لا تتعجب العنوان فالمتن يحمل في طياته القصة كاملة ، في السنوات الخمس الاخيرة بدأت ظاهرة ( الفانز) تنتشر بشكل متسارع فاق سرعة انتشار الأورام الخبيثة، والفانز هم مجموعات شبابية لا تتجاوز أعمارهم 25 عام تعلن انتمائها لنجم أو نجمة ويصبح المساس بهم أقرب لتهمة الخيانة العظمى.
وربما كان فانز النجمة مي عزالدين، بعد النقد الذي تعرضت له على احدث جلسة تصوير لها ، أحد المتصدرين باندفاع غريب عن البرنسيسة كما يلقبونها، وهو اللقب الذي منحه لها الفنان تامر حسني سامحه الله في فيلم “عمر وسلمى” حين تعامل معها وكأنه وقع في عشق الأميرة ديانا سامحني الله على التشبيه، ومع أول تعليق للكاتب الصحفي سمير الفقيه الذي يمتد عمره بالمهنة ل ٣٥ عام (يعني كان لِسَّه فانز البرنسيسة في علم الغيب) وانتقاده لمظهر مي والذي بدت فيه أقرب للفنانة اللبنانية نيكول سابا (وَيَا بخته اللي يشبهها)، لينهال عليه وابل من قذائف (الكوميكس) تحمل أسوأ التشبيهات وأقذع الشتائم وانطلاقه حماسية في مهاجمته ان استغلت بشكل صائب لقضت على الاٍرهاب في منابعه وأتت بالقاضية لسعر الدولار .
وفي الوقت الذي انتفض فيه الصحفيين لكرامة نقابتهم انتفضوا فيه دفاعا عن والدهم الروحي في المهنة ، ليحملوا على الاعناق جزاء على فعلتهم مصلوبين بعد محاولتهم رد الاساءة عنه، وكنت وللأسف أحد ضحايا النكبة البرنسيسية بعد تطوعي لعمل صورة نيجاتيف لمي عزالدين ونشرها دون التطاول عليها (والحقيقة النيجاتيف بيجيب من الاخر)، لأجد السباب تنهال على شخصي وعلى أصدقائي المدافعين عنه وكأننا مسسنا الذات الإلهية ونواجه تهمة ازدراء الأديان .
وبعد يوم متواصل من الردح منقطع النظر من فانز مي عزالدين ، خرجت النجمة الشابة الجميلة بالوعد المصون في الساعات الأولى من الصباح لتؤيد بذاءات جمهورها الحبيب، أو ما أسمتهم بأسود مي عزالدين ولَك سيدي نص التأييد ( يا أغلى الناس عندي وأجمل فانز فالدنيا انتو بقيتو كتير قوي الحمد لله وأنا مش عارفة أوصل لمين ولا مين فيكو بسهولة فمقدرش أقولكم حاجة غير بطريقة أني أعمل بوست كده ) لتجدها تسترجع دور فرح في أين قلبي وهو أفضل أدوارها على الإطلاق وهي تكتب عباراتها الحارة لأسودها الشجعان .
إلا ان الصحفيين لم تهدأ دمائهم بعد وابل السباب الذي انهال عليهم ، متناول العرض والاخلاق والشرف والاهل ( وكله بالسكرين شوت متحوش) ، ليبدأ مجموعة منهم في التواصل مع مباحث الانترنت لرد تلك الاساءات الغير مبررة ، ومع تزايد الأزمة واستشعار شيكمارا بالخطر، قررت التراجع عن موقفها المتخاذل، وبدأت رحلة البحث عن عّم سمير لتعتذر منه شخصيا وتؤكد أنها لا تملك السيطرة على الفانز الخاص بها ، لتعود وتناقض حديثها وتؤكد أنها ستطلب منهم حذف الاساءات التي تعرض لها.
ربما مي عزالدين كمثيلات لها بالوسط الفني، يتبعن منهج (أخد الحق صنعه) ولكنها جهلت بأن هناك فنانات ظهرن معها بنفس التوقيت وبينهم النجمة منة شلبي وهند صبري وسبقهم غادة عادل وياسمين عبدالعزيز وغيرهن علمن ان الفن مهنة والشهرة مسئولية، والكلمة الخاطئة كالرصاصة تصيب في العقل والكلمة الطيبة تخزنها الذاكرة لعمر.
ربما أسعفني الحظ بالجلوس مع نجمات كبار لديهن من التاريخ ما يكفي أجيال ومن الاحترام ما يعلم بشرية بأكملها وهم الرائعة نادية لطفي والرقيقة لبنى عبدالعزيز ،لأجد في أعينهم نظرات احترام لشخصي رغم تجاوز فارق العمر والخبرة بيننا لعقود، الا انهم تعلموا الاحترام فطبقوه على الكبار والصغار، لأجدهن يبادلن الحديث معي ويفتحن أبواب النقاش بشكل من التحضر نفتقده كثيرا اليوم ، واسعفني الحظ لأجالس الفنانة يسرا وأتبادل معها الحديث عن طريق الصدفة حينا وعن العمل حينا لأجد منها احترام يفوق المتوقع رغم حداثة عمري الصحفي مقارنة بتاريخها الفني ، وأتذكر في موقف شخصي ووحيد مع النجمة بوسي بمهرجان الأقصر السينمائي ومحاصرتي لها للتسجيل معها لم تصدر منها مشاعر غضب أو ضيق وعلى العمس رغم إرهاقها قامت بالتسجيل وأبدت الترحيب التام واستقبلتني في اليوم التالي بابتسامتها الرقيقة المعهودة، ربما تحتاج مي مجالسة مثل هؤلاء النجوم للتعلم المعنى الحقيقي للنجومية.
ربما عبئت مهنة الصحافة مؤخرا ببعض الاقلام العابرة المتطفلة التي أساءت للمهنة وصنعت أزمة ثقة بين النجم والصحفي ولا أنكر معانتنا الشخصية من تلك الاقلام الصدأة، إلا ان المهنة لازالت تحمل بين صفحاتها الكثير من الاقلام التي تحترم الكلمة وان الصحفي لكلمة شرف الصحفي هو الكلمة، والكلمة نور وبعض الكلمات قبور.
أتمنى أن لا تحمل النجمة مي عزالدين كلماتي أكثر مما ينبغي، فلا نريد لكي سوى نجاحك ونريد منك احترام اقلام وقفت بجوارك أثناء صعودك سلم النجومية، وتوسمت خيرا في موهبتك فلا تقرني محبة جمهور قد يمتد لملايين بمجموعات لازالت عقولها في طور التكوين فتجدي نفسك كما اليوم في مواجهة مع القلم .