ولا نعلم إلى أي حدّ يمكن أن تتأجج مشاعر الفخر فنرى في المستقبل صورة الشجرة على أحد الطوابع أو على العملة الورقية من فئة المئة ألف ليرة.

أخطاء أخرى كثيرة تكشفها صفحة «وزارة الإعلام البديل»، إذ عرضت قبل يومين، خبراً متداولاً على المواقع الالكترونية «يبشّر» بحدوث ظاهرة انعدام جاذبية في الرابع من كانون الثاني المقبل، وأبرزت الصفحة مصدراً ينفي إمكان حدوث هذه الظاهرة علميًا ويؤكد أن الأمر مجرد دعابة… بالرغم من تداول الشائعة على أكثر من موقع.

في حديث مع «السفير» يروي حرمون حميّة، أحد المؤسسين، أن رصد الأخطاء بدأ على صفحته الخاصة وصفحة زميله محمود غزيل على «فايسبوك»، ثمّ قررا توحيد الجهود على صفحة عامة تعرض الأخطاء بشكل ساخر وتوثّقها لتنمية الحسّ النقدي لدى القارئ فكانت صفحة «وزارة الإعلام البديل».

بوادر نجاح الصفحة بدأت تظهر، حيث ان بعض المواقع الإلكترونية باتت تصحح الأخطاء أو تعتذر عنها والبعض الآخر يتهرب من التصويب عبر حذف الخبر. يعد مؤسسو الصفحة أن ينشروا بعد رأس السنة، الأساليب التي تتيح للقارئ التأكد من صحّة المعلومات أو الصور أو الفيديو بنفسه. كذلك سترفق الصفحة مع كلّ خبرٍ غير صحيح اسم محرر الخبر أو المسؤول عن الموقع أو الصفحة التي ورد فيها لتحميله المسؤولية. فالمشكلة الأساسية في المواقع الالكترونية بحسب حميّة هي غياب المتابعة من مسؤولي الصفحات ورؤساء التحرير، والاتكال على محرر يُفرض عليه نشر عددٍ من الأخبار وجذب أكبر نسبةٍ من القرّاء من دون التنبّه إلى النسخ الحرفي أو الأخطاء الجسيمة في الشكل والمضمون. يضيف حميّة: «لا نملك القدرة أن نغير المشهد الإعلامي برمّته لكن يبقى الهدف أن نمنع قدر المستطاع الأخطاء الفاضحة، كيلا تطمئن وسائل الإعلام أنّ بإمكانها تقديم أي مادة للجمهور من دون مساءلة».

نقلًا عن “السفير”

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيسبوك من هنا