أشرف أبو الخير
عندما وقفت سيدة الفضائيات الحالية، على خشبة المسرح لتؤدي دورها في مسرحية “السيدة حرمه” قبل سنوات طويلة ، أجزم بأنها كانت واثقة من قدرتها على (إسعاد) الجميع.
متأكد تماما من ثقتها في قدرتها على (إسعاد) وإضحاك مئات الآلاف، رغم وقوفها أمام إثنين من قامات الكوميديا الشامخة، الراحل عبد المنعم مدبولي ، والعظيم عادل إمام في فيلم “إحنا بتوع الأوتوبيس”.
متيقن أنا أنها مزقت عشرات الأوراق التي كتبتها في “بكيزة وزغلول” .. لأنها كانت تبحث عن الجملة المثالية والإفيه النموذجي ، رغبة منها في (إسعاد) الملايين .
لا شك عندي في أن من تتحمس لإنتاج “سهر الليالي” و “رسائل البحر” و “بنتين من مصر” و”عصافير النيل” و “زهايمر” .. كان لديها رغبة حقيقية في (إسعاد) البشر .
بالظبط كدة، سأكتب حالا أن لكل منا نصيب من اسمه ، فكما كان قدرها أن يسميها أبيها اسما غير مألوف لتتميز … كان قدرها أن يكون هذا الاسم هو الدور الذي يجب عليها تأديته طوال مسيرتها .. (إسعاد) مخاليق ربنا .
ردا على سؤال وجهه لها محرر جريدة الأهرام حول الأفكار الجديدة التي ستقدمها بالبرنامج ، قالت: ” مصر تزخر بكنوز لا حصر لها، إعادة اكتشاف عناصر هذه الكنوز تحتاج إلي سنين طويلة، وفي اعتقادي أننا لم نبدأ بعد ”
ركز معي أرجوك .. إسعاد يونس تعتقد أنها لم تبدأ بعد !!
الكتابة عن تجربتها التلفزيونية المبهجة هي جريمة في حق برنامجها البديع “صاحبة السعادة” .. فأتصور أن أبناء جيلي بعد كل ما عانوه من ضغوط سياسية ومجتمعية في السنوات الأخيرة افتقدوا الكثير من قدرتهم على التعبير عن السعادة بصورة مناسبة … ولكننا هنا داخل E3lam.org نتحدث عن الجانب المهني، أو هكذا سأفترض لأريح ضميري فأكتب بيسر وسلاسة .
برنامج تنفذه شركة إنتاج تلفزيوني ذات سمعة طيبة، ليذاع على قناة فضائية واسعة الانتشار ولها ثقلها لدى الجمهور، تقدمه فنانة لديها ماتقوله دوما ، سواء كانت مذيعة بالإذاعة في بداية حياتها العملية ..أو ممثلة في أدوار صغيرة لكنها دوما ما تلفت النظر وتجبرك على الانبساط … أو نجمة معروفة في مجال التمثيل في مرحلة تالية…أو مذيعة بمجموعة قنوات أوربت في تجربة لم يشاهدها الكثيرون في أواخر تسعينيات القرن الماضي .. أو حتى كواحدة من أكبر منتجي السينما بالقطر المصري ، نحن نتحدث إذن عن مغامرة إنتاجية عنيفة قد تهوي بالشركة المنتجة إلى قاع الإفلاس المادي إذا وقعوا في أسر نجومية النجمة واستهلاكية التوك شو المعتادة .
ولأن (الإسعاد) هو المهنة، فقد قررت “صاحبة السعادة” أن تلعب بحرفنة على أوتار الحنين داخلنا، فتضحك مع سهير البابلي، وتحزن لفراق بليغ حمدي، وتستمع باهتمام حقيقي لعامل النظافة، وتستمتع بحكايات أبناء كارها من الكومبارس، وتعطي الفرصة كاملة لـ “بقلظ” كي يحدثنا عن لوعة فراقه لنا .. وتغني معنا، تورماينا أهو واصل ..توت توت توت لمحطة نومه توت توت توت ودة أول قطر ينام في بيوت.
في رأيي أن الخلطة التي تجعل الملايين يتابعون وينتظرون “صاحبة السعادة”.. هي (التحدي) الذي يمتلكه مذيع الإذاعة فيجعلها تغرد بموضوعات إنسانية غاية في البساطة بعيدا عن السرب الإعلامي .. مضافا إلى (الثقة) الواجب توافرها ممثل المسرح، فتصدق أن جمهورا عريضا سيهتم حتما بتلك الجرعة من البساطة والبهجة .. والعنصر الثالث في الخلطة هو (الغموض) الذي يغلف نجوم السينما فتجعلنا دوما عاجزين عن توقع خطوتها التالية.
عزيزتي (إسعاد) واعذريني على رفع الكلفة … أتحداكِ، بثقة، أن تكفي عن الغموض وتحكيلي الخمسين حلقة الجايين هتجيبي فيهم مين ..لأن الفضول هيموتني .
اقرأ أيضا:
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)
“صاحبة السعادة” أفضل برنامج أسبوعي في 2014
اسعاد يونس : لم أتوقع كل هذه السعادة وكل هذا النجاح