سيناتور أمريكي سابق يعتذر للمسلمين قبل وفاته

محمد سلطان محمود

بينما كان النائب الجمهوري السابق بوب بينيت يرقد على فراش المرض في لحظاته الأخيرة، محاطا بالأطباء والممرضات، طلب من الجميع أن يتركوه للحظات مع ابنه وزوجته، وطلب منهما الإقتراب ليوجه لهما السؤال “هل يوجد أي مسلمين في تلك المستشفي؟”، فأجاباه بالتأكيد، فطلب من ابنه أن يذهب إلى كل مسلم متواجد بالمستشفى ليخبره بتقديره لوجود جميع المسلمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية و اعتذاره بالنيابة عن الحزب الجمهوري عن تصريحات مرشح الحزب للرئاسة دونالد ترامب العنصرية تجاه المسلمين.

القصة التي انفرد بها موقع “The Daily Beast” على لسان أسرة بوب بينيت بعد أيام من وفاته، وأفردها في تقرير استعرض فيه رؤية بينيت للمسلمين داخل أمريكا. وذكر التقرير أن بينيت أدلى بحوار قصير من غرفته بالمستشفى إلى أحد المواقع الإخبارية الخاصة بولاية يوتاه، صرح خلاله أن المنطقة -يوتاه – بها العديد من المسلمين وهو شيء يشعره بالإمتنان لأنهم أشخاص رائعون.

كما أكد نجل وزوجة السيناتور السابق أن بينيت قبل رحيله كان يفكر كثيرًا في إصابة دونالد ترامب بمرض الخوف من الأجانب، و أنه كان يشعر بالغضب الشديد بسبب رغبة ترامب في منع هجرة المسلمين إلى أمريكا، مما كان يدفعه إلى القيام بدوره الفردي خلال الأشهر الأخيرة قبل وفاته. حيث قام أثناء سفرهم من واشنطن إلى يوتاه لقضاء أجازة أعياد الميلاد بالتوجه إلى امرأة ترتدي الحجاب في المطار للحديث معها، فقد كان يحرص أن يتحدث مع من يرتدين الحجاب ليخبرهن أنه سعيد بوجودهن في الولايات المتحدة الأمريكية وأنهن مرحبات بهن في البلد.

أضاف نجل بينيت أن والده كان يشعر بالذهول بسبب النفوذ والقوة التي حصل عليها ترامب،وأنه كان لا يكن له أى إحترام، كما شعر بالإستياء حينما اتضح أن الحزب لن يتبرأ من أفعال ترامب.
الجدير بالذكر أن رجل الأعمال دونالد ترامب خاض حملة انتخابية مطولة لإقناع مصوتي الحزب الجمهوري بقبول ترشيحه على مقعد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، خلال تلك الحملة أعلن أفكاره العنصرية تجاه المسلمين والمهاجرين المكسيكيين، مما أثار موجات من الغضب في الرأى العام الأمريكي والعالمي، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي لإنتقاد ترامب والسخرية منه في خطابه أثناء عشاء البيت الأبيض للمراسلين الصحفيين، وحينها كان ترامب لم يحسم ترشحه الرسمي بعد، لكن بعد إنسحاب منافسه تيد كروز، أصبح ترامب رسميًا المرشح عن الحزب الجمهوري، في إنتظار حسم هيلاري كلينتون أو بيرني ساندرز لإنتخابات الترشح عن الحزب الديموقراطي، والدخول في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم 8 نوفمبر المقبل.