محمد الباز يكتب: اقتلوا وائل الإبراشي

نقلا عن البوابة

يظل وائل الابراشى واحدا من أهم المحققين الصحفيين خلال السنوات الأخيرة من عمر الاعلام المصرى، يعرف جيدا أن دوره هو كشف الحقائق، ووضع أطراف الأزمات وجها لوجه أمام بعضهم البعض، لا يمكن أن نلومه على طريقة إدارته للحوار، فكل شيخ فى الاعلام وله طريقة، ولو عملنا جميعا بنفس الطريقة لانصرف عنا الناس.

سيخرج مدعو الأخلاق ليجلدوا وائل بسبب حلقته التى استضاف فيها أحمد شوبير والمعلق الرياض أحمد الطيب، سيقولون أنه من قادهما الى التراشق بالمياه والتشابك بالأيدي، وأنه من أشعل الحريق، دون أن يدركوا أنه كان يحقق فى اتهامات متبادلة بين اثنين من نجوم الاعلام الرياض الذى يحظى بأعلى نسبة مشاهدة ومتابعة من السادة المشاهدين، حاول تهدئة الموقف بينهما أكثر من مرة، لكن يبدو أن نار الخلافات كانت مشتعلة بما يكفى قبل أن يدخلا الاستديو، فوقعت الواقعة.

الذين بدأوا مباراة لعنة الابراشى على ما فعله، هم الذين سيجعلون فيديو المشاجرة بين الطيب وشوبير على اليوتويب هو الأعلى مشاهدة على الاطلاق، ونجوم الاعلام والفكر والثقافة الذين يجلسون الآن يثرثرون على هامش ما جرى، لا يتردد أحدهم فى أن يكون ضيفا على الابراشى، الذى يمنح من يستضيفهم نجومية وجماهيرية كبيرة.

بتقييم موضوعى مجرد، لا يمكن أن أتجاهل ان الابراشى واحدا من المخلصين فى عملهم، محترف فى مساحة إعلامية خاصة ومهمة وموجودة فى تليفزيونات العالم كله، لكن الذين يعيبون عليه أسلوبه هم الجهلاء، الذين يتشدقون بالأخلاق وهم أبعد ما يكونون عنها، بدليل أنهم منحوه مجده، فهم يشاهدونه كل ليلة، يجلسون أمامه حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم يستيقظون من نومهم وهم يسبونه، ويلحقون به كل الاتهامات التى لا تخلو من بذاءات، تعكس ذهنية منحطة قبل أن تكون متناقضة، ولأنهم كانوا سببا فى نجاحه، فهو لا يتراجع أبدا عما يفعله، وأعتقد أنه لن يتراجع، فلا أحد يكف منا عما يجعله ناجحا.

يقولون أن الاعلام يجب ألا يكون منحازا لوجهة نظر بعينها، عليه أن يستعرض وجهات النظر المختلفة ويستمع الى الآراء المتباينة، فهل يفعل الابراشى غير ذلك، انه يضع المتخاصمين أمام بعضهما البعض، لكن العيب فينا نحن أبناء المجتمع الذى لا يطيق الاختلاف، ولا يقدر على الدخول فى حوار، ولا يصبر على المناقشة، فكل خلاف لابد أن يتحول الى مشاجرة، وكل تناقض لابد أن يترجم الى عنف، حتى لو كان الأمر لا يستدعى ذلك على الاطلاق.

لا تفتشوا عن الخطأ تحت جلد وائل الابراشى إذن، وابحثوا عنه تحت جلودكم أنتم، لا ترجموه على الملأ حتى تؤكدوا لأنفسكم أنكم أسوياء، فأنتم لستم كذلك على الاطلاق، والدليل أنكم ستواصلون مشاهدته، وتتابعون ما يفعله، وتختلفون حوله، وتمنحونه مزيدا من المتابعة والمجد والشهرة والجماهيرية.

انتم تحملون وائل الابراشى وكل من يقدم شيئا يزعجكم مسئولية كل المشاكل والأزمات التى نعانى منها الآن، تريدون أن تضعوا الجرس فى رقبته ورقابهم، تحرصون على أن تكونوا أنتم الأخلاقيون المؤدبون.

حسنا ليس عليكم الا أن تقتلوا وائل الابراشى أو تطرحوه أرضا حتى يخل لكم وجه الاعلام النظيف، الذى تعتقدون أو تتوهمون أنه موجود على هذه الأرض البغيضة.

فى النهاية الاعلام ليس الا أنتم.
اذا رأيتموه نظيفا فأنتم كذلك.
وإذا رأيتموه قذرا فلا تلوموا الا أنفسكم.

نرشح لك

محمد الباز يكتب: كلنا كلاب يا صديقى.. بعضنا ينبح وبعضنا يحرس (لماذا يكرهوننا 3)

محمد الباز يكتب: الدعاء على الصحفيين بالفضيحة ؟ (لماذا يكرهوننا 2)

تطبيق