إخاء شعراوي ( نقلا عن البوابة)
حالة من الجدل المثار بعد التقرير الذى عرضته الإعلامية أمانى الخياط فى برنامج “أنا مصر”، الذى يعرض على شاشة التليفزيون المصرى، خاصة أن التقرير تناول حياة المخرج محمد دياب، صاحب فيلم “اشتباك” والذى يشارك فى مهرجان كان الدولى، وفور عرض التقرير، لاقى هجوما شرسا من عدد كبير من صناع السينما، وأصبح حديث الساعة، الذى يشغل الجميع، مطالبين بإعتذار رسمى من اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
أجرت “البوابة” أول حوار خاص مع الإعلامية أمانى الخياط حول الأزمة، لتكشف حقيقة الأمور، وأكدت خلال الحوار، أنها تتحمل المسئولية الكاملة عن التقرير، مشيرة أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليس له أى علاقة ببرنامج “أنا مصر” من قريب أو بعيد، موضحة أن البرنامج انتاج خاص لشركة “بلاك أند وايت”، وإلى نص الحوار
هل تابعتي حملات الهجوم على التقرير والمطالبة بتقديم إعتذار رسمى من ماسبيرو ؟
بالطبع تابعت، وأعتقد أن الصدى الكبير الذى حققه التقرير يؤكد مدى أهميته، ولم أتعرض فى التقرير للفيلم إطلاقا، لأننى لم أشاهده، ولكننا تعرضنا فقط للمخرج محمد دياب، وكشفنا الكثير عن حياته، وهذا أمر طبيعى يحدث فى كل مكان بالعالم، ويحدث مع كبار النجوم مثل جورج كولوني وغيره، وهذا حقنا كإعلام أن نطرح الأسئلة، أما عن مطالب اعتذار اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن التقرير، فهذا كلام هزلى، لأن برنامج “أنا مصر”، لا يتبع اتحاد الإذاعة والتليفزيون على الإطلاق، ولكنه من انتاج شركة خاصة “بلاك أند وايت”، والتليفزيون المصرى عرض فى نشرة 9 تقريرا إيجابيا عن الفيلم ومشاركته فى مهرجان كان، وأقول لشلة الظياطين، بلاش تظيطوا اوى كده.
ولماذا تعرضتى للمخرج محمد دياب تحديدا من الناحية السياسية وليس الإبداعية ؟
لأنهم يعلنون أن العمل إنسانى، وفى الحقيقة من يقفون خلفه يأخذوا الموضوع فى اتجاهات سياسية تناسب رؤيتهم وتوجهاتهم، وهم يقوموا بعمل تحليل سياسى للمجتمع المصرى من رؤيتهم الخاصة، ثم أن هناك أسئلة مهمة يجب أن يجيب عليها محمد دياب، وهى لماذا قرر أن يغير مهنته كمحاسب فى بنك، إلى سينمائى !، ولماذا قرر دراسة السينما خارج مصر، وكيف سمحت له أمريكا بالتدريب بكل هذه السهولة، خاصة أن هناك الكثير من المبدعين لم يحصلوا على نفس الفرصة.
نرشح لك : محمد دياب ناشط سبوبة على “الأولى”.. مخرج متميز في “نايل سينما”!!
ولكن البعض اعتبر التقرير غير مهني على الإطلاق ؟
ليس من حق أحد أن يقول أن التقرير غير مهني، وعندما صنعوا تقرير للرد على ما قلته، نشرته على صفحتى الشخصية وقالوا خلاله أن العمل انتاج مصرى فرنسى مشترك، فما المشكلة فى التقرير!، ولدي تساؤلات أطرحها على القائمين على العمل للرد عليها، ولو راجعنا التاريخ جيدا سنجد أن يوسف شاهين بنفسه قال أن مشاركة جهات خارجية فى الإنتاج السينمائي يكون خلفها أغراض معينة، واعترف بذلك فى معظم أعماله، وهذه اللعبة يلعبها الغرب على مر التاريخ، ويجب علينا كجمهور أن نفكر ونطرح الأسئلة، خاصة أن المحافل الدولية مثل “كان” و”نوبل” وغيرها، لديهم معايير معينة فى اختياراتهم، ولا أعرف ما المشكلة فى أننا قولنا أن دياب كان يعمل “بنكير” وتحول للسينما فجأة، وأرى أننى وضعت يدى على الوجيعة بتاعتهم، وهو ما أثار غضبهم، فهم يحاولوا ان تكون الأزمة حول أحداث الفيلم فقط دون تفاصيل خروجه للنور والهدف منه، وما فعلته أننى جعلت المشاهد يفكر فى الأمر من زاوية مختلفة، وهم لا يرغبوا فى ذلك.
هل لديك القدرة على مواجهة القائمين على العمل فى نفس البرنامج ؟
بالطبع.. لدى قدرة على ذلك، وعلى استعداد تام لاستضافت الأخوين دياب ومعز مسعود من خلال برنامج “أنا مصر” للرد على الأسئلة المطروحة، وأعرف محمد دياب جيدا من ميدان التحرير، ولم أتعرض له بأى إساءة ولكنها مجرد تساؤلات، وما عرضته خلال التقرير كله صوت وصورة لمواقفه وحياته لوا يوجد به شئ مختلق.
هل تعتبري أن حملة الهجوم عليكى منظمة ومرتبة ؟
بالطبع، شاهد الطرف الذى يثير أزمة، هم عمرو واكد ومحمد العدل وغيرهم من نفس الفريق، هم جميعا يحاولوا تصعيد الأمور والصيد فى الماء العكر، وفى الحقيقة أى عمل ابداعى نترك الحكم عليه للجمهور، ولكنه يبقى فى حيز الإبداع أو “العمل التخيلى”، وظهر ذلك جليا من خلال أكبر حالة جدل أثيرت فى تاريخ السينما المصرية فى “ولاد حارتنا” للراحل نجيب محفوظ، وانتهت الأمور بأنه عمل ابداعى تخيلى وليس من الواقع.
وماذا عن حملات المطالبة بمقاطعة التليفزيون المصري بسببك ؟
كما قلت من قبل، التليفزيون المصرى ليس له أى علاقة ببرنامج “أنا مصر”، وأتحمل المسئولية الكاملة عما عرضته، ومن يرغب فى مقاطعة التليفزيون يفعل ما يشاء، ولكنها حملات منظمة لضرب الإعلام الرسمي وهو ليس طرفا فى الأزمة من الأساس، والبرنامج من إنتاج شركة خاصة، وأرحب بوجود الأخوين دياب ومعز مسعود لأواجههم على الهواء، خاصة أن لدى الكثير من التساؤلات لمعز، فهو نسخة معدلة من عمرو خالد، وأسعى لمواجهته بسؤال مهم وهو هل الفن حلال أم حرام ؟، وهذا من حقى كإعلامية ان أسأل أسئلة مشروعة، وأهلا وسهلا بهم فى “أنا مصر” فى أى وقت، والفيصل فى النهاية بيننا هو الجمهور والمتلقى.
نرشح لك : أول تعليق من محمد دياب على تقرير “أنا مصر”
وما الأسئلة التى تريدي توجيهها للأخوين دياب ؟
فى الحقيقة أسئلة كثيرة، أهمها لماذا يتم التعامل بكل هذه الحفاوة معهم فى كان ؟، وهل الفرصة التى اتيحت لهم من خلال معز مسعود من الممكن أن تتاح لغيرهم، أم أن معز يجامل أصدقائه فقط، ويترك باقى المبدعين ؟، وهل ما قدموه أهم مما قدمه يسرى نصرالله لكى يتم الإحتفاء بهم فى “كان” كل هذا الإحتفاء ؟، أؤكد لك أن خطأى الوحيد أننى وضعت يدى على وجيعتهم أمام المشاهدين وكشفتهم.
وهل تتقبل أماني الخياط النقد الموجة لها ؟
أنا أكتر إعلامية تعرضت لهجوم وانتقادات منذ بداية عملى، ولم أغضب وتعاملت مع الأمور بطبيعتى، ولا يمكن أحد أن يزايد على مواقفى إطلاقا.
وهل يزعجك ما يتردد عن تلقيكى تعليمات من جهات معينة ؟
مش حابة السؤال ده، ولكن أجاوب عليه لأحسم الأمور أمام الجميع، أنا لم أكن يوما من المقربين من مؤسسة الرئاسة، ولم يتم دعوتى لأى فاعليات تخص الإعلاميين سواء على المستوى الرسمى أو الخاص، وحتى يومنا هذا لم أدخل قصر الإتحادية مطلقا، ومواقفى معروفة للجميع منذ ثورة يناير وثورة يونيه وما بعدها، وما يحركني فقط هو الحافز الوطني وفهمى لتطورات الأمور، ولم يكن لى أى تماس مع أيا من مؤسسات الدولة فى أى وقت، والدليل أننى لم احصل مثل غيرى على سبق أو إنفراد خاص، ولو بحثت ستجد أننى خارج دائرة الإعلاميين فى أى معادلة تقول أننى مدعومة، وكل ما أقدمه فقط هو إعلام يعتمد على منهج، وحلمى الوحيد أن يمتلك المواطنين منهج حقيقى للتفكير فى جميع أمورهم الحياتية.
وماذا عن تصريحات بعض صناع ونجوم السينما ضدك ؟
ستجد أنهم جميعا من تيار اليسار، ومنهم محمد العدل وعمرو واكد وأمير رمسيس، وأقول ليه، عليكم أن تهدأوا لأن إجادتكم فن اللغة والتلاعب بالكلمات نابعة من تبعيتكم لتيار اليسار، وأنا بصفة شخصية من نفس ذات التيار والخلفية، وأجيد جيدا التلاعب بالكلمات أكثر منهم بكثير، وعليهم أن يحترموا ذلك.
هل تتراجعى عن موقفك فى حال مشاهدة الفيلم ؟
لم أشاهد الفيلم ولم اتطرق له على الإطلاق، وهم يريدوا أن يتحدث المصريين عن الفيلم دون الحديث عن كواليس خروجه للنور وظروف انتاجه، فلا يمكن ان ننكر أن جورج كولونى مثلا كنجم عالمى مدعوم من الجالية اليهودية وتساهم فى إنتاج اعماله لأغراضها، ولن أتراجع عن موقفى، ولا أهتم سوي بالتساؤلات التى أطرحها وأرحب بالرد عليها من خلال البرنامج.
نرشح لك : ” النقابات الفنية” تتضامن مع “اشتباك” ضد أماني الخياط