رائد عزاز يكتب: لاعبون دخلوا السجون

نقلاً عن جريدة “الفريق”

الجماهير في كل زمان ومكان تنظر لأبطال الرياضة بانبهار شديد وتنتظر منهم أن يكونوا قدوة في الأخلاق والسلوك الحميد، لكن دفتر أحوال التاريخ يشير بين صفحاته إلى سقوط عديد من نجوم اللعبات الشعبية ضحية لأطماعهم ونزواتهم الشخصية التي قضت على مواهبهم الاستثنائية وأنهت مسيرتهم المهنية بطريقة مأساوية لا تخلو من لمسة درامية.

سأتناول معكم في السطور التالية قصصا وحكايات مثيرة لأسماء شهيرة دخلت السجون بعد أن خالفت القيم وتناست القانون:

باولو روسي: المهاجم الإيطالي القناص تورط في فضيحة تلاعب بنتائج دوري الكالشيو عام 80 وحكم عليه بثلاث سنوات وراء القضبان، لكن مدرب المنتخب إنزو بيرزوتي توسط له عند رئيس الجمهورية الذي منحه عفوا عقب قضاء نصف مدة العقوبة كي يتمكن من اللحاق بمونديال أسبانيا 82. روسي لم يسجل خلال المباريات الأولى فتعالت الأصوات مطالبة باستبعاده من التشكيلة الأساسية، غير أنه تألق بعد ذلك وقاد الأزوري للتويج بكأس البطولة وحصل هو على لقب الهداف.

مايك تايسون: الملاكم الحديدي دعا إحدى الفتيات المشاركات في مسابقة ملكة جمال أمريكا إلى غرفته بالفندق وقام باغتصابها دون رحمة رغم أنها كانت تبلغ من العمر 18 سنة فقط. الضحية لجأت للقضاء وتمكنت من إثبات صحة الواقعه فعاقبته المحكمة بالسجن المشدد ستة أعوام قضى منها ثلاثة ثم أفرج عنه بداعي حسن السير و السلوك، لكنه لم يستطع أبدا استعادة كفاءته البدنية السابقة فانحسرت عنه الأضواء و انفض من حوله المعجبون الذين طالما تغنوا بقوته و انتصاراته.

أولي هوينيس: رئيس نادي بايرن ميونخ السابق أدين بتهمة التهرب الضريبي عام 2014 وصدر ضده حكم بالحبس مدة ثلاث سنوات ونصف داخل معتقل (لانزبرج) الذي ألّف فيه الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه المعروف (كفاحي) حين كان محتجزا هناك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، هوينيس خرج إلى الحرية مؤخرا بعد أن تم تقليص فترة العقوبة إلى النصف، وقرر الابتعاد مؤقتا عن شغل المناصب العامة من أجل التفرغ لتعويض عائلته عن الضرر الذي لحق بسمعتها نتيجة فعلته الحمقاء.

أو جي سيمبسون: لاعب كرة القدم الأمريكية المعروف صدر بحقه أمر ضبط وإحضار عام 94 بعد أن حامت حوله شبهات بقتل طليقته و صديقها، إلا أنه هرب و اختفي عن الأنظار قبل أن يتم رصده داخل سيارة على أحد الطرق وتقوم الشرطة بمطاردته بالطائرات في مشهد مثير نقلته محطات التليفزيون وتابعه 95 مليون مشاهد. هيئة الدفاع انتزعت له حكما بالبراءة لكنه تورط بعد ذلك في جريمة سرقة بالإكراه ونال عقوبة السجن 15 سنة.

أدريانو: مهاجم برازيلي لمع اسمه خلال بطولة كأس العالم بألمانيا فتعاقد معه نادي روما الايطالي للعب ضمن صفوفه ثم انتقل لاحقا إلى إنتر ميلان الذي شهد تألقه الملفت قبل أن ينهار مستواه فجأة و يترك فريقه دون سابق إنذار عائدا إلى بلاده بحجة معاناته من أزمة نفسية لكن الحقيقة أنه كان قد أدمن شم الكوكايين لذلك اتخذ قرار الهروب خوفا من افتضاح أمره. حاول الانتحار عدة مرات واعتقل بعد ذلك متلبسا بتهريب الأقراص المخدرة لتُكتب نهايتة الحزينة داخل الزنازين المظلمة.

رينيه هيجيتا: حارس المرمى الكولومبي صاحب الحركة الأكروباتية الشهيرة المعروفة باسم “صدة العقرب”، عوقب بالسجن سبعة أشهر على خلفية اتهامه بالإنتماء لعصابة اجرامية قامت بعمليات خطف وسطو مسلح. عقب إطلاق سراحه عاد مجددا للملاعب وقدم مردودا جيدا دفع مدرب المنتخب الوطني لضمه إلى التشكيلة التي شاركت في مونديال أمريكا 94.

جوزيب نونيز: رئيس نادي برشلونه التاريخي سقط في قبضة رجال الأمن وهو يقدم رشوة إلى موظفي الفحص الضريبي الذين اكتشفوا مخالفات مالية جسيمة داخل ملف أعماله. القاضي رفض كل الدفوع التي قدمها المحامون وحكم عليه بالحبس 26 شهرا مؤكدا أنه يستحق العقاب الرادع لتعمده خرق القانون طيلة عقد كامل.

زياد الجزيري: نجم وسط المنتخب التونسي تم القبض عليه مع زميليه الدوليين حاتم الطرابلسي و أسامة السلامي بتهمة تعاطي المخدرات والاتجار فيها، لكن التحليلات الطبية أثبتت براءة اللاعبين و إدانة زياد الذي عاقبته المحكمة بالحبس مدة عام واحد. عقب خروجه عام 2012 صرّح بأن القضية كانت ملفقة ضده بسبب صلته بالنظام السابق حيث أن زوجته تنتسب لعائلة الرئيس المخلوع علي زين العابدين. عاد مؤخرا للمنظومة الرياضية من خلال العمل الإداري بنادي النجم الساحلي.

عمرو سماكة: لاعب الأهلي الموهوب، نسبت إليه النيابة جناية القتل الخطأ بعد أن دهس مواطنا بسيارته في طريق الواحات وحكم عليه بالبقاء خلف الأسوار مدة سنتين مع الشغل. سماكة كان قد تعرض للإيقاف من قبل الكاف عقب ثبوت تناوله مخدر الحشيش قبل خوضه مباراة أمام شبيبة القبائل الجزائري ضمن منافسات دوري أبطال أفريقيا موسم 2006، وهو الأمر الذي دفع إدارة القلعة الحمراء لإصدار قرار فوري بالاستغناء عن خدماته وحرمانه من دخول النادي مدى الحياة.

محمد عباس: هداف الأهلي الأسمر الذي رشحه النقاد ليكون خليفة محمود الخطيب، انحرف عن طريق المجد ووقع فريسة لإدمان المكيفات المحظورة التي أنهت تماما مستقبله الكروي وقادته للعمل في فرقة موسيقية بأحد الملاهي الليلية قبل أن يتم ضبطه داخل أحد أوكار المخدرات بمنطقة مصر القديمة ويساق إلى قدره المحتوم داخل غياهب السجون. عقب اطلاق سراحه أعلن توبته عن المعاصي وبدأ حياة جديدة شريفة بعيدا عن أضواء الشهرة التي كادت أن تحرقه بنارها.