قدم مصطفى حمدي، استقالته من رئاسة تحرير موقع ” اتفرج “، وذلك بعد عام ونصف فقط من توليه المسئولية، بسبب ما وصفه بأنه “عشوائية وفوضى وشللية وتضارب المعايير”، بالإضافة إلى تدخل من الإدارة في أمور التحرير، مما جعله يُقدم استقالته مؤكدًا بأن الأجواء في الموقع لا تؤهل لأي نجاح.
وفيما يلي نص الاستقالة:
” قرار تأخر كثيرا أنهيت علاقتي بموقع اتفرج بعد عام وخمسة أشهر قضيتها في رئاسة تحرير الموقع ، 17 شهرا صنعت فيها مع زملائي تجربة مهنية أحسبها ناجحة في مجال الصحافة الاليكترونية المتخصصة في الفيديو والصورة .
يوم 24 ديسمبر 2014 اتفقت مع ملاك الموقع على تولي رئاسة التحرير ، كان شرطي الوحيد للعمل هو الفصل التام بين الإدارة والتحرير لضمان نجاح المشروع .
تسلمت الموقع ولم يكن له هيكل تحريري واضح ، لا توجد لائحة عمل ، لاتوجد خطة انتاج لمحتوى الفيديو الذي يعبر عن هدف الموقع بالأساس ، لم يكن هناك سياسة تحريرية ، لاتوجد قناة يوتيوب رسمية وموثقة ، ولا توجد شرايين تسويقية للموقع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، بنينا كل ذلك خطوة بخطوة في وقت قصير جدا بالتعاون مع أسماء مخلصة بذلت الجهد والعرق وآمنت بالتجربة ، شاركنا كثيرون في الطريق ، البعض استمر وأنتج وأخلص للعمل ، وآخرون لم يكونوا على قدر المشروع ، التجربة كانت تطهر ذاتها لأننا رفعنا شعار العمل فقط ولا شيء غيره ، بعد ستة أشهر من تولى المسئولية وصل ترتيب الموقع على اليكسا للمركز 190 بترافيك حقيقي وزيارات حقيقية ، أذكر أنه في اليوم الذي توليت فيه المهمة كان ترتيب الموقع 1340 في مصر ، أنتجنا في عام واحد 3800 فيديو خاص بتصوير كاميرات الموقع ، قدمنا أفكارا مختلفة على مستوى التغطية الخبرية واللقاءات والتقارير والبرامج ، منحنا الفرصة لجيل من الشباب الموهوب المبدع في إظهار طاقاتهم وتقديم أفكارهم وضمان نجاحها ، تحولنا الى فريق واحد لايعنيه سوى العمل والإنتاج ، في شهر رمضان الماضي انتجنا 6 برامج قليلة التكلفة لم تمثل أي عبء على ميزانيات الموقع ، ثم قدمنا حملة “بنت بميه” بمشاركة موقع أخبارك ومؤسسة انتربرينيل ، وللعلم فإنني أدين بالفضل في نجاحها لزملائي في قسم التصوير والإعداد والمونتاج .
تصدرنا المشهد كموقع الفيديو الأول في مصر ، وحققنا نجاحات كبيرة في وقت قصير جدا دفعت بعض المعلنين لتقديم العروض لنا ، وحدث بالفعل حيث نجح مدير التسويق الاليكتروني والسوشيال ميديا وقتها في التعاقد على حملة اعلانية لصندوق مكافحة المخدرات برقم ضخم وتم الاتفاق على حملة اخرى بضعف الرقم ، كل هذا حتى شهر سبتمبر 2015 حين قرر السيد رئيس مجلس الإدارة أقالة مدير السوشيال ميديا وفريقة بقرار فردي دون سبب واضح ، سارت الأمور بشكل سيء نظرا لتدخلات من الإدارة في استقدام بعض الأسماء واستحداث مناصب “عجيبة” لم نسمع عنها من قبل بهدف الخلط بين الإدارة والتحرير بأي شكل دون أي رؤية حقيقية ، تدخلات في صميم عمل المحررين والتواصل معهم بشكل مباشر دون علمي ، استقدام عاملين في الموقع واخطارهم انهم يتبعون رئيس مجلس الإدارة بشكل مباشر ولا سلطة لرئيس التحرير عليهم .
في شهر ديسمبر الماضي فكرت جديا في الاستقالة ، وتراجعت عن تقديمها بعد ضغوط من زملاء أصروا على أن استمر حفاظا على التجربة وأملا في أي اصلاح مع الوقت ، كنا على مقربة من تطوير شكل الموقع والتزاما أدبيا مني أمام زملائي اكملت المهمة ، رسمت تصميم الموقع الجديد بيدي وأشرفت على تفاصيل اطلاقه ، باستثناء بعض التدخلات الإدارية في فرض قسم على المحتوى لاعلاقة له بسياسة الموقع او توجهاته ، رغم كل ذلك خططت لإطلاق موقع “اتفرج لايف” المتخصص في صحافة المجتمع المصورة ، ووضعت اللبنة الأولى للموقع تحريريا وتنفيذيا واخترت فريق العمل بل واتفقت مع جهات لتسويق المحتوى اعلانيا حتى لا يمثل المشروع عبئا على ميزانية الموقع ، انشأت “اتفرج اكاديمي” لتكون نواة تقديم أجيال جديدة في مجال التصوير والاعداد والمونتاج وتقدم لنا 50 طالب وطالبة بالجامعات وتم اختيار 10 اسماء ستبدأ تدريبها خلال أيام ، اتفقت مع ادارة التسويق بشركة سرمدي على تعاون مشترك مع مواقع في الفن وفي الجول وذلك بعد نجاح تعاوننا مع موقع اخبارك في حملة “بنت بمية” ليكون اتفرج شريكا في انتاج محتوى الفيديو في هذه المواقع ، رغم كل ذلك انتظرت تحسن الأوضاع ولكن الأمور كانت تسير للأسوء يوما بعد الآخر بشكل يمس مهنيتي التي أحارب من أجل الحفاظ عليها دائما ، العشوائية والفوضى والشللية وتضارب المعايير أصبحت أمورا عادية في ظل استقواء البعض بقربهم من الإدارة ، والرغبة الواضحة من رئيس مجلس الادارة في تفتيت سلطات رئيس التحرير وافتعال الأزمات ووضع التجربة تحت تقييم من لايملكون أية تجارب في مجال الصحافة الاليكترونية ، وبناء عليه ونتيجة لكل ماسبق وجدت أنه من المستحيل أن استمر في هذه الأجواء التي لا تؤهل لأي نجاح.
لقد تربيت في أخبار اليوم ، أحد أعرق المؤسسات الصحفية في مصر والوطن العربي ، والتي أتشرف بالإنتماء لها دائما وأبدا ، تعلمت فيها أصول المهنة قبل أي شيء ، وعندما تتحطم تلك الأصول فلا أمل في أي نجاح ، أشكر كل من ساندني في تلك التجربة ، أشكر زملائي الذين صنعوا معي اسم اتفرج ، أنهي تجربتي وأنا أحمل مساحة من الإحترام والتقدير الإنساني للجميع أيا كانت أخلاقهم أو نواياهم أو قدراتهم المهنية ، تمنياتي لـ “اتفرج” بالإستمرار والنجاح.”