محمد عبد الرحمن
أثناء تحضير هذا التقرير كان من المفترض الإشارة إلى أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة لا علاقة له حتى الآن بما يتردد عن صفقة بيع شبكة تلفزيون “الحياة” التي يقيمها خبراء في السوق الإعلامي المصري بأكثر من مليار جنيه، والأقرب حسب مصادر متعددة تحدثت مع إعلام.أورج أن يكون أبو هشيمة من المساهمين الجدد في قناة “ONtv”، لكن رجل الأعمال الشاب قطع كل الشكوك وأطلق ظهر اليوم الأحد بيانا صحفيا مصحوبا بصورة تجمعه بالمهندس نجيب ساويرس مالك ومؤسس “ONtv” التي استحوذ عليها أبو هشيمة بالكامل.
نرشح لك :الإعلان عن اسم المالك الجديد لـ “ONtv”
هذه الصورة انتظرها العاملون والمهتمون بسوق الإعلام المصري طوال يومين كاملين، منذ انفرد موقع “دوت مصر” ظهر الجمعة بخبر بيع شبكة تلفزيون الحياة وقناة “ONtv” لمستثمرين جدد يهدفون لانقاذ المحطة الأولى من أزمتها المالية التي أدت إلى عدم إعلانها عن مسلسلاتها الجديدة في رمضان، وفي الوقت نفسه توفير مسلسلات درامية وصل عددها إلى خمسة لشاشة “ONtv” التي تحولت إلى قناة عامة مطلع العام الحالي بعدما نقل وكيلها الإعلاني “إيهاب طلعت” مباريات الدوري من قناة “TeN” إلى “أون”، فيما أزيحت البرامج السياسية إلى شاشة “ONtv Live”.
نرشح لك : الحياة في رمضان ٢٠١٦.. من المركز الأول للمركز الأخير!
الخمس مسلسلات التي تم الإعلان عن عرضها على شاشة “ONtv” تكاد تتطابق مع الأعمال التي أعلن المنتج تامر مرسي (سينرجي) والمنتج ياسر سليم (بلاك أند وايت) الدخول كشركاء في الانتاج لدعم المنتجين الأصليين بسيولة تسمح باستكمال التصوير في الأيام الأخيرة قبيل رمضان.
ياسر سليم هو مالك موقع “دوت مصر” والمنتج المنفذ لبرنامج “أنا مصر” ويعد من أبرز اللاعبين في سوق الإعلام المصري حاليا، وسوق الإعلام هنا تشمل الصحافة والبرامج التلفزيونية والإنتاج الدرامي.
لمعان اسم “ياسر سليم” سيقابله خروج اسم آخر من المعادلة هو “إيهاب طلعت” الرئيس التنفيذي لوكالة “برومو ميديا” للإعلان والذي غاب تماما عن المفاوضات ثم أخبار البيع، وغير معروف حتى الآن من سيكون الوكيل الإعلاني الجديد لـ “ONtv” بعد تغيير المالك.
اللافت أن قناة “ONtv Live” لا تزال مجهولة المصير، من المفترض حسب البيان أن أبو هشيمة استحوذ على أسهم الشركة المالكة لـ “ONtv” وهي “هوا لميتد” فهل سيتم اغلاق “ONtv Live” أو الاكتفاء بتغيير سياستها التحريرية، “هوا لميتد” تمتلك أيضا “وكالة أونا للأنباء”.
البيان الصادر عن شركة “إعلام المصريين” أشاد بدور قناة “ONtv” في ثورة 30 يونيو -تجاهل ثورة 25 يناير ربما يمهد لاختفاء وجوه محسوبة عليها وتظهر حتى الآن عبر “ONtv” “ساويرس” التي لن تكون كذلك ابتداءً من الشهر المقبل.
أما المفاجأة الأكبر في كل ذلك هي قرار نجيب ساويرس الخروج التام من سوق الإعلام المصري، وهل يعني ذلك نيته الابتعاد عن السياسة بشكل عام، بعدما باع الذراع الإعلامي لحزبه المصريين الأحرار؟ والأسئلة تمتد لتشمل مصير موقع “مصراوي” وموقع وجريدة “فيتو” ومشروع الجريدة اليومية التي كان يستعد “ساويرس” لإطلاقها وأيضا حصته في أسهم “المصري اليوم”.
بالعودة إلى قناة “الحياة”، لاتزال المعلومات “شحيحة” حول تفاصيل صفقة البيع ومن اشتري وهل هو مستثمر خليجي فعلا من خلال ممثل له في القاهرة وهو مذيع سابق في ماسبيرو، أم مجموعة رجال أعمال مصريين؟، لكن المؤكد أن معظم العاملين في “الحياة” –وكذلك “ONtv”- لم يعرفوا شيئا عن قرار البيع إلا بعد نشر أخبار تؤكد ذلك، تم اتخاذ أقصى درجات السرية بشكل ناجح وهو ما يفسر اعتبار بعض العاملين في “الحياة” و “ONtv” ما تردد قبل يومين “شائعات” متكررة لا تستحق الرد عليها.
أخبار صفقات البيع طالت كذلك شبكة تلفزيون “النهار”، لكن حتى الآن يبدو الأمر مستبعدا في التوقيت الحالي خصوصا مع الانطلاقة اللافتة للشبكة مطلع العام الحالي والخريطة القوية التي تعلن عنها القناة يوما تلو الآخر لرمضان 2016، الأمر طال أيضا قناة “دريم” لكن لا شيء مؤكد بخصوصها حتى الآن، وإن كان مالكها أحمد بهجت لازال يبحث عن شريك لتقليل الخسائر وضمان البقاء في المنافسة.
إذن المتاح حتى الآن أن قناة “ONtv” تم بيعها بالفعل و”الحياة” اقتربت من الأمر نفسه، التفاصيل لا تزال محدودة، لكن الصورة عن بعد تقول الكثير.
الصورة تقول إن المشهد الإعلامي المصري يتغير مجددا لكن هذه المرة ليس تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي كان من أبرز أسبابها التوسع غير المدروس بعد 25 يناير، وسوء إدارة معظم القنوات، الصورة تقول إن هناك عدم ثقة في ملاك الإعلام المصري الخاص، وفي الوجوه المؤثرة التي قد تتخذ أحيانا مواقف مغايرة لما يريده النظام، هؤلاء بات من المؤكد استبدالهم لضمان أن يكون الإعلام على قلب رجل واحد دون حتى الحاجة للتوجيه بذلك.