في الوقت الذي كانت تقف فيه الفنانة أحلام أمام مرآتها السحرية التي تسألها كل يوم من هي ملكة الغناء ؟ لتجاوبها في كل مرة : ( أنت الملكة ولا أحد غيرك !) كانت تقف ” ياسمينا ” على مسرح ” Arabs Got Talent ” تشدو وتصدح وتلهب مشاعر لجنة التحكيم والجمهور بفخامة صوتها الطربي الأصيل، فتفاجأ أحلام بوجود ” سنو وايت ” صغيرة جميلة الصوت فتعاود سؤال مرآتها للمرة الثانية لتصعقها الإجابة : ( أن ” سنو وايت ” الغناء ” ياسمينا ” هي الأجمل صوتاً وأن صوتك ما هو إلا رعداً هزيماً) ..
لقد دبَّت الغيرة في قلب ساحرة القصة هذه المرة ليس لجمال الوجه وبياض البشرة، وإنما لقدرة طفلة صغيرة على خطف قلوب الملايين بمجرد البدء في الغناء، لذا فقد انطلقت تصريحات أحلام قاسية حادة تفتقر للياقة والنقد البنَّاء، ليس مستغرباً من الفنانة أحلام ” جر شكل الجميع “، فلها مشاجرات ومشاحنات مع ” طوب أرض ” الوسط الفني، ولا يفاجئني اعتراضها حتى ولو بأسلوب فج، ولكن ما فاجئني هو ضراوة تعليقها على مشتركة صغيرة السن لازالت أمام محاولات متكررة للتصفية مع آخرين لنيل لقب البرنامج، أي أن فرصها في الربح يعادلها فرص للخسارة إذا ما تقدم من هم أحق منها للفوز في المسابقة ..
ربما قد نهشت الغيرة أوردة قلبها لأن نجوى كرم الصوت الجبلي الأصيل هلَّل وكبِّر للموهبة الصاعدة، وسالت الدموع من عينيها كما انهمرت من عيني أحمد حلمي الذي كان يمسك برأسه من شدة تأثره بروعة الصوت، وكما ارتسمت ابتسامة إعجاب وتقدير على شفتي ناصر القصبي، وكما اقتنع مؤخراً علي جابر وابتهج عندما ضغطت نجوى كرم ” الزر الذهبي ” ليؤهل ” ياسمين ” للتصفية النصف نهائية ..
بالرغم أن ياسمينا محترفة غناء على مسارح الأوبرا واشتركت في العديد من الحفلات بأقوى الأغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم إلا أنه ظهر عليها القلق والخوف وهي في تجربة الأداء أمام لجنة التحكيم، الناجح الحقيقي هو من يخشى الفشل ولذلك يبذل أقصى ما في وسعه ليبلغ مراده ولم يعرف الغرور ولا الثقة الزائدة بالنفس طريقاً إلى قلبها ..
الفنانة أحلام تظن نفسها الملكة لأن كاميرات التليفزيون تسعى وراءها لتسجل تقريراً عن طائرتها الخاصة وعن آخر ما اقتنت من مجوهرات وحلي، وتأخذ الصور الفوتوغرافية لآخر خِلقة قد وصلت لها بعد عشرات من عمليات التجميل، ومع ذلك ربما تُحس أن شيئاً من ذلك كله لا يجذب لها الأنظار كما خطفها للإعجاب ببراءة وجه ياسمينا والغرام بصوتها الربَّاني العذب الشجي الذي يبعث القشعريرة في الجسد، ويوقظ شجنه الدافيء الصوت الكلثومي الخالد، ويُحيي في النفس ذكريات الآباء ودندنتهم لأغاني الست وسلطنتهم لأنغام وألحان عظماء الموسيقى العربية في زمن الفن الجميل ..
إقرأ ايضا
هاني شاكر: أرفض الهجوم على ياسمينا من الداخل والخارج
حسب أحلام : علي جابر هو حسين جابر
تفاصيل شكوى أستاذ الموسيقى ضد “ياسمينا”
الهجوم مستمر على ياسمينا.. وأخيرًا: الجن مخاويها
مناظرة بين عمرو إسماعيل ومحمد العدل بسبب “صوت ياسمينا”
عمرو إسماعيل: “ياسمينا” صوت مستعار وغير حقيقي
جمال بخيت يطالب بإنقاذ “ياسمينا”