في مناسبة سعيدة للغاية طلب مني الأستاذ “محمد عبد الرحمن” رئيس تحرير هذا الموقع أن أشارك بكيبوردي في تلك التجربة الوليدة .. سألني ، اكتب معنا إن أردت.. ألست من العاملين بالإعلام؟
نعم .. أجبت.
نعم ؟؟!! .. تساءلت مستنكرا أمام نفسي ..وعن ماذا أكتب بمشيئة الرحمن ؟
وبعد تشاورات ، قررت أن أضع أمام حضرتك، تصوري/ فهمي/ صياغتي الشخصية والخاصة.. لبعض المصطلحات الفنية التي تتردد داخل أروقة القنوات الفضائية (حصرا) ولا ينافسها في ذلك مكان آخر ..باعتباري من العاملين داخل المطبخ الإعلامي لسنوات تقترب من العشرة، عساها تنفع من يريد الاستنفاع !!
وسنبدأها من كلمة رنانة .
بروضيوصر .. بريديوسر .. بروديوسر ..انطقها كما شئت ياعزيزي، فكل من سيسمعها من العاملين في القنوات الفضائيةسيفهمها،.. فالكل تقريبا يعلم من هو هذا الشخص الذي يكتبونه على تترات البرامج بمسمى عربي غير مفهوم ولا يؤدي إلى المعنى .. منتج فني .
الـ Producerكما تكتب بالانجليزية، ليس المنتج بمعناه السينمائي في أفلامنا ، ليس هذا الشخص منفلت الأعصاب والأخلاق والهرمونات ، ليس الملك الذي يحرر الشيكات ويختار النجوم وتجلس على أفخاذه النجمات… فالكلمة داخل جدران القنوات الفضائية.. تعني هذا الشخص المعني بكل شئ إلا دفع البنكنوت، – أُذكرك أن هذا هو تصوري الخاص – .
هو الرجل الذي يعمل كحلقة وصل بين الجميع، هو بالقطع ليس محاسبا، لكنه مسئول عن الميزانية المخصصة للبرنامج ، كم ؟ .. وأين يتم إنفاقها؟ ..ولماذا؟ ..كم من المعدات بكم ؟ .. من يأخذ كم ؟ بداية من المذيع وليس نهاية بالمخرج مرورا بالفنيين والمساعدين والضيوف طبعا … هو من يعرف تكلفة أمر التصوير الخارجي والداخلي بدقة … هو من يوافق أو يرفض ، هو من يذيل الميزانية بإمضائه .. هو المسؤول .
هو الرجل الذي لا يستطيع العمل كمخرج، لكنه الرجل الذي يستطيع (نظريا) إقصاء المخرج من على كرسيه .. كما انه يستطيع (عمليا) إعطاء أوامر صريحة للمخرج، الذي كان يوما رب العمل .. يمكنه أن يعطي (أوردر) للمخرج أن يأخذ الصورة الفلانية .. أو لا يأخذ التقرير العلاني .. إنه الرجل الذي يسحب البساط تدريجيا من تحت أٌقدام الجميع .. فهو المسؤول.
هو الرجل الذي لا يستطيع بالضرورة أن يقوم بالمونتاج أو التصوير .. لكنه حتما يستطيع الحكم على جودة الصورة ومدى إمكانية عرضها على الشاشات.. كما أنه بالقطع يستطيع بكلمة أن يمنع عرض أي شئ… فهو المسؤول .
هو الذي يستطيع مناقشة فريق التحرير (والذي يسمونه في مصر الإعداد، وهو خطأ شائع قد نحكي عنه لاحقا) فيما يقدمونه من محتوى ، كما يمكنه الإفتاء في جودة الصوت، وهندام المراسل ، ومكياج المذيعة، وإيقاع الضيف، لأنه المسؤول .
الـ Producer كما تعلمت ، هو أول من يأتي ، وآخر من يغادر، هو الذي يقرب وجهات النظر بين فريق التحرير وبين المذيع … هو الشخص الذي يمسك بالساعة ويعلم يقينا أنه لا يجوز أن يبدأ برنامجه متأخرا دقيقة واحدة كما أنه لا يجوز أن يأتي على حق برنامج زميل في دقيقة واحدة .
الـ Producer هو رب العمل طبقا لأحدث مدارس الإعلام.. وبتعريف زملاء المهنة هو الشخص الذي (يلبس) أخطاء الآخرين.. ولمزيد من المعلومات حول أهمية هذا المسؤول برجاء مراجعة مسلسل ( The News Room ) .. وفيلم ( The Ugly Truth ) … فهذه هي الشغلانة كما أفهمها.
الشغلانة القادمة : التايتل