سماء جابر
أطلق المهندس والممثل محمد الشناوي، فيلمًا تسجيليًا، مدته حوالي 25 دقيقة بعنوان ( نحن – المصريين – نتعجل مقت الله و سخطه ) عبر مدونة ” شناويات ” يتناول فيه قصة عن فتاتين توأم ملتصق، وحاول الشناوي أن يؤكد على كيفية استيعاب المجتمع لأبنائه المختلفين و المساواة بينهم .
وأكد أيضًا على أن في مجتمعنا المسلم يوجد كثير منا لا يطبق من الإسلام سوى العبادات مثل الصلاة و الصوم، بينما المعاملات بين الناس عبارة عن كم مهمل، فيرى أننا شعب متدين ظاهريًا فقط، و لكن من الممكن أن ننال إعجاب الآخرين بنا و بإسلامنا و ذلك بتغيير سلوكنا السيء الملئ بالانحطاط و خراب الذمم و التلوث و العنصرية و يتحول إلى الالتزام بالأمانة و صدق الوعد و نشر العدل و رد المظالم .
كما يرى الشناوي أن يقف كل إنسان مع نفسه و يسأل نفسه سؤال: ماذا يريد منا الإسلام؟ و كيف نرفع أنفسنا به لا أن نسيء إليه؟
القصة عبارة عن فتاتين من إحدى ضواحي لندن، بدأت حكايتهما منذ أن كانتا في وضع الجنين حيث أنه في أثناء فترة حمل والدتهما ” بيتي هينزل ” لاحظ الأطباء أن حجم و طريقة حركة الجنين و دقات قلبه غير طبيعية، و كانت المفاجأة أثناء الولادة أن المولود توأم لكن توأم بشكل مختلف .
فتاتان في جسد واحد برأسين و قلبين و أربع رئات و ثلاثة أذرع و قدمين، و تم استئصال الذراع الثالث مابين الرأسين .
احتوت الأسرة المكونة من أب و أم و أخ و أخت، هي الفتاة التوأم ، وتعايشوا معها و آمنوا أن هذا قدر لا يمكن تغييره لكن يمكن التعايش معه .
كبرت الفتاتان التوأم المختلفتان عن باقي الفتيات، التف حولهما كثير من الأصدقاء، فكان لديهم القدرة على جذب انتباه الآخرين و أصبح لديهما اهتمامات رياضية و فنية كثيرة ومارسا حياتهما أيضًا بشكل طبيعي من حيث الخروج و الدراسة والرياضة و القيادة و كل مايخص الفتيات من تزيين و اختيار الملابس المفضلة و كل شيء .
السؤال هنا ماذا لو كانت هذه الفتاة التوأم النادرة موجودة في مصر؟ كيف كانت ستتم معاملتها ؟ هل كنا سنعاملها برفق أم بقسوة أم بشفقة ؟
كيف ستكون نظرتنا ونظرة المجتمع لها، في الأغلب كنا سنراها شيء غريب من المفترض البعد عنه و عدم الاختلاط به و هذا عكس ما يأمرنا به ديننا، و غالبًا سيكون مصير الفتاة التوأم مختلفًا بدلًا من فتاة تهتم بالرياضة و الموسيقى إلى فتاة لا تجد سوى من يدعو لها بالشفاء و الصبر على ماهي فيه من ابتلاء .