من خلال شغلى فى الإعلانات بداية من سنة ٢٠٠٤، لاحظت وجود حاجات كتيرة فى طريقة تعامل الناس، والشغل فى الإعلانات، متشابهة، بمعنى إن مسئولين التسويق فى الشركات الكبيرة للمنتجات المعروفة واللى شغالين فى الإعلانات بيتعاملوا بنفس طريقة البائعين السريحة، مع فرق إن دول المفروض بيعملوا حاجات على أسس علمية من الدراسة والخبرة والناس التانية بتعملها من منطلق التجربة و الخطأ، مبلومش على البائعين بس بلوم على الناس اللى المفروض يكونوا بيعملوا الحاجات بطريقة صحة والناس بتتعلم منهم، وعشان كدة قررت أعمل شوية قصص قصيرة بتحكى حاجات بنشوفها كل يوم وبيضايق كتير مننا، بس بتوصف إزاى ممكن نعمل إعلان ناجح أو فاشل.
وأول حاجة كل مسوق بيغلط فيها هي إختياره للجمهور بتاعه اللى عاوزه يشترى السلعة، واللى دايما بيحاول يروح لطبقة أعلى واللى غالبًا بتكون مش عاوزة المنتج أو شيفاه أصلًا، و يفضل يلح عليهم ويطلعلوهم من كل حتة وفى الأخر برده ميوصلهمش، وبيوصل للمفروض يوصله لإنه هو الشخص اللى محتاج السلعة دى، وبالتالى فى مجهود وفلوس كتير بيروحوا هدر فى مكالمة ناس عمرها أصلًا ما هتشترى اللى إنت بتبيعه ده، و أهم حاجة فى موضوع الإعلانات والبيع ده هو إنك تعرف إنت بتبيع لمين وإزاى تكلمه وخصوصًا فى بلد زى مصر اللى الناس بتتقسم لشرائح كتيرة وجوة الشرائح دى شرائح تانية كتيرة، المهم مش هطول عليكم إقروا القصص وإحكموا بعدها..
قصة 1: اختيار الجمهور المستهدف
وصلة الدائرى عند المريوطية وطريق الواحات الساعة ٤ العصر والطريق زحمة والدنيا حر فى أغسطس و،قف ماهر السريح عند الفرن بيحمل قرص بالعجوة سخنة على الصاج عشان يبدأ بيبع للناس عالدائرى… بيطلع ماهر على الدائرى وبيلاقى عربيات كتيرة واقفة تقريبًا مبتتحركش عشان كل الناس مروحة من شغلها دلوقتى و بيبتدى ينادى فى الشارع..
ماهر: السخن.. بعجوة وسخن
بيبتدى ماهر يبص على العربيات اللى حواليه عشان يشوف مين فيهم اللى ممكن يشترى منه وفاكر إنه بالنسبة لكل الناس حاجة كلهم عاوزنها، فيختار عربية مرسيدس فخمة اللى فيها مدحت بيه اللى قاعد مشغل الراديو بتاعه وبيسمع مزيكا.. اللى بيشوفه ماهر زى ورك الفرخة فى أفلام الكارتون على إنه صيدة حلوة وأكيد مش هيستخسر إنه يدفع ٢ جنيه حق القرصة وممكن كمان يديله خمسة، وعشان يختصر الموضوع هيقوله بخمسة على طول فيبدأ يقرب من شباك العربية و ينادى.
ماهر: سخن يا عجوة… القرص بخمسة يا بلاش يا عجوة
مدحت بيه: (صمت كأن مفيش حد بينادى جنبه)
ماهر: تاخد قرص يا بيه، تسلى بيها نفسك، ده بخمسة جنيه بس
مدحت بيه: (صمت)
ماهر يدخل إيده جوة العربية: قرصه بخمسة
مدحت بيه (بعصبية): غور ياض يلعن !@#@#!٪$@! بخمسة إيه يا حرامى يا !!@&*ُ#@*
ماهر: يا عم براحة
يسيبه ماهر ويروح يدور على حد تانى ممكن يشترى منه… و ساعتها بيشوف عربية ٤x٤ راكبة فيها سهام الراوى فتاة فى بداية الثلاثينات من عمرها، شكلها كدة بنت ناس ومعاها فلوس قاعدة بتتكلم فى الموبايل وبتضحك وبالتالى شكلها صيدة حلوة لماهر اللى قرر يروحلها ويحاول يبيعلها القرص بتاعته، عشان الطريق واقف يعنى مش هتعرف تهرب منه وبالتالى ممكن تخاف منه و تشترى عشان تخلص… و على بعد عربيتين كدة وهو بيعدى عشان يوصل لعربية سهام كان فى صلاح سواق المقطورة اللى نادى على ماهر عشان يشترى قرصة.
صلاح السواق (بصوت أجش): خد ياض يا بتاع القرص هنا..
ماهر السريح ميلتفتش ليه و هو مُصر يروح لسهام: إستنى شوية ياسطى جيالك
يجرى ماهر على العربية ال ٤x٤ و يقول: سخن يا عجوة… عسل يا عجوة (بلهجة تحرش)
سهام مش واخدة بالها منهمكة فى الكلام فى الموبايل وكأن مفيش حد موجود أو بيكلمها
ماهر يتغاظ ويمد إيده بالعجوة جوة العربية ويقول: هو العسل مش هينفعنا… دى الواحدة بخمسة بس
سهام تتفزع من وجود إيد داخلة و تبص فجأة متوقعة إنه بيتحرش بيها وتصوت: إلحقونىييييييي… حرامى عاوز يغتصبنى
وتقوم سهام بسحب السيلف ديفينس من جنبها ورشته فى وشه وهنا ماهر يصرخ: عينى أاااااااااه
يشوف الموقف صلاح السواق من بعيد ويضحك ويخرج راسه من العربية ويقوله إلبس عشان نازلين، ويبص لحمادة التباع اللى جنبه ويقوله: إنزل ياض يا حمادة شوف الواد بتاع القرص ده جيب لنا منه قرصتين بإتنين جنيه لما نشوف أم الدائرى ده مش عاوز يتحرك ليه عندنا شغل كتير
حمادة: حاضر يا أسطي بس ده بيقول القرص بخمسة جنيه
صلاح السواق (متعصب): خسمة جنيه لما يعفرتوك إنت، هو هو جنبه للقرص يلع !@&^%#&^$@^%^@#!%$ خد إزازة المية معاك خليه يتنيل يغسل عينه
ينزل حمادة ويروح لماهر اللى قاعد يدور علي ميه يغسل بيها عينيه: يلعن ده يوم يا أخى الواحد مش عارف يبيع حاجة من الصبح ودلوقتى كمان مش شايف يا أخى @!!# هو إيه محدش بياكل قرص اليومين دول
يدخل عليه حمادة التباع: ما أنت يا عم اللى عمال تروح لناس ولامؤاخذة شمال، ما هو الريس صلاح صوته إتنبح عاوز ياخدله قرصين وإنت اللى منفضله… خد شوية المية دول إغسل وشك و هتالنا قرصتين بإتنين جنيه
ماهر مفزوع: إتنين جنيه إيه يا عم إنت ما سامعينى نابح صوتى و بقول بخمسة
حمادة: أظبط ياض خمسة جنيه دى تقولها للموزة ولا البرنس الكاوركات اللى ظبطوك، ولا ده إنت الكاورك دول حتة ما رضيوا بيها هما إتنين جنيه تاخدهم وإنت ساكت
ماهر السريح: هات يا عم ما تزقش