لا أعتقد أن مسئولاً فى أى جهاز أمنى طلب من أماني الخياط مهاجمة فيلم «اشتباك» الذى عرض فى مهرجان كان السينمائى، ربما تلقت اتصالاً بعد الحلقة من نفس المسئول بدأ بالتوبيخ وانتهى بأنها ما تحطش التاتش بتاعها وتلتزم بالاسكريبت اللى بيوصلها بالليل ع الميل.
عن نفسي لا أصدق التحول المهني الذى مرت به الخياط وحولها من «أمانى» إلى «أمين» شرطة، ينقصها أنها تطلب من المشاهدين يقفوا طابور ويطلعوا بطايقهم، بدأت أمانى الخياط قبل سنوات مذيعة متألقة، تبحث عن إجابات محددة لأسئلة لا تحمل اللف والدوران، تتحدث باختصار شديد فى الموضوع وتترك للضيوف فرصة دون مزايدة أو نكران، تتحرك من منطقة المهنية التى تعرف الحد الفاصل بين الصدام والتهليل، لكن مع الأسف دوام الحال من المحال ووجدنا على الشاشة مذيعة أخرى تشبه نبطشي الفرح أول ما يمسك «الكرستة» انسى إنه يسيبها، لن يترك المسرح إلا بعد ما يمسي ع الكل.. و«كل واحد ومجاله»، وينبط ع الكل.. و«كل واحد عارف بلاويه».
ما هكذا تورد الإبل يا أماني، اهدي كده وصلى ع النبى وعِدي من واحد لعشرة قبل ما تتكلمي.
سربعتك دى اللى بتطفش منك القنوات، فبعد أن كنت ملء السمع والبصر وفيديوهات ومشاهدات وشاهد «أمانى الخياط بتقول إيه» انتهى بك الأمر للجلوس فى البيت بسبب كارثة فى حق شعب شقيق، أظن لو أنها توقفت وقتها عن الكلام وبلعت ريقها لفكرت ألف مرة فى أن الشعوب لا تتهم على علاتها، بمعنى أننا لا يمكن أن نقول على دولة ما إن شعبها حرامى، وأخرى إن شعبها بيحب الستات أو بيحب حاجة تانية، وهو نفس المنطق الغبي الذى حكم الخليج وقت مرحلة البداوة والغباوة، عندما كان يظن أن كل نساء مصر راقصات شارع الهرم اللى مستنيينه على باب الطيارة.
ارتكبت أمانى الخياط مصيبة اختفت على أثرها، وظلت حبيسة «الإيفيهات» حتى عادت من جديد فى برنامج أنا مصر على التليفزيون المصري، وهو البرنامج الأكبر والأضخم إنتاجياً، الأمر الذى اعتبره البعض فرصة ذهبية لأماني الخياط لتعود من جديد في شكل مختلف وبصوره تعيد للأذهان شكلها القديم قبل مرحلة «نبطشى الفرح»، وأنها بالتأكيد كانت فى فترة جلوسها فى المنزل تعيد حساباتها وتخطع لتدريبات مكثفة، لكن للأسف اتضح أنها لا كانت بتعيد حسابات ولا خضعت للتدريبات، بالعكس اندفاعها وحماسها يؤكد أنها كانت في «فرقة مكافحة إرهاب».
لا يعنينى هجومها على فيلم اشتباك من عدمه، رغم رد الفعل الرائع الذى حققه الفيلم فى أكبر مهرجان سينمائي في العالم، والترويج له -حتى لو اختلفت الأستاذة أماني الخياط ومن معها- مهم جداً واستغلاله ضروره، ما يعنينى حقاً أننى مع كل ظهور لأماني الخياط أفقد جزءاً من صورتها القديمة، تلك الصورة التي بنت فيها ظهورها على الشاشة بالمهنية، لتنتهي وهى تعود من جديد بـ«الأقدمية».