اتفقت الدول العربية على اختيار القدس كأول عاصمة للإعلام العربي للعام المقبل، حيث وافق وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم الأخير الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية، المقترح المقدم من هيئة الملتقى الإعلامي العربي باختيار عاصمة للإعلام العربي كل عام، وأكدوا أن هذا الحدث الهام الذي سيشرف عليه قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية بالتعاون مع هيئة الملتقى الإعلامي العربي سيساهم في تطور ونمو صناعة الإعلام في العالم العربي ككل.
وجاءت هذه البادرة اتساقا مع توجهات الملتقى الإعلامي العربي بالعمل نحو تطوير وتنمية الإعلام العربي بشتى الطرق والإمكانات الممكنة، وانسجاما مع أهداف جامعة الدول العربية بدعم العمل العربي المشترك. ويأتي مشروع العاصمة السنوية للإعلام العربي ليمثل آلية جديدة لتشجيع التواصل، ونمو الاهتمامات المشتركة على مستويي أجهزة الإعلام العربية والإعلاميين أنفسهم، فضلا عن نشر معايير جودة الإعلام، وخلق أشكال جديدة للترابط الإعلامي.
ويقوم المشروع على أساس اختيار مدينة عربية كل عام تسمى وتعلن عاصمة للإعلام العربي، وذلك وفق مجموعة متكاملة من الأسس والمعايير المهنية، حيث تتقدم الجهات الرسمية في الدول العربية بطلب لاستضافة عاصمة الإعلام العربي، وتلتزم الدولة المستضيفة بوضع برنامج طوال العام للأنشطة والفعاليات التي ستقدمها في مجالات الإعلام المختلفة، وتشرف اللجنة التنفيذية للمشروع على خطوات سير خطة العمل وتنفيذ البرامج والفعاليات، كما يتم تشكيل مجلس أمناء يمثل عدة دول عربية من شخصيات إعلامية قديرة لها خبرتها في مجالات الإعلام المختلفة.
وعن آلية اختيار عاصمة الإعلام العربي صرح ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي أن هناك عددا من المعايير التي يتم الاختيار وفقها منها معدل انتشار الإعلام التقليدي والجديد نسبة إلى عدد سكان دولة العاصمة المرشحة وذلك ضمانا للمساواة والعدالة فيما بينها، بالإضافة إلى أن تكون المدينة سبق وقامت بتنظيم أو رعاية أو استضافة حدث عربي يصنف مهنيا على أنه “حدث كبير” كملتقى إعلامي جامع، أو منتدى إعلامي عربي دولي، أو مهرجان إعلامي عربي يكون من شأنه تشجيع الإبداع والمبدعين، وتوسيع نطاق التواصل بين الإعلاميين العرب.
وأضاف الخميس: “على المدينة المرشحة عاصمة إعلامية أن تكون مقرا دائما لهيئة إعلامية تعنى بشكل متميز بالشؤون العربية وبتعزيز الإعلام العربي، وأن تمتلك القدرة على تخطيط وإطلاق تغطيات إعلامية متكاملة للأحداث الكبرى”.
ويهدف مشروع عاصمة الإعلام العربي إلى تحفيز روح المنافسة بين المؤسسات الإعلامية العربية، والعمل نحو تنمية وسائل الإعلام من خلال برامج علمية ومهنية معتمدة، بالإضافة إلى تنمية قدرات الإعلاميين وتبادل الخبرات فيما بينهم من خلال برنامج تدريبي مكثف، فضلا عن تسليط الضوء على مميزات كل دولة عربية في الجانب الإعلامي، وحث الدول على منح الإعلام ووسائله مناخا إيجابيا يتلاءم مع طبيعة التحولات الإعلامية، وترسيخ قيم الإعلام الإيجابي والمهنية الإعلامية وأخلاقيات المهنة.
ودعى ماضي الخميس، جميع المسؤولين والإعلاميين العرب للتكاتف وتوحيد الجهود للارتقاء بصناعة الإعلام وبالمجتمعات العربية ككل.