لا أدري لماذا أشعر دائما بالبهجة و حس المغامرة حين أرتاد المسرح، يتملكني هذا الشعور أكثر من أي إحساس آخر.
و عندما أمعنت التفكير وجدت أن السبب هو الشعور بأنني جزء من العمل الفني و أنني أشارك فيه، و هي نفس حال الأطفال حين يدخلون جهاز المحاكاة أو (simulator) فالمتعة تكمن في الشعور أنهم جزء من العمل الفني، و هو احساس يختلف تماما عن مشاهدة مسرحية بالتلفزيون. يتضاعف هذا الشعور حين يكون العمل غنيا و ممتعا .. و قد كان .
لم يخذلني أبداً عرض( الشقة) بطولة محمد على رزق، ولاء الشريف، مروة عيد، محمد نصر، مصطفى عبد السلام، مجدى البحيرى، أحمد الرفاعى، رامى رمزى، مودى، محمد زكى وغيرهم من النجوم الشباب، تأليف محمد عز، إخراج محمد جبر.
استطاع فريق العمل تقديم عرض غني و مبهج ترفيهي بالأساس دون ابتذال أو اللجوء إلى استخدام إيحاءات جنسية بهدف ابتزاز ضحكات مفتعلة من الجمهور.
كل عناصر العمل تم استخدامها و توظيفها بشكل جيد جدا فكانت إضافة قيمة و دعائم لنجاح العمل منها الديكور و الماكياج و الملابس.
كنت قد أشدت سابقا بالمخرج محمد جبر في مسرحية “1980 و انت طالع” لأنه استطاع أن يقدم عرضا مسرحيا متكاملا بدون أي إمكانيات تذكر ، و ها هو اليوم يمتع المشاهدين بعرض أكثر متعة و ثراء و قدرة على توظيف الامكانيات الفنية.
محمد علي رزق في مرحلة نضوج و تطور فني هائلة و حضور ذكرني بالنجم محمود عبد العزيز من حيث الأداء السلس و الكوميديا المشبعة بالتلقائية و عدم الافتعال.
شخصية سليم بيه لمصطفى حسن عبد السلام .. أداء متميز و و راقي ليس غريبا على ابن الفنان المسرحي حسن عبد السلام، مصطفى له تمكن و قدرة على توظيف الحركة و الصوت بالإضافة إلى الملابس و الماكياج فأعطانا شخصية متقنة و مؤثرة و لها حضور قوي.
الشخصيات النسائية بالعرض لولاء الشريف، و مروة عيد و إيمان الشريف ذات حضور و تأثير رئيسي و ليس هامشي أو جانبي و هو ما يعد الجمهور بأن هناك أمل في جيل جديد من نجمات الكوميديا.
العرض عبارة عن مباراة في التمثيل المكسب فيها للجمهور سعيد الحظ بمشاهدة هذا العمل و لذلك تم مد وقت العرض لأسبوع آخر نظرا لتميز العمل و إشادة الجمهور به و خصوصا النجم محمود حميدة.
تحية لكل القائمين و المشاركين بهذا العمل, اتمنى أن نحظى بالكثير من الأعمال بمثل هذا المستوى الفني الرائع.