محمد سلطان محمود
قامت صحيفة “جارديان” البريطانية أمس الخميس، بإصدر بيان لتوضيح اكتشافها عدة أخطاء في تقارير ومقالات قامت بنشرها للصحفي جوزيف مايتون، الذي يتعاون مع الصحيفة ككاتب حر منذ عام 2009 و حتى الآن.
الصحيفة البريطانية أعلنت أنها قامت باستئجار المتخصصين في التحقق من صحة المعلومات، للتحقق من كافة المعلومات الواردة بمقالات وتقارير جوزيف مايتون، وانتهت التحقيقات إلى اضطرار الصحيفة إلى حذف 13مقال وتقرير كتبهم مايتون، دون أن تفصح عن هوية تلك التقارير أو الموضوعات المرتبطة بها، بالإضافة إلى قيام الصحيفة بتعديل معظم المقالات والتقارير التي أبقت عليها لجوزيف مايتون ضمن أرشيف موقعها ، لتصحيح أو حذف معلومات وردت بها، مع وضع تنبيه في نهاية كل تقرير يوضح التعديل الذي أجرته الصحيفة.
جوزيف مايتون بدأ الكتابة لصحيفة جارديان في عام 2009 أثناء فترة إقامته في مصر، خلال تلك الفترة نشر عدة تقارير عن الحياة في مصر،وبعد قيام صحيفة جارديان بإعلان اكتشافها لعدة أخطاء في تقارير ومقالات مايتون، فتشنا في أرشيف كتابات مايتون عن مصر، و وجدنا أن التقارير التالية الخاصة بمصر، تم تعديلها لعدم القدرة على التأكد من صحة معلومات أو تصريحات لأشخاص تم ذكرهم في التقارير.
الاستماع إلى الإخوان – سبتمبر 2009 – وهو تقرير عن الإتجاهات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
ذبح الخنازير يضع القاهرة في مأزق – اكتوبر 2009- تقرير عن قيام السلطات المصرية بذبح الخنازير كإجراء وقائي ضد انتشار عدوى إنفلونزا الخنازير.
مصر تحتاج إلى نساء أكثر في السلطة – اكتوبر 2009 – تقرير عن ضرورة زيادة حجم تمثيل السيدات في مجلس الشعب المصري و مدى استفادة الحزب الوطنى من ذلك في حال وصول جمال مبارك إلى الحكم.
في مصر إنه من تعرفه أنت – نوفمبر 2009 – تقرير عن فرص خلافة جمال مبارك لوالده في الرئاسة.
أعذار خفية لأحداث الشغب الكروية في مصر – نوفمبر 2009 – تقرير عن أسباب خفية لأزمة الجماهير بعد مباراة منتخبي مصر والجزائر الشهيرة في ام درمان بالسودان، و إعتبار غضب الجماهير هو وسيلة خفية من المصريين للتعبير عن العديد من الأشياء التي تحبطهم في مصر مثل الفساد و الفقر والتحرش الجنسي.
المحسوبية في رصد حقوق الإنسان – ديسمبر 2009 – تقرير عن تجاوزات الشرطة المصرية وإهتمام الإعلام المصري بتعرض منزل المدون وائل عباس إلى الإقتحام من رجال الشرطة بالرغم من بساطة الحدث، في إشارة إلى إحتمال وجود تجاوزات أكثر فداحة لا يهتم الإعلام بإبرازها.
الركود في الشرق الأوسط – فبراير 2010 – تقرير عن حالة الغضب والرفض لدى المصريين في حال كتابة صحفيين أجانب أى تقارير عن سلبيات المجتمع المصري.
لماذا يحب المصريين “افاتار” – مارس 2010 – تقرير عن تفضيل المصريين لفيلم Avatar عن فيلم The Hurt Locker، ومحاولة الأمر بأبعاد سياسية.
مصر يجب أن تتفاوض على مياه النيل – أبريل 2010 – تقرير عن إتفافية نهر النيل الموقعة في عام 1929، وضرورة قيام مصر بإعادة التفاوض على حصتها في مياه النهر النيل في ذلك التوقيت قبل أن تواجه أزمة حقيقية لا يمكن حلها.
النباتية ليست معارضة للثقافة العربية – يوليو 2010 – تقرير عن إتباع النظام الغذائي النباتي في الوطن العربي،و أثار تربية الحيوانات لأكل لحومها على النظام البيئي.
مصر يجب أن تتحول إلى نظام صديق للبيئة لإنقاذ البحر الأحمر – أكتوبر 2010 – تقرير عن الأخطار التي تواجه الحياة البحرية والشعاب المرجانية في البحر الأحمر بسبب التلوث الذي تتعرض له مياهه من الزيوت و المواد الكيماوية والمخلفات التي يتم إلقاءها به.
موقف جوزيف مايتون يثير القلق حول إفتقاد صحيفة جارديان إلي المعايير اللازمة التي تضمن صحة المعلومات الواردة في التقارير التي تقبل نشرها، وهو ما يدعمه قيامها بالتحقق من صحة تقارير مايتون بعد 7 سنوات من تعاونه معها، ومحاولة التبرأ من أخطاء مايتون و تلخيصها في كون جوزيف مايتون كاتب حر من ضمن عشرات الكتاب الذين يقوموا بعرض كتاباتهم على الصحيفة.
لكن جارديان تدين نفسها بتلك المبررات الواهية، فمعني إختيارها للتعاون مع جوزيف مايتون من بين عشرات الكتاب ، أن الصحيفة إقتنعت بما يقدمه مايتون من محتوى، وكما إستطاع جوزيف مايتون أن ينشر معلومات ضعيفة و خاطئة دفعت الصحيفة البريطانية إلى حذف 13 تقرير تم نشرهم للكاتب، فمن المحتمل أن يكون هناك مئات التقارير الأخرى التي لم تستطع جارديان إكتشاف زيفها حتى الأن، وربما لن تستطيع إكتشافها نهائيًا.