لو انتعش الإعلام في دولة الصومال الشقيقة، وانطلقت قناة اسمها مقديشو والناس فإن الإعلامي اللبناني طوني خليفة لديه من القدرة والخبرة ما يجعله قادراً على تقديم برنامج يحقق إقبالا جماهيريا هناك، طوني نموذج للإعلامي المحترف، مثل لاعب الكرة المستعد لارتداء قميص أي نادي طالما وفر له ظروفاً أفضل.
طوني جاء مصر مع ظهور قناة القاهرة والناس ليقدم حوارات جريئة سياسية وفنية، نجح كثيرا وتعثر قليلا مثلما حدث في رمضان الماضي عندما قدم جدلا دينيا لم يصبر عليه المشاهدون، والآن في برنامجه الجديد ” أسرار من تحت الكوبري” عادت “ريما لعادتها القديمة” حلقات عن المثلية الجنسية والإلحاد والجن الذي يعاشر فتاة تظهر على الشاشة بقناع أسود، مع الإستعانة بعالم دين وطبيب نفسي تذهب ردودهم أدراج الرياح وتبق الحالة نفسها، أن هناك فتاة تستقيظ صباحا وهي على يقين أن الجن كان في فراشها طوال الليل وتخرج لتقول ذلك أمام الملايين.
لكن اللافت أن لا أحد يغضب ويسأل لماذا يتدخل طوني خليفة في الشأن المصري كما كان يحدث معه قبل سنوات قليلة، لا أطالب بالمناسبة بأن يتدخل أحد، لا أحرض إطلاقا وأرفض هذه النغمة ، لكنني أرصد تغيراً في ردود أفعال “الزياطين” الذين يقصرون نشاطهم الآن على السياسة فقط لا الغسيل غير النظيف للمجتمع المصري الذي يفضحه طوني تحت الكوبري كما تفعل الآن أيضا “رغدة شلهوب” على الحياة، فيما إعلامية لبنانية أخرى تقيم في مصر بشكل دائم هي ليليان داوود متهمة بإستمرار بالتدخل في الشأن المصري، فقط لأن أراءها السياسية مغايرة للإتجاه العام، رغم أن داوود لمن يدقق في اختياراتها تنطلق من أرضية الإنتماء لمصر التي ترى فيها مستقبل ابنتها بالتالي طبيعي أن تهتم بالقوانين الجديدة وبالحياة الحزبية والسياسية وتسأل وتنتظر إجابات، لكن بعض ضيوفها الذين لا يجدون حرجاً فيما يقدمه طوني خليفة يرفضون علامات استفهام ليليان باعتبار أن “أهل مكة أدرى بشعابها” مع أن هؤلاء لو كانوا أدرى بشعاب مصر ربما ما جرى تحت الكوبري كل هذه المآسي التي بسببها احترف لدينا طوني خليفة.
نقلًا عن جريدة “التحرير”
اقرأ أيضًا:
محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي