هو ابن الإعلام الخاص، بدا صحفيا في الأهرام، وانتقل بين أكثر من قناة فضائية، مرورا ببرنامج “البيت بيتك” على التليفزيون المصري، الذي قدمه من خلال شركة خاصة تبيع برامجها للتليفزيون، لينتقل عقب الثورة إلى قناة CBC، ويقدم على مدار السنوات الماضية برنامجه “ممكن”. كشف خيري رمضان في حواره المطول مع “دوت مصر” كواليس زيارة الرئيس للصين، وإمكانية انضمام الرئيس لحزب سياسي، كما وجه رسالة لزميلته ريهام سعيد على شاشة “النهار”.
كنت ضمن الوفد المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارة الصين الأخيرة، فما أهم انطباعاتك عن الزيارة؟
الرئيس يعمل كثيرا وزيادة عن اللزوم، “بيصحينا بدري ومُجهد جدا في العمل”، والزيارة كانت مهمة، لأنه اختار بلدا مثل الصين، والتي حققت ما لم تستطع أي بلد آخر تحقيقه، وأبرم الرئيس اتفاقيات مبدئية تصل إلى 45 مليار دولار.
الصين لديها شغف ورغبة في الاستثمار في الخارج، وهو جزء من فلسفتهم، لذلك إن استثمرت معنا في وقت نمر بأزمات كبيرة ونحتاج مساهمات، سيكون شيئا رائعا، كما أنها تعكس توجّها في التحول السياسي والاقتصادي من الغرب وأمريكا، ليتجه نحو الكتلة الشرقية، سواء روسيا أو الصين أو الهند، وهذا اتجاه حميد، وإذا تمت المشروعات التي تم الاتفاق عليها، ستكون فرصة جيدة جدا لنا.
هل تؤيد فكرة وجود حزب للرئيس؟
الرئيس ناقشنا في هذا الموضوع، بعدما سأله أحد الإعلاميين عن ذلك، وأخبرته رأيي بـ”لا طبعا”، وقال لنا إنه لا يوافق نهائيا لأن هذا معناه أن من ينضم لهذا الحزب منافقون، ومن الأنظمة السابقة، وسينتقده الإعلام، وأنا أرفض أن أقوم بهذا الدور.
هل ترى أن بعض الإعلاميين يحسبون أنفسهم على الرئيس عبدالفتاح السيسي أو من أتباعه؟
ليس إعلاميين فقط، وإنما رجال أعمال أيضا يحسبون أنفسهم عليه، ويتحدثون باسمه، لأن السلطة تمثل هوسا للبعض، ويستمدون قوتهم من مجرد قربهم من رأسها، وهذا سيظل موجودا طوال الوقت، والمهم هو قرار رأس السلطة بتقريب أحد منه من عدمه، ومن يريد خدمة بلده، فليعمل في مجاله، بغض النظر عن قربه من الرئيس أم لا.
يقول البعض إن البرامج تسير بتوجهات من القناة وإنه لا وجود لما يسمى بالإعلام المحايد، فما تعليقك؟
أريد أن أوضح أولا أن النفاق ليس عكس الحياد، ولكن ما معنى كلمة الإعلام المحايد التي نستخدمها كثيرا؟ فالقناة الواحدة يعمل لديها أكثر من مذيع ويختلف كل منهم عن الآخر، سواء في اللغة أو الطريقة أو التوجّه، لكني لا أرى هذا صحيحا، فما يجب فعله هو الاتفاق على “ستايل بوك” ومنهج لكل قناة، والمذيع الذي يقبل أن يعمل بها، عليه أن يلتزم به، الإعلام مثل أي شيء في البلد بعد الثورة، فلدينا إعلام كبير ويتم الصرف عليه وينافس، ولكن عنده أخطاء التجارب الأولى والمضطربة في مجتمع لا توجد به أي مؤسسة مسارها طبيعي أو مستقر، ولذلك، لا نتوقع أن يصبح أي شيء مثاليا، لأنه لا يزال لدينا اضطرابات التكوين، والتي ستأخذ وقتا، لكن الإعلام قادر على ضبط إيقاعه.
ما رأيك في نوعيات البرامج التي تقدم موضوعات مس الجن والعفاريت والأشياء الخارقة؟
لا أحبّذ هذا النوع من البرامج، ولكني أراه شيئا طبيعيا، نظرا لأننا نمر بوقت يتعرض فيه الإعلام لهجوم حاد جدا، والناس زهقت من السياسة، وبعض البرامج تبحث عن المشاهدة كجزء رئيسي من شغلنا، وإذا لم تستطع اختيار طريقك، فالأسهل الثلاثية المعروفة “الجنس والسياسة والدين”، وتضيف عليها فكرة التغييب أو الخرافة والشاذ وغير المنطقي الذي يشد الناس، فتصبح نميمة المجتمع الذي يحاول الهروب من إحساسه بالفشل، ولكني مؤمن بأن المرحلة المقبلة، سيحدد المشاهد فيها ويفرض إيقاعه على الإعلامي، إذا لم يقم الإعلام بدوره الإيجابي تجاهه.
الإعلامية ريهام سعيد صرحت أنك انتقمت منها خلال برنامجك، لرفضها ترشيحك لها للعمل في CBC، فما ردك؟
لن أتحدث في هذا الموضوع، لأنه لا وقت لدي لمثل هذه القضايا، ولا أرى أنها أمر يستحق الحديث عنها، ولكنني سأضع بين قوسين أن الإعلامية الكبيرة ريهام سعيد قالت أيضا إنني من أدخلها قناة “النهار”، فإذا كنت قد فعلت ذلك، فلماذا لم أُدخلها CBC قبل النهار؟ وبصفة عامة، أنا لا أملك إحضار أي أحد للعمل بأي قناة.
لماذا لم يركز الإعلام مع أزمة علاج فيروس سي والإيدز الخاص بالقوات المسلحة؟
لأنه نوع من الاستنزاف والمنظرة، ويخدم أناسا تريد تعطيل البلد، وأنا لن أكون واحدا من هؤلاء، فنحن تحدثنا وانتقدنا وهاجمنا بشدة عندما كان الجهاز مطروحا، لأنه لا يتبع المنهج العلمي، وخضنا معركة ضد هذا الجهاز بوضوح شديد، ولكن من الواضح أنهم اكتشفوا الخطأ فيه، وأنا أحترم أنك عندما تكتشف وجود كارثة أو خطأ لا تكابر وتختار طريقة لإنهاء الموضوع وتقول سنأخذ وقتا لمزيد من البحث، خذ وقتا كما تشاء، المهم أنه لم يضر الناس، إضافة الى ذلك أنني لا أرى أنه من أولوياتي كإعلامي الآن البحث عن خناقة كي أقول إنني بطل، وأسترجع ما قلته سابقا، فلا توجد أزمة حاليا، ودكتور الكفتة لم يعد موجودا على الساحة، وأصبح لدينا علاج آخر هو السوفالدي.
كيف تفسر استغناء بعض القنوات عن عدد كبير من العاملين بها، منها CBC إكسترا على سبيل المثال؟
القنوات تحاول فعل شيئين في وقت واحد: الترشيد والتطوير لأنه “بيزنس مثل أي بيزنس آخر”، فجميع القنوات تخسر ملايين الجنيهات، وأي قناة تريد الاستمرار لا بدّ أن تراجع نفسها، لأن حجم الإعلانات في السوق محدود، مقارنة بعدد القنوات الموجودة، لذلك من الطبيعي أن ترى كل قناة احتياجاتها، وكيف توفّر كي تنفق في مكان آخر، حتى تحصل على الإعلان.
ما رأيك في التسريبات الصوتية التي تذاع في القنوات، سواء كانت من خلال برنامج “الصندوق الأسود” أو قنوات الإخوان؟
لن أتحدث عنها ،لأنني لا أمتلك أي معلومات بخصوصها، وكل ما لدي أن النائب العام قال إن هناك تحقيقات بشأنها، ولذلك ليس لدي تأكيد بشأن صحة أو خطأ التسريبات، وأنا كإعلامي ليس لي دخل بها، وليست قضيتي، وماعنديش وقت لها، فلدي قضية أكبر، هي قضية بلد ظروفه سيئة، ولا بدّ أن يمر منها، فكل يوم بيعدّي دون إنجاز يكون خسارة أكبر لنا، وأي استنزاف ما بين معارك الإخوان مع السلطة، ليس قضيتي.
هل تتمنى وجود أكثر من برنامج ساخر على الفضائيات على غرار برنامج “البرنامج” لباسم يوسف؟
أنا ماعنديش حدود في عدد البرامج، ولا أستطيع أو أملك أو من حقي تحديد شكل البرامج لدينا، فنوعية البرامج السياسية موجودة في كل العالم، وأتمنى أن تكون الساحة مفتوحة لكل الأنواع، وأن يكون هناك أكثر من برنامج على كل المستويات، فما المانع من جعل الناس تضحك على واقعها؟ فـ”واقعنا لوحده يموّت من الضحك”، وأنا ضد فكرة إغلاق أو وقف برنامج واحد، فنحن لسنا مجتمعا هشا لهذا الحد، حتى لا يتحمل برنامجا ساخرا، ونحن في النهاية مجتمع يمر بأزمات اقتصادية، لو تجاوز كل المشاكل، هتتحل.
أيهما تفضّل: عملك في تليفزيون الدولة أم القطاع الخاص؟
أود أن أوضح أنني لم أعمل في التليفزيون المصري، فأنا ابن الإعلام الخاص طوال الوقت، وما قدّمته على تليفزيون الدولة كان من قطاع خاص باع برنامجا للتليفزيون المصري، ولست جزءًا منه، فقد عملت صحفيا بالأهرام واشتغلت في “أوربت” وخرجت منها على قناة الساعة، ومنها حصلت على عقد لشركة تعرض وتبيع برامج، ونفس الأمر ينطبق على محمود سعد، والتعامل في النهاية كان مع القطاع الخاص، ولم أتعامل مع تليفزيون الدولة في أي شيء، ولم أكن أعرف أدواره، فلم أر إلا مكتب الوزير والأستوديو فقط، ولذلك لم تكن لي علاقة بهذا الكيان العظيم المهم، الذي يجب أن نحرص على قوته، لأنه تليفزيون الدولة.
أخيرا، ما الذي تتمناه من المنظومة الإعلامية بشكل عام خلال العام الجديد؟
أتمنى أن يقوم الإعلام بدور أكبر في تنوير الناس، وشحذ الهمم واكتشاف الوجوه المضيئة والتعامل مع السلبيات بوضوح شديد جدا، وأن تبتعد بعض أنواع الإعلام التي تتجه للسلطة، ونشيلها من دماغنا، لتبقى أعيننا على الشعب الذي يحتاج لنا، ونبتعد عن الخناقات الشخصية والقضايا الفرعية، فالإعلام مثلما كان له دور قبل 30 يونيو، يجب أن يكون له دور فيما هو قادم، وتطوير وتغيير هذا المجتمع للأفضل، إن شاء الله.
نقلًا عن “دوت مصر”
اقرأ أيضًا: